19
انتشر خبر زواج الإمبراطور، الأمر الذي كان مفاجئا
للجميع، لكن سرعان ما اختفت الدهشة خلف ستائر
السعادة والاحتفالات، داخل القصر وخارجه وفي ارجاء العاصمةاحتفالات الزواج ستبدأ أسبوعا قبل المراسم الحقيقية
حيث يتزوج الإمبراطور في ليلة اكتمال القمر والتي
تعتبر من التقاليد، لكن مالا يعرفه الجميع أن ذلك قد
كان مجرد صدفة، وجونغكوك لم يكن ليكترث أبدا لهذا الأمركما أنه من المفترض أن ترتدي الزوجة اللون الأحمر
طوال ذلك الأسبوع، وتخضع للكثير من الجلسات
التجميلية والفحص الطبي، لتكون إمبراطورة مثاليةلكنه يعلم أنها قد لا تكون مرتاحة لذلك، كما أنه لا
يلقي بالا لهذه القواعد الغير ضرورية، وبدل ذلك هو
أعلن عن إعطائها كل الصلاحيات للتصرف كإمبراطورة
فيكون هو الشخص الوحيد الأعلى شأنا منها، وبالتالي
فإن لها الحق في مشاركته الحكم وإصدار القوانين
والعقوبات وكل ما يتعلق بالسياسة، ستعتبر هي
المستشار الأعلى في الإمبراطورية، وثاني أكبر قوة بعدههذه الألقاب ليست سوى عناوين توضع أمام العامة، فهو
لا يعتقد أبدا أنه أعلى شأنا منها، هي أقوى منه، وأذكى
وأكثر حكمة بكل المقاييس، تستطيع فعل كل الأشياء
التي يعجز هو عنهافبأي حق سيجزم أنه افضل منها؟
لقد امتنع عن مخالطة النساء لوقت طويل لما أظهرنه
من سطحية وخبث، لم يجد امرأة في نقاء والدته
وذكائها، لم يجد من تصادقه وتفهم طريقة تفكيره
وتسايره، لم يجد من تناسب قواعدهتلك القواعد الكثيرة التي صنعها للمرأة التي ستعتلي العرش
بجانبه، قواعد قاسية وضعها ليتأكد أنه لن يقع في
شباك الغدروقد كان متيقنا أن لا وجود لامرأة تستطيع دهس تلك
القواعد وتخطيهالكنها ظهرت فجأة بحياته، وكانت مختلفة بكل المقاييس
وبشكل لم يسبق أن تصوره، كانت عمياء وباردة مستعدة
لتلقي كل الألم وتحمله