نظر الغريب إليه بوجه بارد: أقتلته؟
سعيد: هل تظنون أنني غبي ولا أفهم ما يدور حولي؟ أتعتقد أنني لم أعلم منذ البداية أنه قتل والدي؟
الغريب: أنت صغيرٌ على تلويث يديك بالدماء، لمَ أنت متسرعٌ هكذا؟
أجاب بسخرية: لا تقلق لقد سممته ولم ألوث يداي بالدم.
الغريب: أنت لا تعلم بأنني أنا ووالدك نؤمن بأنك طفلٌ مميز وذكي، لكنك تجهل الكثير أيها الصغير.
سعيد: لست جاهلًا! أنا أعي كل ما يدور حولي، ولا أحد كان يؤمن بي كوالدتي توقف عن الكذب.
تحدث عباس بعد أن كان صامتًا لمدة: أنت مثيرٌ للشفقة، وتجهل الكثير ولا تعلم حتى بأن والدك لا يزال حيًا، لا أعلم كيف قال لي أخي بأنك ذكيٌ جدًا، وقد كان أخي لا يكذب.
نظر سعيد إلى الغريب: والدي! لا يزال حيًا؟
الغريب: كنت سآخذك له على أي حال، لا تنظر إلي هكذا.
سعيد: لماذا لم تخبرني أنه حي!
الغريب: يجب أن يبقى الأمر سرًا، وإلا سيقتل والدك.
سعيد: لا تجعلني أفقد عقلي، أخبرني ماذا حدث له وكيف لم يمت ولماذا أنا هنا وماذا يدور حولي؟
الغريب: لم أخلف وعدًا من قبل، ستكون هذه المرة الأولى، هل ستستمع لي؟
عباس: أنت لست مجبرًا على قول كل شيء لهذا الطفل، لا تخلف وعدك أيها الأحمق.
الغريب: لكنه سيفقد عقله.
سعيد: طفل! أليس هذا في عمري؟
عباس: أنا أكبرك بثلاث سنوات أيها الغبي، دعني أقل لك أنا ما حدث، لن أسمح لأخي بأن يكون ساذجًا.
سعيد: لا يهم، تحدث فحسب.
الغريب: لا تقل شيئًا يا عباس، المكان الأخضر الذي تحت الأرض، والدك هناك، لنذهب إليه ودعه يخبرك بنفسه.
سعيد: لماذا لم تقل لي حينها بأن والدي هناك! جعلتني آتي إلى هنا والآن تخبرني؟
الغريب: من كان ليتوقع أنك ستترك الطريق الأخضر وتذهب مع الطريق الآخر؟
سعيد: اللون الأخضر يذكرني بوالدي، لذلك أصبحت أتجنبه منذ ظننت أن والدي قد مات.
الغريب: لكن والدك لم يكن يحب اللون الأخضر، أليس كذلك؟
سعيد: دعنا نغادر الآن لنذهب لوالدي، وسأخبرك في الطريق ما الذي يجعل هذا اللون يذكرني به.
الغريب: بعد ذهابك لوالدك سنذهب مباشرة لترى والدتك، لا أريد إخلاف وعدي، لنذهب الآن.
عباس: أغلقا الباب خلفكما.
الغريب: ألن تأتي معنا؟
عباس: سأكمل عملي الذي أشغلتماني عنه، لن آتي.
خرج الغريب ومعه سعيد، متوجهان لنفس المكان الذي قد جاءا منه..
سعيد: لا أصدق أنني عائد لنفس المكان الذي جئنا منه، لماذا لم تخبرني سابقًا؟
- كان من المفترض ذهابك مع الطريق الخضراء، لمَ لم تذهب منذ البداية؟
- وكيف أعلم أن والدي هناك؟
- أخبرني الآن، ما علاقة اللون الأخضر بوالدك، أتظنني نسيت؟
- في ذلك اليوم الذي ظننت به أن والدي قد قتل، قبل أن نقرر الذهاب للشاطئ، طلبت مني والدتي أن أضع ما أحتاجه في حقيبة، وبالطبع، ذهبت للمطبخ أبحث عن الطعام أولًا، وجدت مجموعة غريبة من الكتب والرسائل هناك، لم أقرأها بعد، لكنها تتحدث عن وجود رمال خضراء، لا أعلم إن كانت قصصًا خيالية أو ماذا.. ( توقف سعيد عن الكلام حينما توقف الغريب عن المشي )
أنت تقرأ
الرمال الخضراء.
Short Storyالقصة: سعيد طفلٌ في العاشرة يحب العلوم ويحب اللون الأخضر كثيرًا، كيف تكون العلوم خضراء؟ #قصة_قصيرة