إنتهى دوامه في العمل ، خلع الورقة المثبته على قميصه ، كُتب عليها -المحاسب إيكاروس- ، وضعها بجانب الحاسوب و إلتقط معطفه و هاتفه و توجه للمصعد
و مجددًا المصعد فارغ له وحده ، نظر في مرآة المصعد ليرى الملامح التي ليست بغريبة عليه ، بل نفس الوجه الذي يتعثر نظره به كل يوم
وجه مربع و خط فكٍ حاد ، عيناه عسليتان يتسلل بهم اللون الأخضر قليلًا ، شعره يصل لفوق كتفيه ، بني و أكرت ، او بمعني آخر خصلاته مموجه قليلًا ، شفتان رفيعتان و بشرته قمحاوية و أخيرًا حاجبان ثقيلان
كان يتمتع بالعضلات لكنه يرتدي دومًا الملابس الواسعة التي تخفيها
عبس لنفسه في المرآة و خرج من المصعد و في يده قنينة مياه ، نظر بجانب المصعد ليرى النبتة الصغيره
جلس على ركبتيه و أخذ يسقيها بإهتمام
"اليوم ايضًا كان سئ ، أنا فقط استمر في إخبارك أن يومي كان سئ ، أتطلع للمره التي سأضحك و انا أخبرك بأني أبليت جيدًا اليوم " قال ثم توقف عن سقيها لأنها إكتفت ، إستقام و نثر الغبار عن ركبتيه و خرج من الشركه
يشق طريقه داخل الزقاقِ الهادئ حيث تقع شقته ، و أخيرًا يغرس المفتاح في الباب و يدخل الى القصر خاصته
قصر؟ انها بالكاد غرفة واحدة واسعه ، السرير يقع في الركن و بجانبه مكتب غير مرتب عليه حاسوب قديم و اوراق و بعض اكياس التسالي الفارغه و بقايا الطعام الجاهز و اكواب الشعيريه سريعة التحضير الفارغه كذلك
ثم لدينا حوض صغير في الركن الآخر و بجانبه مرحاض حوله ستار ، بجانبه خزانه ملابس صغيرة و احد ابوابها مكسور ، في الجهة الأخرى هناك اريكه قديمه و باليَة ، و لا وجود للمطبخ هو لا يستعمله في كل الأحوال
خلع المعطف و إرتمى على الأريكه و اخذ يحدق بالسقف قليلًا حتى تذكر شيئًا
Throwback
ينام و لعابه يسيل على الوساده ، المنبه يرن بإستمرار لكنه لا يبالي ، في النهايه قرر النهوض و إطفاء المنبه
أمسك هاتفه ليرى رساله من ديثا ، حبيبته لمدة ثلاث سنوات
" هناك طرد وصل لك في الصباح ، وضعته لك في الخزانه" قرأ إيكاروس الرساله بصوتٍ عالٍ
إنتبه للوقت و إستوعب أنه تأخر عن العمل لذا ركض ليغتسل و ترك أمر الطرد لحين عودته المنزل
End of throwback
توجه للخزانه بحماس عندما تذكر الرسالة ، إنها المرة الأولى التي يتلقى بها طردًا
كان مربعًا و تم تغليفه بالورق البني و تم ترك خانه الراسل فارغه أي أن المرسل مجهول ، مزق الورق ليجد كتابًا قديمًا يغطيه التراب
"المرسل لم يكلف نفسه عناء التنظيف حتى" قال بتذمر و هو ينظفه بيديه
قرأ عنوان الكتاب
" اساطير الميثولوجيا . الحفيد إيكاروس"Icarus POV
قرأتُ العنوان "اساطير الميثولوجيا ، الحفيد ايكاروس"
هل انا المقصود بكلمة"الحفيد ايكاروس" أم أنه مصادفه؟فتحت أول صفحة لاقرأ
"منذ ملايين السنوات مكث الإغريق في العالم حيث انشئوا الأساطير و الحضارات و الآلهه ، و الان بعد أن فنينا ، نورث هذا الكتاب لأحفادنا ، ليعرفوا ما مر به أجدادهم ، إذا وصلك هذا الكتاب إذًا أنت حفيد الإغريق ، اجدادك كانوا آلهه و كل حفيد سيستلم كتابًا بإسمه ، بعض الآلهه لايزالون على قيد الحياه ، و مُرسل الكتاب واحد منهم ، إقرأ الكتاب بتمعن و خُذ العِبره من الأساطير ، أنت تنتمي للإغريق ، حفيدنا إيكاروس"
حسنًا هل تلك مُزحة من أحد الأصدقاء؟ لكني لا أمتلك أصدقاء في الاصل ، من سيرغب في خداعي؟
لكن تلك العبارات جعلتني أتوتر ، هل أنا مُراقَب؟ تنفسي يصبح اصعب فأصعب و العرق يتصبب من جبيني
كيف للآلهه أن ترسل لي كتابًا ، كيف يمكن لنكرة مثلي أن تكون معروفة عند الإغريق؟
الرؤيه تصبح ضبابيه و التوتر يجعل أطرافي ترتعش
ركعت على ركبتي و زحفت بصعوبه حتى وصلت للمكتب ، مددت يدي المرتعشه لأبحث عن الدواء مجددًا
أخيرًا تعثرت يدي به ، جلست على الأرض و إستندت على المكتب ، يدي ترتعش و رؤيتي سيئه لذا عملية إلتقاط الحُبيبات كانت أصعب ما يكون ، عندما مرت الحبيبات في حلقي أغمضت عيني و حاولت تنظيم أنفاسي
طبيب ، اجل أحتاج لطبيب نفسي لتفسير ما يحدث ، ديثا تذهب لطبيب نفسي بإنتظام و تمدح به دومًا ، ربما علىّ زيارته
إلتقطت هاتفي و إتصلت بها
"ديثا ، أين انت؟"
" في عيادة الطبيب روكر انتظر دوري ، لمَ السؤال؟"أغلقت المكالمة و توجهت فورًا للعياده
End of icarus POV
أنت تقرأ
لَيلكي || lilac
Mystery / Thriller«أحببتك مثل حُب إيكاروس للشمس» إرتمى على ذات الكرسي الضخم الذي طوت عليه صفحات الزمن و إحتضنته الاتربة ، ينظر الى تلك المزهرية المهترئه المليئة بالورود الليلكيه "لكن انا كنت أُحبك" نطق قاصدًا جثة عشيقته أمامه ، التي قتلها بنفسه "لِم قتلتها؟" "أخبرن...