تابعا السير حتى وصلا أخيرًا لسلم يأخذهم للأعلى، وقد كان الغبار في كل مكان مما أزعج الصغير الذي لا يكف عن الأسئلة: هل دخلت الصحراء إلى هذا المكان؟
- منذ مدة طويلة لم يدخل أحدٌ هذا المكان، منذ سنين طويلة.
- لماذا؟
- هذا ليس من شأنك، اصعد الآن.
صعدا للأعلى، أمسك الغريب بيد سعيد: اتبعني.
- انتظر قليلًا لم أزل هذا الغبار من ثيابي.
- لن نحتاج لذلك، اتبعني فحسب.
كان الغريب يمشي بسرعة باتجاه منزل كبير، وعندما اقتربوا منه قام سعيد بسؤال الغريب: هل هذا منزلك.
أجاب بعدما قام بفتح الباب: أنا لا أسرق منازل البشر، نحن لن نبقى طويلًا في هذا المنزل، سآخذك لوالدتك كما وعدتك، الآن اتبعني.
ذهبا لأحد الأبواب، وعندما قام الغريب بفتحه ظهر صوت شخص ما: أخي، هل عدت؟
- أجل يا عباس، وأحضرت معي سعيد ابن صديقي، أريد أن أستعير بعضًا مع ثيابك له.
- حسنًا لا بأس، هل حدث شيء ما؟
- سنخرج من المنزل برفقة سعيد، المكان ليس آمنًا، أنت تعلم ماذا أقصد.
- أين سنذهب؟
- سيذهب سعيد لوالدته أولًا، بعدها سنرى.
همس سعيدٌ للغريب: لماذا لا ينظر إلي؟
أجاب الغريب بهمس أيضًا: إنه لا يرى.
- إذًا، هل هو شقيقك؟
- أجل، أخي عباس، إنه في عمرك.
- لم أتوقع أن لديك أخ، هذا رائع، سأذهب لأتحدث معه.
- وأنا سأخرج قليلًا لأكمل بعض الأعمال، لن أطيل.
ذهب سعيدٌ ليجلس بجانب عباس: مرحبًا، أنا سعيد.
- أجل، أعرف هذا.
- هل أستطيع سؤالك بعض الأسئلة؟
- يا إلهي كم أنت مهذب، فلتسأل فحسب.
- ما اسم أخيك؟
- لن أقول لك إن لم يرد هو إخبارك، ألديك سؤالٌ آخر؟
- أخبرني، لا أحد سيعلم، سيبقى ذلك بيننا.
- لا تحاول.
- هل أنتما وحدكما تعيشان هنا؟
- أجل، توفيا والداي وأنا لم أبلغ شهرًا من العمر، لكن أخي بمثابة والداي وبمثابة العالم أجمع.
- توفي والدي منذ فترة قصيرة، لا أعلم إن كنت حزينًا، لكنني نادم.
- نادمٌ على ماذا؟
- نادم لأنني لم أكن قريبًا منه بما يكفي، كنت أحب أمي وأقضي وقتي كله معها فقط، لأنها كانت تشاركني اهتماماتي وما أحب، كالعلوم وما شابه.
- يجب عليك أن تندم، ألا تعلم أن والدك يحب العلوم أكثر منك، لكنك لا تعلم ماذا واجه بسببها وماذا حدث له، إنه يحاول حمايتك أيها الغبي.
لم يقل سعيدٌ شيئًا، كما لو أن الندم قد أكل لسانه.
- أظنني أشعر بندمك يزداد.
- كيف علمت كل ذلك عن والدي؟
- هنالك أشياء ستعرفها لاحقًا، وأشياء أخرى لن تعرفها أبدًا، لا تقلق، سأقول لك شيئًا يخفف من ندمك.
- ما هو؟
- أخشى أن يقتلني أخي إن قلت.
وقد أتى صوته من خلفهم: فعلًا سأقتلك.
عباس: أخي! منذ متى أنت هنا.
الغريب: منذ لحظات، لا تقلق لم أسمع كل شيء، لدي أنباء جيدة.
سعيد: ماذا قد يكون جيدًا الآن؟
الغريب: وصلني أن أحمدًا قد مات.
عباس: أحمد!
سعيد: إذًا، لماذا أنت متفاجئ؟
أنت تقرأ
الرمال الخضراء.
Short Storyالقصة: سعيد طفلٌ في العاشرة يحب العلوم ويحب اللون الأخضر كثيرًا، كيف تكون العلوم خضراء؟ #قصة_قصيرة