عندما تجمعنا الصدف

97 3 3
                                    


في أحد اركان مقهى وفي زاوية منعزلة جلست ترتشف كوب قهوة
تخط ماتجود به عليها افكارها
في دفتر خاص حملته معها
توقفت للحظات تنظر للنافذة التي تبللت بقطرات المطر وفي الخارج لمحت طيفا" يتحرك بسرعة لكنها فكرت بأنه قد تهيأ لها رؤيته
بعد قليل وجدت رجلا يدخل الى المقهى يرتدي معطفا اسود ذو قبعة تغطي معظم وجهه كانت متأكدة بأنه نفس الرجل الذي لمحته
جلس الرجل الى طاولة عند الجدار..رفع قبعته عن وجهه الى عنقه وظهر شعره الاسود الكثيف وبشرته السمراء وحالما رفع عينيه التقتا بعيني الفتاة فقطب وجهه قليلا وابتعد بعينيه عنها نظرت الفتاة ايضا الى الارض وهي تفكر(يبدو محرجا متضايقا من وجهه فهناك جرح غائر كبير محفور به..
ولهذا فهو ع الاغلب يغطي وجهه وليس بسبب المطر )..
لمحته يطلب طلبا ويمليه ع النادل .. عادت تنشغل بكتابتها حتى استغرقت فيها واندمجت وابتسمت لم تدرك ان الرجل الغريب الآن من يراقبها واعجب بابتسامتها هز رأسه شاعرا بحماقته..جاء طلبه وبعد قليل صدرمنه أنين
فارتفعت عينيها اليه لتجده يمسك يده باليد الأخرى.. ..فكرت (لابد انه جرح نفسه ..هل اذهب ام لا..
انه لايشجع ابدا..يبدو انه يحب العزلة ولايفضل التدخل في اموره..)
عادت تنظر له فوجدته قد وضع منديلا ع يده ، قررت النهوض حاملة حقيبتها .. توقفت امامه رفع عينيه اليها بصمت فقالت مبتسمة: مرحبا..هل جرحت نفسك؟
_.... لا..لاشيء مهم.
-متأكد؟!
- نعم
_هلا سمحت؟ قالت وهي تمد يدها نحوه .
بعد تردد مد يده لها ثم عاد فارجعها لمكانها قائلا" بحدة: ولماذا اعطيك يدي ؟
ابتسمت قائلة: لأنني ممرضة .
ناولها يده بعدتردد فأخرجت من حقيبتها علبة اسعافات ..فتحت المنديل وعندها ظهرت تقطيبة خفيفة ع وجهها كان المنديل ملطخا بالدم نظفت الجرح وعالجته ثم غطته بشاش وقالت برفق : احذر عند استعمالك السكين .
ظهرت ابتسامة للمرة الأولى ع وجهه وقال بصوت خشن مفعم بالامتنان : شكرا جزيلا لك .
قالت بلطف : عفوا .. طاب يومك .
وخرجت من المكان..شعر انها مثل الملاك او المنقذ فهي ساعدته وذهبت بلمح البصر ولدهشته شعر بأنه يريدها ان تبقى قليلا ولكن لماذا وكيف وهو لايعرفها لاحت له نظرة ع مكانها ليجد دفترها موجودا" ..لقد نسته نهض وامسك به وراودته فكرة سوف يأتي غدا" او حتى بعد غد ليلتقيها فلابد انهاستعود لأخذ الدفتر..

في اليوم التالي جاء الرجل
ذو المعطف الاسود مبكرا
فقد حرص ع سؤال العاملين
في المقهى عن بداية وقت دوامهم الرسمي وجاء في نفس الوقت عندما وصل ابتسم فرحا لوصوله مبكرا ..وجلس ع نفس مقعده
شاعرا انه تلميذ مجد حريص على الوصول الى مدرسته باكرا .. إبتسم للفكرة التي راودته
ونظر الى الدفتر الذي بين يديه
منذ ليلة امس وهو يقاوم فكرة شيطانية تلح عليه .. وهي ان يفتح هذا الدفتر
الذي يثير فضوله
ولازال يمنع نفسه بقوة من ذلك.. فكر ( انه يبدو دفتر قصص او ما شابه
وليس دفتر يوميات مثلا.. فلاضير بأن يقرأ منه قليلا.. وعلى غلافه رسمة وعنوان يوحي بأنه قصة
لاتفتح الباب ..
ماهذا العنوان الغريب ..اي باب؟!.. هل هو بيت اشباح او..سفاحين
او لعل صاحب البيت طرق بابه احد
وعليه الا يفتح الباب ..
لالا حتى العنوان يبدو غريبا ومشوق ..لايمكنني ان اكتم فضولي اكثر )..
بشعور ممتزج بالتشوق ..الفضول وقليل من الإحساس بالذنب
فتح الدفتر ..
اهداء ( لم افكر بعد الى من..)
ابتسم وتابع تصفحه.
لطالما كره النساء ..
اجل انه ينبذهن تماما يشعر انهن موجودات لإغاظته ..لمضايقته..والأكثر لتعذيبه..انه بات يتحاشاهن .. ويكرههن ..
(يا إلهي هذه هي البداية.. رجل يكره النساء؟!..)
رفع عينيه عن الدفتر وفكر ( الكتاب يبدو مشوقا" ولكن هي..صاحبته والتي
لا اعرف من هي.. الن تأتي؟)
اغلق الكتاب ..فلايريد ان تأتي لتجده يطالعه بحرية ابتسم
ووضعه الى جانبه ناظرا الى ساعته ..طلب كوب قهوة ليجعل الوقت يمر فهو يشعر به بطيئا..
هز رأسه مندهشا" من نفسه
لماذا يشعر بأنه متلهف لرؤية إمرأة لايعرفها ..ايعقل ان ينجذب رجل الى امرأة يراها لأول مرة ؟!..
ايضا" لديه كتابها انه امانة لديه..ابتسم ساخرا وهو يكلم نفسه ( ماهذه الحجة يارجل ..تستطيع ببساطة اعطاء الكتاب لنادل ما هنا اومدير المقهى فيسلمونه لها ..انت تريد رؤيتها ببساطة)..تهرب من افكاره وهو يعرف انها صحيحة ) امسك بالكتاب ووضعه ع مقعد بجانبه.. شعر بأحد يدخل المقهى ..ضاقت عينيه قليلا"
واخذ نفسا عميقا وهو يجدها
تدخل الى المقهى مداعبة
شعرها الكستنائي المموج بيدها..
يتبع
احب ويهمني ان اعرف رأيكم

في ليلة ماطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن