٥

26 3 0
                                    

إستيقظت من النوم و اتجهت نحو دورة المياه لأخرج بعد دقائق فأجد غريبة الأطوار جالسة على سريري، رمقتها بحدة لتبتسم باتساع

-" ما الذي تريدينه ؟!"

-" هناك شيء عليك معرفته "

تحولت ملامحها فجأة للجدية، حسنا أعترف أن مزاجيتها صارت مخيفة، أمسكت يدي لتسحبني خارج القصر، لم تهتم لتذمري بل استمرت بسحبي إلى أن وصلنا إلى النهر، استغربت من معرفتها للطريق نحو النهر لكن سرعان ما نفضت الفكرة من رأسي، لتقول بذات النبرة الجدية العميقة

-" آسفة لم يكن بوسعي الحديث في القصر ... الأمر خطير ... قبل سنين طوال كانت في سبيرانزا قبيلة تدعى اتحاد الثوار، و كما تعلم أرض سبيرانزا كانت تابعة لمملكة ناما، لن أستغرب إن كنت لا تعرف هذا، عُرفت تلك القبيلة بقوتها و معارضتها لأوامر جدي، و كانت تتمرد عند أدنى فرصة تتاح لها، لم يستطع جدي فرض السيطرة عليهم، و كان الحل الوحيد هو قتلهم، فأطلق سما في هواء ذلك الجزء من المملكة، ذلك السم لا يقتل الفرد دفعة واحدة، كما لا ينتهي مفعوله، إنه يقتل الأفراد ببطء، و مفعوله يظل إلى المدى الطويل "

لم أستطع كبح فضولي فقلت

-" و ما الذي حصل لتلك القبيلة "

-" أخذ السم أرواحهم بعد أن عذبهم حد الاختناق ... لكن عائلة واحدة منهم ظلت على قيد الحياة "

-" أين هي ؟"

-" أحد أفرادها أمامي الآن "

نفيت برأسي لأغادر لا يمكنني الإغفال عن كونها محتالة موهوبة، لتقول بصوت عالي لأسمعها

-" نحن أعداء أيها الأمير...مائدة الفطور التي جمعتنا اليوم لم تكن سوى تمثيلية سخيفة، و ثق بي سيخرج الأمر عن السيطرة عاجلا أم آجلا "

لم ألتفت للنظر إليها بل واصلت المسير نحو القصر، لا أنكر أن جزءا مني صدقها، لكن ليس علي الإغفال عن ما قاله والدي " هي ماكرة "، تنهدت حين فتحت باب غرفتي، لترد فكرة ذهبية إلى ذهني، إن بحثت في المسألة لن يحدث سوء، إذن فلم لن أجرب ؟!

____________

يتبع ...

ملكة سبيرانزا ٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن