في اليوم التالي اتصلت هويدا ع عصام فلم تكن تريد التحدث معه بهذا الشأن عندما اتى الى المستشفى واخبرته بأنها تعرف انه من ابتدأ الشجار فسامر مسالم وحذرته من ان يتعرض لسامر او يؤذيه ثانية
والا فإنه سيخسرها كإبنة عم ..
وفي نفس اليوم اخذت قرارا"
بأن تحل هذه المشكلة فاتصلت ع سامر واخبرته بأنها ستسافر الى بلدها وتواجه والدها وتخبره بكل شيء وبأنها الآن مرتبطة ولاتريد عصام زوجا" ..ومن ناحيته سامر كان قلقا" ومتخوفا"
من ردة فعل والدها وصارحها بأنه خائف ان يحتجزها هناك فلا تعود الى هنا ويراها مجددا" واقترح عليها ان يذهب معها
لكنها طمأنته بأن الأمور ستسير ع مايرام حتما".
استعدت هويدا وجهزت اغراضا" بسيطة وحقيبة صغيرة تذهب بها على اساس انها ستعود بعد يومين
وصلت هويدا بعد سفر تخلله بعض التعب الى بلدها ..
بعد ان هبطت من الطائرة تنفست بعمق اجواء بلدها العربي ..
كم اشتاقت له ..
بعد ان وصلت الى بيتها توقفت قليلا" .. شعرت انها كانت هنا لآخر مرة منذ سنوات وليس شهور .. تنفست بعمق قبل ان تدخل البيت ثم فتحت الباب بالمفتاح .. دخلت البيت وشعرت انه هاديء جدا" فلم يكن هناك صوت.. جلست لدقائق على الاريكة ترتاح قليلا" .. اه كم اشتقت اليك يا بيتي الجميل)
قالت ونهضت تبحث عن افراد عائلتها الصغيرة فربما هم في الطابق الاعلى .. فجأة سمعت صوت والدها
فابتسمت : اه والدي ..
سمعته يتكلم وظنت انه يتكلم في الهاتف كان يقول:
لاتقلق
_ كيف لا اقلق ياعمي..
كيف وهي ارتبطت..انها خطبت لرجل اخر .. وانا الذي احبها منذ سنوات ..
_ سنحل المسألة اهدأ فقط
_ لابد ان تحلها فانا فعلت الكثير
من اجلك ياعمي..لقد ساعدتك
في عملك بالاضافة الى عملي وعاونتك في اعمالك غير القانونية من رشوة وغيرها ولولاها لمازادت اموالك بالطبع
فلن اقبل منك ان تتقبل ببساطة زواج ابنتك من هذا الرجل الغريب..يجب ان تمنع هذا الزواج._انا اعترف بكل مافعلته من اجلي وسأفعل كل شيء لتكون هويدا لك ..
كن واثقا"...
فتح الباب فجاة ..نظرت هويدا اليهما للحظات بجمود ثم صفقت بيديها مبتسمة بسخرية بينما الاثنان كست ملامحما الدهشة والمفاجأة ..
وتكلم والدها قائلا": هويدا؟
نظرت اليهما ثم
قالت: مرحبا ياوالدي العزيز..هل حقا" كنت نتيجة صفقة استغلالية بينكما ؟!!إذن ..كنت انت ياوالدي صاحب اعمال غير مشروعة وغير قانونية وكان ابن
عمي الذي يزعم انه يحبني يساعدك فيها ويستغلك ويضغط عليك لتجبرني
على الزواج منه
..استغرب يا عصام كيف وصلت
بسرعة الى هنا وكيف تزامن وجودي
في هذه اللحظة مع وجودك هنا ..
ولكن هذا جيد..لأكشفكما واكشف
هذا السر الذي تخبئأنه منذ فترة
طويلة..
انا لااصدق حقا" ياوالدي
كيف فعلت هذا بي ..
جئت ياوالدي لأخبرك انني وجدت الشخص الذي يناسبني
..من يحبني وابادله نفس مشاعره.. وانني انا وعصام لانصلح لنكون
زوجين لأنه مثل اخ لي ..
لكنني اشكركما ع معرفة هذه الحقيقة .
وذهبت لم يتكلم والدها وقد صدم بوجودها المفاجيء ومعرفتها الحقيقة ورغم انانيته وتسلطه فقد كان حزينا" ونهض عصام لاحقا" هويدا ناداها
فلم ترد عليه او تهتم وامسك بكتفها ليديرها نحوه قائلا": هويدا..
انا آسف ..سامحيني ..لقد اخطأت
ولكنني اردت ان تكوني لي بأي طريقة ..
لم ارد خسرانك .
_ ليس بأساليب الاحتيال والإستغلال ياعصام.. وليس رغما" عني.. ليس هناك افضل من اتباع الطرق السوية الصحيحة خصوصا" في الحب.. للأسف لقد خسرت احترامي لك
كأخ وابن عم ..ارجوك ..
كن بعيدا" عني فقط..
اتركني اعيش حياتي
كما اريد
ولاتدعني اراك لفترة طويلة
من الزمن ..
حينها فقط ربما اكون قد سامحتك .وتركته حاملة حقيبتها وتركت بيتها ..في الطائرة جلست هويدا الى جانب النافذة ورغما" عنها بكت بصمت
الى جانب الصدمة التي تلقتها
عز عليها ان تذهب وتعود دون
ان تعانق اباها ..
كان الى جانبها شخص
لاحظ دموعها رغم انها حاولت
الا تظهر ذلك ..
مد لها يده بمنديل فنظرت اليه
وقال بابتسامة : هوني عليك..
كل شيء سيكون بخير .
نظرت اليه بحيرة واخذت منه المنديل جففت به دموعها وتمتمت : شكرا".
عندما عادت حكت لسامر كل شيء
الذي اندهش كذلك ..
اخذ الامر من هويدا وقتا" لتستعيد
قوتها النفسية وتصبح بخير .. وبعد شهر اتفق سامر معها على
ان يتزوجا ورغم حزنها من ابيها ارسلت له دعوة زواج هو وعائلتها المقربة بدون وجود عصام مدركا" والدها ذلك دون الاشارة اليه وهو بالتأكيد ماكان ليأتي .
اقيم حفل زواج سامر وهويدا
كان بسيطا" رائعا" حضره العائلة والاصدقاء واستمتع الجميع بوقته
في هذا الحفل الذي ضم قلبين محبين .النهاية.
أنت تقرأ
في ليلة ماطرة
Romanceهذه القصة من تأليفي فتاة تعيش مع اخرى في بلد اجنبي تلتقي بشاب مغترب جمعتهم الصدفة وقربت بينهما اللقاءات والأيام .