يتجول ذو السترة السوداء في أزقة الطرقات ، انها تمطر و قطرات المطر إندمجت مع دموعه ، كلاهما يروي شيئًا ، المطر يروي النبات و دموعه تروي حكاية أليمه
رغم إنهمار دموعه بتأثُر ، كانت ملامحه على النقيض ثابته تمامًا ، عيناه حمراوتان بهما بعض الشر ، فمه ليس حتى عابسًا ، كل شئ في وجهه كان باردًا و خالي من المشاعر عدى أن الدموع تنهمر منه في صمت
توقف أمام مطعم صغير و كم كانت رائحة المعكرونة شهيه
جلس على طاولة صغيرة في ركن المطعم ، عندما جاء النادل لِأخذ طلب إيكاروس ، لم يُجب عليه إيكاروس بصوته بل أشار له على المعكرونه التي يريدها من لائحة الطعام بدون أن ينبس ببنت شفة ، كتب النادل طلبه في مذكرته الصغيره و إنصرف
حدق إيكاروس في الطاوله أمامه و ذهنه فارغ ، فقط يحدق بالملعقه و الشوكة و السِكينة ، كانت السكينة حاده أكثر من أن تكون سكينة سفرة ، ربما يعود سبب وضعها هنا هو أن المطعم يقدم مختلف انواع اللحم صعب التقطيع
لفت نظر ايكاروس الطاوله التي أمامه ، يجلس عليها شاب بشعر بني و جسد ممتلئ قليلًا ، و فتاه بارعة الجمال ، شعر أسود طويل و قوام ممشوق
يبدو انهما في موعد غرامي بسبب الشموع على طاولتهم ، كانت ترتدي هي فستانًا للسهرة باللون الأحمر القاتم مع الكعب العالي ، و تزينت ببعض المجوهرات و مستحضرات التجميل ، بدت مهتمه بالموعد و إهتمت بالتزيُن من أجله
في حين أن الشاب كان فقط يرتدي قميصًا مرتهلًا و بنطال واسع و حذاء رياضي بسيط
بدا غير مهتم على الإطلاق ، حتى أن شعره كان غير مصفف
كانت هي تستمر بفتح المواضيع المختلفه و التحدث بكثرة و الإبتسام لكنه كان يعقد ذراعيه و يجلس على الكرسي بإهمال و يجيب إجابات قصيرة و مختصرة
إختنق إيكاروس مما شاهدته ، الفتاه بدت له مسكينة و ذكرته بإيكو
وصلت المعكرونة لطاولة إيكاروس لذا هو إنشغل بأكلها ، بعد نصف ساعه نظر مجددًا للطاولة التي أمامه
الفتاه كانت تقترب من الشاب بِرقه ، يبدو ان هدفها هو تقبيله
و قبل تلامس شفتيهما دفع الشاب الفتاه بعيدًا ، دفعها بقوة لدرجة وقوعها على الأرض و كذلك وقوع بعض الأطباق من على الطاولة
"تظنين نفسك جيدة كفايه لتقبيلي؟ أتظنين أني سلعة رخيصه مثلك؟" رمى الشاب كلماته للفتاة كالرصاص ، و عيناها أدمعت بالفعل و المطعم بأكمله يشاهد
لم يتمالك ايكاروس نفسه ، رأي الفتاة مثال حي على إيكو و إستوعب أن مصيرها سوف يكون مثل مصير إيكو ، لن يترك إيكاروس هذا الشاب يفلت بفعلته
"تخلص مما يزعجك" ترددت جملة الطبيب النفسي في ذهن إيكاروس
و بدون تفكير سحب ايكاروس السكين و اتجه للشاب و أمسكه من رقبته ثم طعنه بالسكين عدة طعنات في بطنه حتى سقط الشاب على الأرض
تنفس ايكاروس بصعوبه و وجهه بدأ بالإحمرار ، كان الجميع ينظر له بعدم تصديق
لكن الفتاة؟ كانت تبتسم له و كأنها تشكره بإستخدام عيناها المدمعتان
ركض إيكاروس خارج المطعم و لم يجرؤ أحد على اللحاق به لأنه كان لايزال يمتلك السكين ، ظل يركض في الشوارع ، بعضها هادئ و الأخر مكتظ بالناس
عندما كان يشق طريقه بين الناس كانوا يفزعون و يصرخ بعضهم
لكن الفتى ذو الستره السوداء و السكين إستمر بالركض
وصل أمام أحد الصيدليات ، دخلها سريعًا و هو يلهث و بالكاد يتنفس ، وجهه أحمر و متعرق و عيناه حمراوتان كذلك
"مهدئ!" صرخ في وجه الطبيب الصيدله عدة مرات و إستند على الطاولة الخاصه بالصيدليه و لطخها بالدماء
إستجاب الصيدلي له و إصتنع البحث عن المهدئ بين الرفوف لكنه إتصل بالشرطه في سرية
ما لبث إيكاروس و أن أخذ المهدئ ثم ركض خارج الصيدلية ليرى أن الشرطة هنا بالفعل
"أُترك السكين سيدي ، الدفاع لن يفيدك ، تعاون معنا و سلم لنا نفسك" قال أحد الشرطيين المسلحين من خلف سيارته
جلس ايكاروس على ركبتيه و ترك السكين و وضع كلتا يداه خلف رأسه ، بينما توجه الشرطي للقبض عليه
أنت تقرأ
لَيلكي || lilac
Mystery / Thriller«أحببتك مثل حُب إيكاروس للشمس» إرتمى على ذات الكرسي الضخم الذي طوت عليه صفحات الزمن و إحتضنته الاتربة ، ينظر الى تلك المزهرية المهترئه المليئة بالورود الليلكيه "لكن انا كنت أُحبك" نطق قاصدًا جثة عشيقته أمامه ، التي قتلها بنفسه "لِم قتلتها؟" "أخبرن...