من حسن حظها انها تجيد
إخفاء مشاعرها الحزينة
فلاتظهر ع وجهها .....
_حدثيني عنك ياهويدا
_عني انا؟
_اجل..اخبريني عنك اكثر
_ماذا تريد ان تعرف ؟
_ اي شيء تريدينني ان اعرفه.
ابتسمت قائلة: حسنا
..انا اسكن هنا في لندن منذ سنوات درست في الجامعة وبعدها عملت ممرضة عمري خمسة وعشرون..
اسكن مع فتاة آخرى عربية ..
امم لدي اخت واحدة تعيش
مع ابي ..وامي متوفية..
وتعرف اني كاتبة
_ رحمها الله..
_آمين..وانت أخبرني عن نفسك
_ انا اسكن وحدي هنا منذ سنين قليلة ..اجبرتني الظروف ان ابتعد واهاجر بعض الوقت بسبب بعض المشاكل العائلية..بدأت اعمل منذ ان
قدمت الى هنا وساعدني ع ذلك
درجاتي العالية.. عمري 28 سنة
أعزب كماتعرفين ..والداي منفصلان ..لدي اخت واخ متزوجان.
مكثا الاثنين لبعض الوقت
ثم خرجا من المطعم
واخذا يمشيان قليلا
واثناء سيرهما لاحظ سامر رجلا"
يطيل النظر الى هويدا وبشكل متأمل ..سرى الغضب والغيرة
في داخل سامر فتوقف
واتجه للرجل
قائلا": نعم ..هل تريد شيئا"؟
فنظر الرجل اليه مندهشا
وقال: لا.. لماذا؟
-اذن انظر امامك وانت تمشي.
قال ببرود ولهجة اقرب الى الفظاظة وحينها ذهب الرجل في طريقه
شعرت هويدا بشيء من السعادة
لتصرفه وعندها التفتت اليه وقالت: مابك؟ كنت اشعر انك
ع وشك ضرب الرجل؟
-نعم أوشكت ع ذلك فعلا"..
_ لكن لماذا؟
- الم تري نظراته لك؟
- اجل ولكني تجاهلته
ولم اهتم فلما تهتم انت؟
احتار ماذا يقول لها
( انها لاتعرف كم هي مهمة
بالنسبة له ولايحتمل ان ينظر لها
رجل او يلمسها)
بينما هي انتابها الفضول
لمعرفة جوابه فقال: لابد ان نوقف
اي انسان عند حده عندما يتجاوزه
التفتت نحوه وقالت بتكشيرة
مازحة: تبدو حلوا" عندما تكون غاضبا" ..لم ادرك انك عصبي
ولكنك تتمالك اعصابك جيدا ..
نظر إليها رافعا احد حاجبيه
وقال مبتسما : إذن من الافضل ان تتقي شر غضبي
في احد الايام وبينما كان سامر
واقفا عند البحر يتطلع اليه
بصمت وفي داخله كثير
من الأسئلة والأفكار اذا بهاتفه
يرن نظر الى شاشته وابتسم
والاسم الذي ظهر عليها
كان في آخر توقعاته
فتح الخط ليقول : اهلا بأعز صديقة..
اجل طبعا.. أنا ليس لدي شيء الآن .
كان سامر قد أتفق ع الخروج
مع هويدا والذهاب الى مقهى ..وحين وصلا كل بسيارته
جلسا الى طاولة وطلب كلا منهما
كوبي قهوة وصحنان صغيران
من الحلوى اللذيذة.. ليقول بعدها
سامر بشيء من الحماس الممتزج بالسعادة: دعيني اصارحك
بأنني فوجئت واندهشت
عندما رأيت اسمك يلمع على
شاسة هاتفي .
_ههه..يلمع؟!..
_ اوه هيا لاتدققي في كلامي .. أقصد انني سعدت بإتصالك..
فرغم اننا نعرف بعضنا تقريبا"
منذ مدة تقارب الشهرين
الا انك..لم تتعودي علي كثيرا"
وهذه اول مرة تتصلين فيها علي
..مما افرحني
_ حقا"؟
_ اجل رغم انني اكون سعيد
بالكلام معك.. واشعر بالارتياح لك دائما"..
_ وانا ارتاح لك ..انت صديق طيب.
تابع قائلا": لكن...
_ لكن ماذا؟
_ احس ان هناك حواجز بيننا..
_ حواجز؟
_ نعم..اشعر احيانا" انك بعيدة عني.. هناك بعد ..خجل تحفظ واشياء اخرى..اقصد مشاعر وكلام مكبوت.
احمر وجه هويدا لوصول كلامهما
الى هذا المدى الذي لم تتوقعه.
في هذا الوقت رن هاتف سامر
الذي نظر اليه لوهلة
ومط شفتيه ضجرا" ثم تجاهله
ليتوقف ثم يعاود الرنين ..
فقالت هويدا: لما لاتجب..قد يكون اتصالا مهما"؟
_ لا..لاتشغلي بالك..انه اتصال لاداعي له.
وحين استمر الهاتف في الرنين
تنهد سامر بصوت خفيض
واجاب الاتصال قائلا": نعم..اهلا..اجل..انا بخير. نعم مشغول..اعتقد انه لايمكن في هذه الفترة..ربما..طاب مساؤك.
واغلق الهاتف ناظرا"بسرعة الى هويدا التي اخذت تعبث بخصلات
شعرها وعندما انتهيا خرجا
من المكان واثناء سيرهما
مرا ع محل لبيع فساتين
فهتفت هويدا: سامر هلا دخلنا هذا المحل ..احب ملابسه؟
- اجل طبعا".
دخلا ووقف سامر مستندا ع الجدار بانتظار ان تنتهي هويدا
_ اووه سامر انت هنا؟
أنت تقرأ
في ليلة ماطرة
Romanceهذه القصة من تأليفي فتاة تعيش مع اخرى في بلد اجنبي تلتقي بشاب مغترب جمعتهم الصدفة وقربت بينهما اللقاءات والأيام .