***الجزء السابع و العشرون(قصة)***

79 17 0
                                    

الصحابي الجليل والفتى الأنصارى ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه، كان يخادم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شئونه، وذات يوم بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فمر بباب رجل من الأنصار، ورأى امرأة تغتسل، وأطال النظر إليها فأخذته الرهبة، وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فلم يعد إلى النبي، ودخل جبالا بين مكة والمدينة.

40 يومًا كاملة مكث فيها ثعلبة داخل الجبل، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك "إن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي"، فطالب النبي صلى الله عليه وسلم على الفور كلا من عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي "انطلقا فأتياني بثعلبة".

"ما غيبك عني يا ثعلبة؟" أجاب ثعلبة قائلا: "ذنبي يا رسول الله"، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم: "أفلا أدلك على آية تمحو الذنوب

والخطايا؟"، فرد "بلى يا رسول الله"، فرد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم قالاً: "قل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)".

لم يتغير حديث ثعلبة، ورد على النبي صلى الله عليه وسلم "ذنبي أعظم"، فجاء كلام الحبيب المصطفى "بل كلام الله أعظم"، أمره بعدها بالانصراف إلى منزله.

بعد مرور 8 أيام، توجه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام إلى منزل ثعلبة، ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره، لكن سرعان ما أزالها ثعلبة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لمَ أزلت رأسك عن حجري؟، فرد خادمه "لأنه ملآن بالذنوب".

وحرص الرسول على الاطمئنان عليه وسأله "ما تشتكي؟"، فرد ثعلية "مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي"، فزاد الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما تشتهي؟"، فقال له ثعلبة: "مغفرة ربي".

ونزل جبريل عليه السلام فقال: "يا محمد إن ربك يقرؤك السلام.. ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بتراب الأرض خطايا لقيته بترابها مغفرة"، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فصاح صيحة بعدها مات على إثرها.

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مشى على أطراف أنامله، فلما انتهى من الدفن قيل لرسول الله: "يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك؟"، فرد الحبيب المصطفى : والذي بعثني بالحق نبيا، ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبة".

معلومات اسلاميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن