1

781 32 0
                                    


  كان الفتى الصغير سعيد البالغ من العمر عشرة أعوام يقوم بتجهيز حقيبته الصغيرة ذات اللون الأخضر ويضع فيها الكثير من الطعام والألوان والدفاتر الصغيرة، ثم قام بارتداء قبعته الخضراء ومعطفه الأخضر وخرج من المنزل بسرعة وصعد إلى السيارة وقال لوالده: أنا مستعد!
بدأ الأب يقود السيارة باتجاه الشاطئ، وسعيد يطيل النظر للسيارات والأشجار وكل ما هو خارج السيارة، التفت إلى والده: ما الذي يجعل الأشجار خضراء اللون؟
- أتسألني أنا؟ أتسأل الشخص الذي لم يكمل المرحلة الثانوية؟
- لمَ لم تأتِ أمي؟ أريدها أن تجيب عن أسئلتي.
- لا أعلم يا سعيد، لا تسألني.
- هل بإمكاني سؤالك سؤالًا واحدًا فقط؟
- أنا لا أملك إجابة لأي شيء في هذا العالم يا بُني.
- لا يا أبي هذه المرة ستستطيع الإجابة، سؤال واحدٌ فقط، أرجوك!
- ما هو سؤالك، سأطرحه على والدتك إن لم أملك أي إجابة.
- لماذا لم تُكمل المرحلة الثانوية؟
أجاب الوالد بدهشة: لمَ تسأل هذا الآن؟
- لا تجب عن السؤال بسؤال!
- هل عليّ حقًا أن أجيب الآن؟
- أجل! وكف عن طرح الأسئلة أنا من يسأل هنا.
- إن أجبت، فهل ستكف عن طرح الأسئلة؟
- نعم، فقط أجبني الآن.
- بكل اختصار، عندما كنتُ صغيرًا كنتُ مشاغبًا جدًا، منذ أن كنت في عمرك تقريبًا حتى دخلت الثانوية، وفي تلك المرحلة، قمتُ بإشعال حريق كبير في ساحة المدرسة بمساعدة القليل من أصدقائي، بعدها حُرمت من الدراسة نهائيًا، ودخلت السجن عدة أشهر.
- هل حقًا فعلت ذلك!
- الأب الجيد لا يكذب، ألا أبدو لك أبًا جيدًا؟
- الأب الجيد لا يحرق المدارس، أليس كذلك؟
- لقد كنتُ طفلًا! أنا لم أعد كما كنت.
لم يقل سعيدٌ شيئًا، وحينما طال صمته تحدث الأب قائلًا: أنا نادم على ما فعلته، لا تلمني.
- لا أحد يمكنه أن لا يلومك!
توقف الأب عن الكلام، وأكمل الطريق نحو الشاطئ حتى وصلا، ركض سعيدٌ متجهًا إلى البحر، يحب سعيد السباحة جدًا، بعكس والده الذي لا يجيد السباحة حتى، ويخاف من المياه العميقة، لذلك كان جالسًا على الشاطئ..
  أما طفل العاشرة، وبينما هو يسبح وحده وجد نجمة بحر، أخذها واتجه مسرعًا ليريها والده، وحينما اقترب نحو الشاطئ، رأى أن رمال الشاطئ جميعها لونها أخضر، ألقى بنجمة البحر وذهب مسرعًا، لم يرَ أحد في حياته رمالًا خضراء في حياته، هل سيكون سعيد أول من يجد رمالًا خضراء؟ بقي يفكر حتى وصل إلى الشاطئ، اختفى الضوء وأصبح المكان مظلمًا فجأة، أصبح لا يرى شيئًا! حتى فتح عينيه مجددًا، ليرى رجلًا غريبًا أنقذه من الغرق!

الرمال الخضراء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن