الفصل الثاني عشر
***
جالسة على الفراش مربعة الأرجل وعلى فخذيها الكتيب تقرأ به بملامح عابسة.. لقد مر الخمس أسابيع وها هي بدأت أختباراتها... ما تقرأه من حروف لا تتفهمه وكأنها لأول مرة تقرأ تلك الكلمات.. تشعر أن عقلها توقف.. بل ليس هناك عقل من الأساس.. فراااغ.. رأسها فاارغ بمعنى الكلمة.. أمسكت الكتيب وأغلقته تقذفه بجانبها على الفراش تزامنًا مع دخوله للغرفة بحلته الرمادية..
وحينما رأته أعتدلت شبه واقفة وسارت على ركبتيها لنهاية الفراش حيث وقف هو ببسمته ورمت بثقل رأسها على معدته تلف ذراعيها حوله وهي تقول بتذمر:
- لا أفهم كلمة مما مكتوبة يا عبدالله.. لا أفهم والاختبار غدًا.. .اتسعت بسمته من هيئها تلك يمسح على ظهرها:
- حبيبتي لا ترسب بأي اختبار.. لذلك لا يوجد خوف أو حزن.. .رفعت رأسها عنه ترمقه بيأس ثم عادت برأسها كما كانت من قبل فضحك عبدالله على حالتها المضحكة وخاطره يهتف به :
- دعنا نمرح قليلاً.. .دفعها عنه بقوة حتى وقع جسدها على الفراش نائمة وفاها يطلق شهقة لم تكتمل بسبب جسده الذي قذف على الفراش فوقها.. صاحت به بضجر :
- ماذا تفعل يا عبدالله.. .أمسك عبدالله كفيها يضعهما بجانبي رأسهما داخل قبضتيه ووجهه يدنو من وجهها بخطر :
- أزيل اليأس عنكِ حبيبتي.. .- تزيله هكذا !!.. .
قالتها وعيناها تنظران على قبضتيه الآسرتين كفيها.. عادت بنظرها لوجهه لتراه قريبًا منها حد الألتصاق هامسًا أمام شفتاها :
- أحبكِ.. .أغلقت أسيل جفنيها وهي تتنهد براحة وسعادة من وقع كلمته عليها.. كم هو يدغدغ أنوثتها.. يجعلها محلقة بالسماء السبع متراقصة بسعادة.. أعتقل شفتاها بقبلة أودع بها جميع مشاعره المختلطة بتلك اللحظة وللعجب طفلته تبادله قبلته بعاطفة مثله !!.. كانت نيته المرح قليلا والأبتعاد ولكنها بفعلتها تلك لم يسيطر على ذاته متعمقًا بقبلته وكفيه يفكان أسر كفيها ويحتضنان وجنتيها وهي منغمسة معه دون وعي منها وقد فقدت خجلها... .
***
خرج سامح من المشفى بعدما قامت شهد بالتخلص من جبيرة ذراعها وبجانبه شهد تسير بتمهل.. نظر لها بعينان باسمة قبل ثغره :
- هل تشعرين بأي ألم.. .رمقته بتفاجؤ من سؤاله ولكنها أجابته ببسمة ارتسمت ببلاهة :
- لا.. .فتنهد سامح براحة قبل أن يضع ذراعه على كتفيها يضم جانب جسدها لجانبه فجعلت من البسمة تتلاشي.. ما الذي يفعله سامح الأن.. ما كل هذا التغير.. هل هو شبه ملتصق بها الأن!.. عادت البسمة مرة أخرى وهي تستمع لكلماته أثناء سيرهما :
- هل تعلمين كم أنا سعيد وقلبي مطمأن لرؤيتكِ بخير أمامي.. .حانت منها نظرة لجانب وجهه لتراه ينظر لها.. فأسدلت أهدابها بخجل معيدة بصرها أمامها قبل أن تسأل بهدوء :
- وهل كنت خائفًا علي وقتها .. .

أنت تقرأ
ووقع صريعًا لهواها
Lãng mạnأعتقدت أنه سيء الطباع كجميع من مثله.. لكنها صدمت من أفعاله الذكورية.. نظراته الحنونة.. كلماته العابثة... فأصبحت هائمة به كروحًا ثانية بها.. .