وقف الطفل مفزوعًا، التفت بحثًا عن والده، لكنه لم يجده ورأي الرجل الذي أنقذه ومجموعة من الأشخاص، نظر إلى أحدهم وقال: أين والدي؟
أجاب الذي أنقذه من الغرق: والدك قد غرق محاولًا إنقاذك، لكن لا تقلق سآخذك معي لأساعدك.
- غرق والدي! هل هو في البحر الآن؟
- أجل، لا يستطيع أحد إخراجه.
- لن آتي معك، سأذهب لوالدتي.
- حسنًا، هل تعرف أين تسكن؟
- أتيت من طريق مليء بالأشجار.
- هذا لا يكفي لإيجاد منزلك.
- لا بأس سأبحث عنه.
- فلتأتي معي، لا يجدر بطفل أن يبقى وحيدًا.
- هل ستساعدني لأبحث عن منزلي؟
- بالتأكيد!
- من هؤلاء الأشخاص ولماذا هم هنا؟
- لا تقلق إنهم أصدقائي، سآخذك لمنزلي وسيبقون هنا.
صعد سعيد إلى سيارة الرجل، وصعد الرجل بعده وقال: إذًا، ما إسمك؟
- سعيد.
- سعيد؟ ما رأيك بأن أناديك باسم آخر؟
- لماذا؟
- ليس هنالك سبب محدد، لكن ربما يليق بك اسم عمّار.
- وما اسمك أنت؟
- اسمي هو محمد.
لم يقل سعيد شيئًا، وبقي يناظر للطريق والأشجار، ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى هطلت أمطارٌ غزيرة، توقف محمد بعد مسافة قصيرة أمام منزل صغير جدًا، وقال لسعيد: سنبيت هنا الليلة، وسأعطيك شيئًا ما لترتديه، لا نستطيع مواصلة السير بسبب غزارة الأمطار، وغدًا سنذهب للبحث عن والدتك.
نزلا من السيارة ودخلا للمنزل، وكان المنزل فوضويًا جدًا، ولكنهم كانوا يستطيعون قضاء الليلة فيه، كان محمدٌ متعبٌ جدًا، لذلك ذهب لينام باكرًا، وأما سعيد، فلم يفكر بالنوم قبل أن يستكشف المكان، وجد أسفل أحد الوسائد بطاقة بها صورة محمد ولكن الإسم قد كان أحمد وليس محمد، لم يهتم سعيد ووضع البطاقة جانبًا، مشى باتجاه الباب الرئيسي لكنّه كان مقفلًا! شعر سعيدٌ بالخوف ولم يستطع النوم طوال الليل، كان يراقب فقط من خلال النافذة المغلقة التي لم يستطع فتحها، وقد أشرقت الشمس ولم يتوقف المطر، واستيقظ محمد وخرج يتحدث إلى سعيد: هيا يا عمار، لنبحث عن والدتك قبل تأخر الوقت.
- لكن الجو لا يزال ممطر.
- لا نملك الوقت للإنتظار، سنذهب الآن.
تقدم محمد عن سعيد، وهمس سعيدٌ لنفسه: هل يظنني غبيًا لهذه الدرجة؟
أنت تقرأ
الرمال الخضراء.
Short Storyالقصة: سعيد طفلٌ في العاشرة يحب العلوم ويحب اللون الأخضر كثيرًا، كيف تكون العلوم خضراء؟ #قصة_قصيرة