١- خيالات وردية

762 24 11
                                    

سارة•
لم يسبق لي أن أحببت أحدًا إلا هو ،طيلة حياتي أراه كل شيء ، هو فارس أحلامي بالرغم من الفارق العمري
عندما كنت في الثامنة كان هو في العشرين من عمره ، بالتأكيد لم أكن لأجذبه في ذلك العمر ، كنت أراقبه دومًا و اتشاجر معه تعمدًا و كان يتقبل تلك المشاجره بمنتهي البساطة و اللطف - الذي كان يجذبني إليه أكثر -بالرغم من حماقاتي التي كلما تذكرتها إلى الآن لُمتُ نفسي مائه مره عليها .
أتذكر يوم المأدُبة التي أقيمت ببيت عمي - والده- كنت غاضبه من شيء لا أتذكره ، جذبني من كفي و أجلسني بجانبه و أخذ يسأل بحنان عما يضايقني ، وقتها و بالرغم من صغري كنت أتمني أن يتوقف العالم هذه اللحظة .
بدأت أكبر و أصبحت فتاه يافعه و كان هو في تلك المرحله بدأ ينشغل بعمله بعدما تخرج من الجامعه فلم أعد أراه مثل قبل ، بل انعدمت رؤيته تمامًا لعمله الذي يتطلب منه التنقل من مدينة إلى أخري كل فترة ، و أصبحت أشتاقه و اتلهف لسماعي عن اخباره الجديدة ، اتذكر كنت في المرحلة الثانوية عندما تجمعنا في بيت عمي و رآني بعد عدة سنوات ، تفاجأ بتغيري شكلاً و أخذ يتحدث معي و يسأل عن أخباري و كنت عاقله عن ذي قبل في الكلام ، و شعرت أن نظرته لي تغيرت عن ذي قبل، لم أعد تلك الطفله البلهاء في نظره ، بدأت أشعر بأنه بدأ يراني كفتاه بملامح انثوية مما زاد من خجلي منه .
لم آراه بعد ذلك اليوم سوي مرات قليلة جدًا و في كل مره كانت نظراته التي تخترقني تخجلني أكثر و أكثر .
أنهيت المرحلة الثانوية و التحقت بكلية الإعلام ، و ذات يوم عدت إلي المنزل لأتفاجأ به عندنا في البيت بمفرده و يجلس مع أبي و أمي ، سلمت عليه و رحبت به فصاحت أمي بفرحة
- باركي لماجد يا ساره ، هيخطب واحدة زميلته و الخطوبة الأسبوع الجاي .
شعرتُ وقتها و كأنما سُكب عليّ دلو من الماء المثلج ، باركت له سريعًا و باقتضاب علي غير عادتي عند تحدثي معه ثم استأذنت لأدخل متحججه بالتعب بعد يوم طويل . دخلت غرفتي سريعًا قبل أن تراني أختي ، و جلست أستوعب ما حدث ، هل قالت أمي خطبة ؟! ، أكان كل ما أشعر به تخيلات و أحلام فقط ..!
ماذا عن نظراته لي ، هل كانت كلها مزيفه .. أم كنت أتخيل و أحُلم بشيء لم و لن يتحقق .. كلما تذكرت نظراته نسيت ما قالته أمي عن أمر الخطبة ..
لم أعد أفهمك يا ماجد ..
فقط كل ما أفهمه الآن و أشعر به أني أضعت طفولتي و مراهقتي في علاقة حب خيالية و من طرفٍ واحد.
تضايقت كثيرًا هذا اليوم و شعرت باختناق شديد و لاحظت أختي هذا ففي اليوم التالي
استيقظت من نومي و لم أقم من فراشي و ظللت مغمضه عيني متظاهرة بالنوم ، دخلت أختي الغرفه لتأخذ شيئًا فلاحظت أني مستيقظة ، فجلست بجانبي
- سارة ، قومي أنا عارفة أنك صاحيه
رفعت الغطاء من علي رأسي و جلست لأسمع ما ستقول
- مالك من ساعة ما رجعتي امبارح م الجامعه ، حد ضايقك ؟!
- لا لا ، و بعدين انا مالي .. ما انا كويسة اهو
- وراكي حاجه يا سارة
-أنا !! .. ل لا مفيش.. ركزي انتِ بس في فرحك اللي قرب ده .( أختي سلمى كان زفافها قد اقترب ، هي تكبرني بأربعة سنوات )
- ماشي يا سارة ، هعمل نفسي مش واخده بالي ..
قلقت من آخر جملة قالتها ، و خفت ان يعرف احد بما اكن لماجد ، و لكني تظاهرت بالتجاهل لأثبت لهم عدم وجود شيء.
يوم الخطبة ، جهزت نفسي و ارتديت أجمل فساتيني و تزينت و بالغت في التزين حتي أن اختي علقت وقتها .
كانت الخطبه في حديقة عصرًا ، دخلنا و أخذت ابحث بعيني عنه لأري الفتاة التي اختارها الي ان وجدتهما معًا ،
لم أنكر أنها كانت جميلة و لكن غيرتي طغت علي أي شيء آخر و ليس لقبحي ، بل انا علي قدر من الجمال .
ذهبت مع اختي الي حيث يجلسا علي كرسيان انيقان و مزدانان بالورود البيضاء لأبارك لهما و من الواضح انه كان سعيد للغاية ، شعرت هذه اللحظة ان كل ما كنت اظنه مجرد تخيلات مراهقة و انه بالفعل يحب خطيبته ، نظراته التي كان يرمقني لم تكن الا نظرات عادية لفتاه كان يتحدث معها كطفله و اصبحت انثي لا اكثر ، انا التي كانت تتخيل ققط .
ابتعدت عنهم و وقفت بمفردي في جانب هادىء افكر فيما يحدث و لكن أفزعني صوت صفير جاء من خلفي ، التفت لأجد شابًا أنقيًا مبتسمًا طويل القامة و وسيم بعض الشيء و أكثر ما جذبني إليه عيناه العسليتان اللتان أضاءتا في الشمس بطريقة فاتنه ، لاحظت كل هذا في جزء من الثانية ، لم أعطه اهتمامًا و مشيت فاتبعني
- يا آنسه ، استني بس.. انتِ اسمك ايه طيب ، طب و الله ما بعاكس، لأ بعاكس بصراحة ، أنا ابن خالة العروسه انتِ مين ؟ .. طيب متمشيش بسرعة كده هتقعي .

خيالات ورديــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن