الجزئية الثانية

477 49 86
                                    


- مرحباً يا رفاق، أملك ملاحظة صغيرة قبل ترككم مع الجزئية التي كلي يقين على أنها سترقى لإعجابكم، لكن أتمنى أثناء قراءتكم أو بعد الانتهاء أن تتركوا تعليقا صغيراً تضعون فيه رأيكم الثمين بالنسبة لي، مثلا التحدث عن ما أعجبكم، و عن المقطع الذي لامست فيه مشاعركم، أو العكس استمتعوا ~~

-

-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-

‏أتخدر كلما لمستني، و ألتوي بين السحاب عندما تخط بأنفاسك على جسدي، لكنك كشجر الصفصاف تموت واقفاً و أنت بداخل أنفاسي ~

-

الخطوات بدت ساكنة و القلوب في النفوس بدت دامية، لا يراود ذاك و تلك من الافكار سوى ما يخالج النفس من ألم و الروح من هلاك. كانت ليلة البدر في بدايتها لكنها كانت نهاية لها و لروحها، فتتمرد دمعة صافية من دموعها صانعة خطا يشق طراوة خديها باحمرار لاذع يعكر صفوها، تثقب هي بنظراتها تلك من يقف على بعد منها بينما هو يراقب غيرها ...

نوع من الأحاسيس قد روادها يطمس ببراعة فرحتها و يداعب عمق الأحزان بداخلها، بدت كطائر القطرس في تحليقها لكنها عادت للأرض السابعة بسقوطها، تهوي بخذلانها ذاك من نفسها و تغوص عميقا في بشاعتها، لا تدري ماهي فاعلة بحالها و بماذا تختم قصتها التي ما فتئت تخط بدايتها، بدا عظيما ليلتها، حراً ليتمرد على أسطرها و شامخا كفاية لتحتجزه هي في أحرف لغتها.

الأمسية كانت في وسطها، لكن الليلة قد وصلت لخاتمتها لها، ترى صديقتها مع مرافق لها، و ياله من حظ تمتلكه هي، فمن رافق خلوة أحلامها يرافق جسد غيرها بحلو الكلام في واقعها، دموعها التي لطخت حلاوة أجرامها كانت تنشف لتأتي أخرى لتلاعب الحرارة التي تركتها سابقتها، كانت تقسو على ذاتها و لم تكون تعلم أن بقسوتها تلك هي قست على لين قلبها، و كل ما يجري كان تحت بصيرة الذي أخد حيزاً من لدنها، فترأسه حتى صار هو عماده و عمادها.

كانت نظراته تلك التي يغرقها بها تحكي ألف لفظ يحجزه هو، فقد كان هناك سحر عجيب مازج اللذة في تأملها، فسمع لها ما حكت بأنفاس متقطعة و ما نطقته و هي لم تنبس ببنت شفة.

لكنه كان قاس ليلتها، قاس على نفسه و عليها، يغرق نفسه في ما حل له من خمر بينما تغرق هي نفسها في دموعها، هكذا تكون قصتهما التي لا تخلو من عناد لاذنب لهما فيه.
لكن روح العذراء قد تلاشت من الفتاة ليلتها، و عواصف الاغريق قد تلبست بأفكارها، الشياطين قد شكلت حلقة تغزو بها صفو حزنها، تشاهد جسد البروفيسور - خاصتها - بينما يستوطن جسداً غير خاصتها، ابهامه ذاك الذي أمضت الساعات بتقديسه يلاعب شفاه غيرها، و أذرعه التي خضعته لهما ألف مرة في الثانية تحتجز خصراً غير خصرها، و عيناه تلك التي انطوى فيهما خبث العالمين أجمع كانت تقتحم خاصتها، و لحظة سكنت بها لتستوعب أن البروفيسور يحدق بها، و قشعريرة مرت بجسدها تطفئ أحلام ابليس في بعثرتها، و ابتسامة كانت و الحق عنوان السعادة و الرخاء قد خرجت من شفتيها، أتضحك على حالها؟ كانت كساحرة الوطواط قبل فينة و هاهي الآن تنقلب لغزال وديع لمجرد تحديقات واهية من البروفيسور خاصتها ..

لكن كل ذاك القتمان الذي انقلب لفرح في ثواني قد عاد حالما أزاح عيناه عن خاصتها و انحنى بجذعه نحو المرأة التي احتواها ببراعة بين أضلعه، و كما هي حدقت بحركته تلك الجميع فعل، فصاحب الحفل و سيده كان على وشك تقديم حدث السنة، لكن و بغير وعي منها هي وجدت جسدها يتحرك ناحيته..
و بغفلةمن الجميع سواه، هي اجتذبت ياقته تتشارك معه أولى معاصيه و في أبهى حلالها، تنهم ببراءة مثقلة و تدمي قلبها اثما جراء ما تجرعته من سوء عن طريق قبلة أهداها هو لها ...

كانت تلك لحظة من الزمن لكنها بدت كألف ساعة و ستون في الثانية، فثغرها ذاك الذي أفرج عن ذنبه كان بريئا من كل شبق قد يسكنه، فبحق السماء السابعة لم يعلم الرجل ذو الثلاثين سنة حينها كيف لطفلة عابثة ان تقلب موازينه في رمشة عين هكذا، و كيف لحلو ثغرها ذاك أن يذيقه أطيب ما ذاقه في حياته بسرعة كتلك التي قام بها.

و إن كان كارهاً لما تشتهيه نفسه وقتها، إلا أنه كان يحمل في جعبته توقاً لبعثرتها بجنون ليلتها..

و لم يجد لنفسه ملجأ سوى تلك السيجارة التي أشعلها للفتاة سلفا، يحتجزها بين أصابعه بيد، بينما يلف الأخرى حول عنق ذات الأعين المغمضة، يلاعب الفراغ الذي بين أذنها بحركات بطيئة و سريعة في وتيرتها، يستنشق نفسا من التبغ كما لو لم يفعل من قبل يسمح له بالدخول لأعماقه فيختلط مع هيجان مشاعره و بعثرة نبضه يستمتع بتلك الحرقة اللاذعة التي تنتشر ببطء في صدره فتزهر فيه رغبة بالمباح و غيره، و حينما أوشكت هي على فتح عيناها نفث الدخان الذي احتجزه على وداعة ملامحها برفق مانعا لها من استنشاق شيء غيره هو،و لأن الفتاة كانت غائبة عن وعيها، هي أخدت ذاك الدخان كمتنفسها الوحيد في حياتها، يليه صوته ذاك الذي تسلل لعمق مسامعها..

- و كيف و أنا الذي عشتُ مهاجراً، أن أجد عيناك موطناً بيل ~

و حينها هي فقط أدركت، ياله من رجل قد أحبته.

- و كيف أكون موطنك و أنا منك و إليك،بروفيسور زانغ ..
و كرنة الوتر، دخلت كلماتها مسامعه ..

" و إني و الرّب المودع لحلاوة حرمتك لم أشئ بك سوءاً، لكنكِ لم تتركي لي خياراً بيل ~"
و لأن الرجل كان في قمته ليلتها،
هو اختطف منها ما بقي منها لنفسها.

-

أحس بصيح، ما عمري كتبت شي رومانسي غير مقطع بسيط فبيرفكت و الي كان مشهور... 😭

الزبدة ما تخطيت مقطع " الذي أخد حيزاً من لدنها فترأسه حتى أصبح عماده و عمادها " ...
المقطع فيه من مشاعر كمية رهيفة جداً ..

ايش جزءكم المفضل؟ و كيف بروفيسور زانغ معكم؟

باي 👑

تحفة فنية - زانغ ييشينغ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن