يهرول بين الطرقات و يجتاز السيارات بصعوبة بينما السائقين يوبخونه و يطلقون بوق السيارة في أذنه
ملابسه غير مرتبه فهو على عجلة من امره ، قميصه خارج البنطال و الحذاء بالكاد يتشبث في قدميه ، قهوته التي بالكاد إستطاع تحضيرها تتأرجح بين كل خطوه و أخرى ، تنسكب بعض قطراتها خارج الكوب لتحرق يده و تزيد الوضع سوءًا ، أدخل يده في جيبه و إنتشل شريط المهدئ و إبتلع إثنان من كبسولاته و هو يهرول الى أن وصل للشركه
هرول حتى المصعد و لحسن حظه كان فارغًا ، إسترق النظر على الساعة ، إنه متأخر بعشر دقائق ، إنتهز الفرصه لترتيب ملابسه و التخلص من القهوه الباردة بفعل الهروله
توقف المصعد في الطابق الرابع ، تمامًا أمام مكتبه في قسم الحسابات في أكبر شركة شحن و توصيل في نيويورك
أخيرًا وصل لمكتبه ليجلس و يلتقط أنفاسه
"كارين سوف تقتلك" همس صديقه الذي يجلس على المكتب أمامه
نظر هو الى كارين في نهاية المكتب ، سمينة لأنها تأكل بمقدار ما تتنفس ، شعرها احمر و قصير الى كتفيها لأنها ظنت أن تلك التسريحه ستجذب الرجال لها لكنها مخطئه ، ترتدي الفستان الزهري الضيق الذي يبرز تفاصيل جسدها الغير متناسقة
"لا تبالغ ، هي لم تلاحظ تأخري" نطق أخيرًا و هو يرتب مكتبه ليستعد للعمل
"لم أُلاحظ؟" قالت بصوتها المزعج في أذنه لينتفض هو
"كم مره علىّ إخبارك بمعاد العمل يا إيكاروس؟ إنه التاسعه صباحًا بالثانية و الدقيقة ، كيف أمكنك التأخير؟ هل يبدو المعاد صعبًا؟ أم أنك غير مسئول؟ هل أشتري لك مُنبه جديد؟ ايها الفاشل! "
إخترقت الكلمات أذن إيكاروس ، بدأ يتعرق و يتوتر ، عملية التنفس تصبع أصعب فأصعب ، العرق يزداد و صوت كارين يرنّ في أذنه أكثر من العادي
"هل علىّ طردك؟ أم علىّ إيقاظك بنفسي؟ ألن تصبح محاسبًا جيدًا في حياتك؟"
إستكملت توبيخها و إيكاروس لايزال في حالة الإنهيار العصبيرؤيته اصبحت ضبابية ، عندها هو لم ينتظر و إلتف بالكرسي ليتوجه لِدرج المكتب و يفتحه باحثًا عن العلبة المقصوده من بين كل الأدويه التي أمامه ، وجد المهدئ أخيرًا ، فتح العلبه و سكب بعض الحبيبات في يده سريعاً ، تساقطت أغلبيتها في الأرض و نجوا ثلاث حبيبات ليدخلوا فمه
أغمض عينيه و حاول التماسك و أحس بكارين تبتعد عنه كثيرًا ، ظلّ يحاول تنظيم أنفاسه حتى نجح و اخذ يستخدم الاوراق أمامه في التهويه و تخلص من ربطة العنق سريعًا
أنت تقرأ
لَيلكي || lilac
Mystery / Thriller«أحببتك مثل حُب إيكاروس للشمس» إرتمى على ذات الكرسي الضخم الذي طوت عليه صفحات الزمن و إحتضنته الاتربة ، ينظر الى تلك المزهرية المهترئه المليئة بالورود الليلكيه "لكن انا كنت أُحبك" نطق قاصدًا جثة عشيقته أمامه ، التي قتلها بنفسه "لِم قتلتها؟" "أخبرن...