12
اسفة للتأخير وهذا تذكير بآخر فقرة بالبارت السابق:
"طرقت الباب عدة مرات قبل أن تدخل
إلى غرفته، كان يجلس أرضا أمام شرفته
وفوق وسائده الحريريةيمسك بكأس نبيذ عتيق ويحدق في
نقطة فارغة أمامه شارد الذهناقتربت منه ليرفع ناظريه نحوها فانحنت
له باحترام"اعتذر للتأخير مولاي"
"لا داعي للاعتذار، ليس شرطا أن تحضري
إلى الغرفة قبلي"وضع الكأس جانبا على الأرض ومد
يده ليسحبها من كفها فتجلس بين
ساقيه مستندة على صدره وهو يريح
ذقنه على كتفهاحبس كفيها بين يديه وتحسسهما جيدا
هو دوما يفعل ذلك لكنه هذه المرة
قرر السؤال عن أمر لاحظه"يداك.. جلدهما قاسي جدا، ليس خشنا.. لكنه
يبدو كما لو انه ميت والدماء لا تسري به"تمتم بجانب اذنها بصوت خافت وهو يحدق
في يديها بينما يضغط عليهما ويتأكد من كلامه"صحيح، ليس فقط يداي بل قدماي أيضا، جلدها
الخارجي ميت، لا أشعر بالألم به، هذا قد نتج
عن تدريب دام لعشرين سنة، وهو مريح كون
جسدي تأقلم وصنع لنفسه دروعا تبعد عني الألم"تنهد بعمق وأمال رأسه ليخبئه في
عنقها وبقي على تلك الحال لعدة لحظاتولربما غفا قليلا لكنه اجبر نفسه على
الحديث بصوت كسول لم يسبق ان
سمعه احد غيرها"انا متعب جدا، اريد النوم هكذا، لكن ظهري سيؤلمني"
ارتفع طرف شفتيها بابتسامة صغيرة
ثم اردفت"ما رأيك أن اجهز لك الحمام؟ سيريح جسدك من التعب"
همهم موافقا لكنه رفض افلاتها