عندما يثور القلب على العقل

27 2 0
                                    

( البعض لاينظر للحب من منظور الكرامة حين يرفضه المحبوب او يصده ..
هو يرى ان من يحب من حقه.. وهو عليه ان يكافح لأجل حبه ) ........................ .

كانت هويدا تشرب قهوة وتستمع الى موضوع في المذياع لكنها
لم تنتبه الى الكلام الذي تسمعه .. فقد كان عقلها يتذكر ماحدث
بينها وبين عصام ..
لقد توتر الجو بينهما حتى انهما
نسيا تناول اي شيء وخرج هو غاضبا" من المكان ثم خرجت هي .
بينما هي شاردة رن هاتفها فنظرت اليه وضغطت زر الاجابة : مرحبا" هويدا.
_ اهلا" سامر
_ اهلا ..مابك؟
_ لاشيء.
_ مستحيل..صوتك متغير.
_.... حسنا" لااستطيع الصمت طويلا".. سأخبرك لكن عدني ان لا تنفعل .
_.. ماذا يحدث؟ لابأس اعدك.
_ .....لقد قابلت عصام.
_ ماذا؟!!
_ قلت انك لن تنفعل.
_ وماذا سيحدث ان انفعلت .. ولماذا لا انفعل؟
_.. فلتسمعني فقط.
_ تفضلي . قال ببرود
_لقد اتصل بي وطلب ان نتقابل لأنه اراد الحديث معي كما قال عندما رايناه أنا وانت.. _ وعن ماذا كان الحديث؟
_ كان.. يخبرني كم يحبني ويعاتبني ع تركه..
_ ولماذا لم تخبريني بأنك ستقابلينه..
الست زوجك؟
- بلى ..لكن لم ارد ان اضايقك
ولا ان تحدث مشكلة بينكما..اعذرني..اردت مقابلته وحل الموضوع وانهائه بنفسي ولكن ... _..لكن؟
- يبدو انه مصر ..قال انه مازال متمسكا" بي ..انه غير متقبل
انني اريد الزواج برجل إخر.
_ ....ماذا يريد الآن ..ماذا يريد ان يفعل؟
- انا خائفة..خائفة عليك..اخاف ان يتسبب لك بمشاكل.
_ ...لاتقلقي..لااظن انه سيفعل شيئا" وحتى لوفعل انا لست خائفا" منه .


بعد يومين .. كان سامر خارجا" من عمله ليسمع شخصا" يناديه
التفت ليجد انه عصام ..رفع حاجبيه دهشة وقال: أنت؟
- نعم انا هل لنا ان نتحدث قليلا"؟
_... حسنا".
_ لنذهب الى مكان اذن نجلس ونتحدث.
جلسا في قهوة شعبية
واختار سامر طاولة خارجية
في الهواء الطلق فلن يشعر انه براحة لو كان المكان مغلق.. مضت لحظات قصيرة بصمت
بعدها طلبا قهوة وشربا..
تأمل سامر عصام الذي راحت عيناه تجولان في المكان وكأنه يتأمله
انما هو مشغول بأفكاره
وكأنه يبحث عن بداية مناسبة للكلام ثم قال : اتعرف ياسامر منذ متى اعرف هويدا؟..
منذ خمسة عشر سنة ..
عرفتها وقد كانت طفلة بدأت تكبر
قليلا" نحو اعتاب المراهقة .. لن اقول بأنني كنت معها ع الدوام
..انما لم اكن بعيدا" ..
راقبتها تكبر شيئا" فشيئا" احببتها
وحاولت تدليلها ..
كانت علاقتنا جميلة بريئة..
اكثر من اخوين ع الاقل بالنسبة لي.. ولكنها ايضا لم تعتبرني بالطبع
كأخ لها فانا ابن عمها ولابد انها
حملت شيئا" من المودة نحوي.. انا احبها ياسامر منذ سنوات طويلة
اعرف فيها عنها كل شيء..
كل ماتحبه وتكرهه .. هل تقارن نفسك بي؟!. انت الذي احببتها في يومين او شهر اوشهرين
ايا" كانت المدة فلن يبلغ حبك لها شيئا" من حبي ..
انت رجل غريب متطفل ظهرت فجأة..
قاطعه سامر :لن اسمح لك بهذا الكلام..حسنا" انت تربطك بها
علاقة قرابة واخوة وتحبها
ولكن لابد ان تضع في عقلك
مشاعرها بالنسبة لك.. هي لاتحبك يا اخي افهم.. الأمر لايتعلق بسنوات او اشهر ..
الحب بينكما غير متبادل ..
هي تعتبرك اخ وابن عم ..
لكن نحن ارتبطنا بعد معرفة وحب وليس بين يوم وليلة ..نحن نحب بعضنا بعضا" فافهم هذا .
نهض عصام وقال بحنق : هويدا لي وانا لايهمني اي مما قلت انت دخيل علينا
وانا لن اسمح لك بأخذها مني .
قال باندفاع: لقد اخذتها منك وانتهى الامر ..هي زوجتي الآن .
استفزته الجملة فلكم سامر ع وجهه
نظر له سامر متفاجئا" فأعاد له اللكمة بأقوى منها .. كان الاثنين بنفس البنية القوية تقريبا" غير ان سامر اطول قليلا" ..

اخذ الاثنين يضربان بعضهما
وحاول بعض الموجودين
فصلهما عن بعضهما وتهدئتهما
دون فائدة ..
وحينما احتدم العراك
و زاد عن حده اجبرهما شخصين
عن الانفصال
والتوقف عن الضرب ورافقهما
احدهما الى المستشفى
بسيارته ..بعد ان اشتد ضربهما
وادمى كلا منهما الآخر
في المستشفى .. كانت هويدا خارجة من العيادة
لتشهق بعد رؤيتهما هما الاثنين
ملطخان بالدماء ..
فصاحت: مابكما ؟
فقال الرجل
الذي رافقهما : ياآنسة..لقد كانا يتشاجران
وكأنهما عدوان..
هلا عالجتي جروحهما؟
تضايق سامر من الرجل
الذي جلبهما الى هذا المستشفى
فلم يكن يريد ان تراهما هويدا
ع هذه الحال..
بعد تسجيلهما في الاستقبال
دخل اولا" عصام على
الدكتور ثم ذهب لغرفةالضماد
ترافقه هويدا..
اخذت تعالج جروحه
وكدماته بصمت متجنبة النظر
الى وجهه
لكنها كانت تشعر بعينيه تنظران
اليها وتراقبانها في كل حركة
تقوم بها..نظرت اليه
فالتقت عيناهما للحظة .. ثم اخفضت عينيها
ولم تستطع الصمت اكثر
فقالت: الن تكف عن تهورك؟!.. انت رجل راشد.. يجب ان تتصرف بعقل وحكمة.. وتعالج الأمور بشكل صحيح..
لا ان تستخدم عضلاتك وقبضتك كلما واجهتك مشكلة
او إستفزك احد.

_كلامك صحيح ولكن هذه
طريقتي في الدفاع عن حبي وامسك بيدها قائلا": عليك ان تفهمي انني احبك اكثر منه.
نظرت الى يده
وكادت تنزع يدها منه بقوة
لكن مرأى الجرح على يده جعلها تنزع يدها منه برفق
ونظرت اليه قائلة: اتمنى ان تصبح عاقلا".. لقد انتهيت.. بإمكانك الذهاب ان اردت.

وبعدها دخل ع الطبيب سامر
والذي تبادل النظرات
للحظة مع هويدا ..
ثم بعد فحصه من الدكتور
ذهب الى غرفة الضماد وبجانبه
هويدا جلس ع السرير
واخذت تضمد جروحه بصمت
لكنه لم يتحمل تعابير الحزن
ع وجهها
فقال: ارجوك لاتحزني بهذا الشكل .
وحينها نظرت اليه بغضب
وقالت : انا لست حزينة فقط..
انا غاضبة ايضا" ..كلاكما طفلان ..
ألم تجدا وسيلة للتفاهم
سوى محاولة قتل بعضكما؟!
حاول سامر الابتسام لتهدأة الوضع
وقال : لقد تكلمنا في البداية
ثم ساء الوضع انفعل
وبدأ بلكمي فهل تريدينني
ان اسكت عنه ؟
_ لا ادري ..كل ما اعرفه انكما مجنونان.

ابتسم بسخرية
وقال : للأسف..كلانا مجنون بك
نظرت اليه بدهشة
وقالت : اتمزح ايضا"؟
وتابعت عملها
بينما قال :
لا امزح اليست هذه الحقيقة؟
..عزيزتي هوني عليك..آاه كوني رقيقة علي .( فقد آلمته بدون قصد)
نظرت اليه وقالت : آسفة
_ لابأس...هل كتب عليك
ان تداوي جراحي دائما"؟.. في اول لقاء ..عالجتي جرحي البسيط والآن ايضا".. في كل مرة تعالجين فيها جراحي..وكأنك تسكبين بلسما"
من الحب على قلبي
وتمحين فيها احزاني .
نظرت الى اسفل مبتسمة
ثم رفعت عينيها اليه
وقالت : ماهذا.. هل هو شعر ؟.. هل اصبحت تقول كلاما" جميلا"؟
_ اذن كلامي جميل؟
_ نعم
_ اجل .. يأتيني احيانا" كلام جميل
كلما فكرت بك .
_ حسنا" ..هلا وعدتني ان تنتبه لنفسك.. وتحاول ان تتحاشى عصام؟!
_ اعدك ..
_ هل انت بخير الآن؟
_ نعم بخير .. مارأيك ان تتركي العيادة وتبقين هنا لنتحدث؟ قال مازحا"
_ بإمكانك الذهاب ايها الطفل الشقي.
وقبل ان تتحرك من مكانها ..
لمحا عصام الذي مر من امامهما
ونظر اليهما نظرة حادة واشاح بعينيه عنهما بسرعة.
ضحك بعدها سامر بسرعة
فعبست هويدا
وقالت : اسكت لئلا يسمعك.
_ فليسمع سيكون افضل
_ لاتعانده كي لايؤذيك اكثر ..
اهتم بنفسك ..سأعود لعملي .
_ سلمت يداك .
شكرته بإبتسامة ثم ذهبت
وغادر هو المستشفى .

في ليلة ماطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن