اتجهنا نحو المزرعة، ركنت السيارة ثم دلفت للداخل، هذه المزرعة هي أكثر ما يشعرني بالسعادة بعد رسائل الغريبة، و بذكر الغرابة فغريبة الأطوار ميس ترمقني بنظرات حادة جعلتني أشعر برغبة في لكمها بقوة، لا أحب الفتيات المدللات، جلست على العشب أتأمل العمال الذين يقطفون ثمار الزيتون من الأشجار التي لا تبعد عنا إلا بكيلومتر أو اثنين، لألمح ميس تتجه نحوهم لتقوم بمساعدتهم، قطبت حاجباي للحظات ثم قلبت عيناي فخطواتها غير متوقعة، بدت مستمتعة جدا بما تفعله، و حين انتهت و ودعت العمال الذين خرجوا من المزرعة عادت بسعادة، لأقول لها بسخرية
-" تبدين خبيرة بذلك "
لتقول بحماس
-" بلى لقد كنت أساعد أهل القرية المجاورة لقصرنا "
لتتسع عيناها لما تفوهت به بشكل لا شعوري ثم قالت بشيء من التوسل
-" فليكن هذا سرا بيننا، أرجو ألا تخبر أحدا "
-" أنت مجنونة فعلا "
-" ليس ذنبي إن كنت لا أستلطف الحياة في القصر "
ثم استلقت على العشب و أردفت بنبرة عميقة
-" لم أولد لأُسجن بين أسوار القصر و أصبح أسيرة قوانين لا تحصى "
بدا أنها أرادت قول المزيد إلا أنها توقفت فجأة لتقول
-" هناك أشياء تستحق أن نخترق القوانين لأجلها "
حينها شعرت أن صوتها مألوف، مألوف فعلا، و تأكدت أنني سمعته يوما، لكنني لم أعرف أين، فاكتفيت بالابتسام سأتذكر ذلك يوما، يوما ما
استقمت لأتجه نحو الإسطبل، لتلحق بي الثرثارة و تقول بحماس
-" ستركب الحصان، و سأركب حصانا آخر، و نذهب إلى الشاطئ، مثل الأفلام، هذا رائع "
قلبت عيناي بسخرية لأقول
-" يا لكي من طفلة، الإسطبل خالي يا واسعة الخيال، أريد تفقد المكان لا أكثر "
قلبت عينيها ثم اتجهت نحو ماعزة صغيرة كانت تحاول اللحاق بالقطيع، قطبت حاجباي محاولا فهم ما تود فعله، لتنحني للماعزة و تقول بلطف
-" مرحباا صغيرتي، أيمكن أن نصبح صديقات "
هنا تأكدت تماما أنها أضاعت مخها حتما، فضربت رأسي بخفة و استدرت مكملا طريقي
_____________
يتبع ...
أنت تقرأ
ملكة سبيرانزا ٢
Paranormalبينما كنت واقفة في شرفة غرفتي، لمحت ساني مع تلك الغريبة، شعرت بالعجز لأنه منعني من إخبار جلالتها، من عساها تكون تلك التي تزوره كل يوم ؟! ملامحها لا توحي أبدا بكونها من سبيرانزا !! قدمت شيئا ما لساني ثم رحلت تاركة إياه يبتسم ببلاه، نزلت بسرعة لأواجهه...