الحلقة الثالثة

271 2 0
                                    

في صباح اليوم التالي إرتدت ملابسها وقامت بتصفيف شعرها وما إن خطت قدمها باب الفيلا لتقوم بإيقاف تاكسي حتي وجدته امامها يعقد ذراعيه امام صدره ويستند علي سيارتة
سارة بإستغراب : يوسف انت لسة مرحتش الشركة
يوسف : لا هوصلك
ساره : مش مستاهلة انا هأخد تاكسي لحد لما اجيب عربيتي النهاردة من الصيانة
يوسف بإصرار: لاء هوصلك ويلا بلاش كتر كلام
سارة بإنصياع لأمره:  حاضر يلا
وبعد حوالي العشرون دقيقة وصل امام مبني كلية  الهندسة صف سيارتة في المكان المخصص لها وما ان همت بالنزول حتي تفاجات به ينزل من السيارة هو الاخر
سارة بإستغراب : ايه ده انت رايح فين
يوسف بنبرة جادة : جاي معاكي
ساره باستفهام : ليه
يوسف بتوضيح :  جاي اشوف دوك عبدالله
سارة وقد فهمت مايرمي اليه لترد ببراءه: ليه هو عملك حاجه
يوسف بغيظ من ردها : ملكيش فيه هو عليكي امتي
سارة ببرود :   دلوقتي أول محاضره
يوسف بحنق:  طيب يلا
وفجاءه رفعت اصابعها لتشير إلي شخص ما
سارة بهدوء : الله دكتور عبد الله اهو
ليلتفت يوسف وراءه ويتطلع لما اشارت ففوجىء بشاب في الثلاثين من العمر يرتدي تيشرت وبنطال من الجينز وسيم و مفتول العضلات
ليرد بسخرية :  وماله عيل سيس كده مش شكل دكتور
سارة بتروي :   انت قصدك علي مين
ليشير لها  :     الواد ده
سارة بابتسامة :  لا بوص وراه
لينظر بإندهاش ليري رجل قد تجاوز من العمر الستون عاما
يوسف وهو يجز علي اسنانه : هو ده
سارة ببراءة  :  اه هو
يوسف بغيظ :   والله
سارة ولم تعد تتحمل كتم ضحكاتها اكثر من ذلك: هههههه اه هو ده
يوسف :  انتي بتهزري وانا دمي محروق من امبارح ماشي
سارة  : مش انت اللي قفلت السكة في وشي خلاص بقا اتحمل
يوسف بإبتسامة من تصرفها الطفولي : والله تصدقي انك اعيل من اخوكي وتستاهلي اللي بعمله فيكي
سارة بحنق   : والله ماشي اتفضل بقا
يوسف بضحك : هههههه ماشي يا مجنونة
سارة : طيب امشي  يلا
قطع حديثهما صوت جاء من خلف يوسف
كريم  : ازيك ياسارة
ساره بروية : ازيك ياكريم
كريم  :  ايه مش هتحضري المحاضرة
سارة  : اه طبعا هحضر
يوسف وهو يمسكها من ذراعها ويجز علي اسنانة: ايه مش تعرفينا
سارة وقد استشعرت الغيرة في صوتة وبصوت متوتر: اه كريم زميلي يوسف ابن عمي
يوسف مكملنا : وخطبها تشرفنا
كريم بياس : هو انتي مخطوبة
يوسف بحنق :  ايه غريبة
كريم بجفاء :  اصلي مشفتش في ايدها دبلة
يوسف بحدة :  ده انت مركز
كريم بحرج :  احم .....مبروك عن اذنكوا 
سارة   :   الله ينفع كده احرجتة
يوسف مقلدا كريم : مش شايفة مشفتش في ايدها دبلة
ساره بضحك :ههههههههه
يوسف بغيظ : بس بقا بطلي ضحك واياكي اعرف انك كلمتي الواد ده
سارة بإستفزار : وانت هتعرف منين اني كلمته
يوسف : سارة متستفزنيش بدل ما اروح اضربهولك
سارة كاتمه ضحكتها : طيب طيب بالراحة
يوسف : انا ماشي بقا اتاخرت واياكي ها
ساره بابتسامه : ههه حاضر مع السلامة
ذهب كلا منهم في طريقة وهو في قمة سعادتة هكذا هو الحب دون اهتمام او غيره لن نشعر بوجوده
.....................
في جامعة التجارة
جلست هي وصديقتها يتحدثا إلي أن قطع حديثهم قدوم شاب في اوائل العقد التاني من عمرة بساطتة طيبة قلبة وعفويتة دائما ما تمكنة من كسب قلوب الاخرين
علي وهو قادم باتجاههم : ازيكوا
نيرة  : اهلا ياعلي ازيك
باكي  : ازيك يا علي
علي  :الحمد لله كويس انتوا عاملين اية
باكي  : ماشي الحال ايه اللي رماك عندنا
علي  : يعني مش عاوزين تشفوني
نيرة   : يعني لو قلنا لا هتمشي
علي وهو يسحب كرسي ليجلس عليه : لا طبعا
باكي   : ههههههههه
نيرة  : ايه يا بني انت نوسنس (مفيش احساس ) كده خالص
باكي  :  بس بقا يا نيره بطلي
علي  :  لا بجد مش مصدق نفسي بتدافعي عني
باكي  : هههه تصدق انا غلطانة اني عبرتك اصلا
نيرة بشماتة   :  يييييي حرجة وحشة
علي    :  بس يا نيره احسنلك
نيرة : بس قولي إنت في رابعة حقوق وإحنا في تانية تجارة اية اللي بيخليك تعبرنا
علي بسخرية : بتعطف عليكوا يا خفة
نيرة   : لا تصدق حنين
باكي  : انتوا علي طول كده ناقر ونقير بتفكروني ببسام وسارة  اخواتي
علي  : انا بس صابر عليها لما اشوف اخرتها
نيرة   :  وله تقدر تعملي حاجة
علي  : طيب بكرا نشوف سيبك منها انتي عاملة اية
باكي :  الحمد لله كويسة
نيرة  : اجبلكوا شجرة واتنين لمون
باكي  :  وشجره ليه ما انتي موجودة
علي  : هههه لا واضح انك بتتعلمي بسرعة
نيرة  :  كده يا باكي ماشي
باكي  : لا ماشي ولا راكب يلا خلينا نلحق المحاضرة
علي  :  ومن امتي الاجتهاد ده كله
باكي  : اهو تغير سلام
نيرة  : هستناك نروح سواااا
علي  : الوقتي احتاجتني ماشي هستناكي
نيرة  : سلام
علي  : مع السلامة
ذهبتا الاتنتان معا الي المحاضرة تودعهما عين عاشق كل امانية ان تزول الحواجز وتصبح من ملكت كيانه له وله وحده            .....................................
في العاصمة البريطانية لندن
يجلس شاب كاد ان ينهي عامة التاسع والعشرون في احدي مقاهي العاصمة يرتدي بدلة من ماركتها تشعر وكان هذا المكان لا يناسبة بسبب بساطتة وطرازة القديم ربطة عنقة تتدلي علي كتفية فهو دائما مايشعر بالإختناق بسببها ويجلس مقابل له شاب اخر يماثله في العمر تقريبا يرتدي تي شيرت وبنطال من الجينز 
ياسر  :مالك يابني مضايق كده لية
سليم :ابويا ياسيدي
ياسر: ماله
سليم: داخل مشروع جديد مع شركه السيوفي وعاوزني امسكه
ياسر:ودي فيها ايه
سليم: يابني انت مش بتفهم ليه ده معناه اني هنزل مصر
ياسر :انت لسه برده مش عاوز تنزل
سليم :هنزل لمين يابني امي الله يرحمها وابويا اتجوز في المانيا والعروسة لهياه قال يدبسني
ياسر :انت عارف انا حاسس ان السفريه دي هتغير حياتك
سليم:اشمعنا بقي
ياسر: ده احساسي يابني
سليم: طيب بلاش تقر فيها لاحسن انا عارفك الله اكبر علي احساسك ده بيجي معايا بالعكس
ياسر : هههههه والله طيب بكرا تشوف وتقول ياسر قال بس قولي هتبدا في المشروع ده امتي
سليم : يعني كمان شهر كده بالكتير
ياسر : وانت ناوي تسافر امتي
سليم : قبلها بيومين تلاته كده 
ياسر : ايه ده مش هتنزل قبلها بفتره تظبط امورك
سليم : يابني الحمد لله اني هنزل قبلها بيومين تلاته اصلا
.........................................
في كلية الحقوق
خالد  :ايه يابني مستعجل كدة ليه
علي :الوقتي نيرة خلصت محاضرتها وواقفة مستنياني انت مش مروح وله اية
خالد : لا يا سيدي انا خارج مع نهي
علي : ايوه يا عم الله يسهلك
خالد : هههه اقعد اقر يا خويا ما انت لو تتجدعن هتحصلني
علي : قصدك ايه
خالد : نيرة والله البت دي انت اولي بيها
علي : اولي بمين يابني نيرة دي اختي اختي وبس
خالد : والله انت اللي تاعب قلبك
علي : اعمل ايه بقا القلب وما يريد
خالد :والله يابني لو ما كنت بحب البت نهي لكنت متجوزها هي صحيح اخوها رؤوف لايطاق بس هي حاجه تانيه
علي: طيب خلي بالك بقا ياحلو لنهي تسمعك
اتت من وراءه تهتف بحيرة  : وخايف نهي تسمع ايه ان شاء الله
خالد وهو يدفعة يكلتا يدية :  انا بقول انت اتاخرت ولازم تمشي
علي : ههههه والله ماشي سلام
..........................
في حارة احدي المناطق الشعبية واثناء سير كلاهما معا الي جوار بعضهما البعض يسير بجوارها كحاميها هي دائما تشعر بذلك فهو يفعل معها مالم يقم بفعله شقيقها الاوحد
نيرة   :  علي
علي   :   اممممم
نيرة : هو انا ممكن اسالك سؤال
علي : نيرة بستاذن هزلت اسالي
نيرة : بس متزعلش
علي بجدية : انت عبيطه يابنتي احنا اخوات ومتربين مع بعض هزعل منك ازاي
نيرة بتروي : هوانت بتحب باكي
علي بارتباك وقد توقف عن المشي :انا
نيرة : متكدبش عليا ياعلي انتي بتقول اننا متربين مع بعض وانا عارفاك كويس انا حاسه بيك
علي باحباط ظاهر علي ملامح وجه : امال هي مش شايفه كده ليه
نيرة بجديه :  ابعد عنها احسن يا علي
علي  باستغراب :هي قالتلك حاجه
نيرة :ابدا والله هي اصلا متعرفش بس انا خايفه عليكي بلاش هي
علي :قصدك يعني عشان هي فوق وانا تحت
نيرة :لا طبعا مش قصدي كده خالص وبعدين ايه فوق وتحت دي عمو فؤاد اصلا ميفرقش معاه الكلام ده نهائي ولا ولاده كمان انا نصحتك وانت حر
علي :ربنا يقدم اللي فيه الخير يلا بقي انتي وصلتي اطلعي بسرعه قبل ما اخوكي يشوفنا ويعملها حكايه
نيرة :اه والله معاك حق سلام
علي : مع السلامة
صعدت نيرة الدرج الي الطابق الثالث التي تقتنه مع شقيقها الوحيد فمنذ وفاة والدها الذي كان يعمل في احدي المصالح الحكومية و بعدة بفترة رحلت والدتها لتتركها وحيدة معه   ليذيقها كافه انواع العذاب بسبب ادمانه وحاجته الي المال
نيره محدثه نفسها :يااارب طلعني من البيت ده علي خير وابعتلي اللي ينقذني من الهم ده
..............................
في منزل علي
كانت تتحدث والدته علي الهاتف وهي سيدة في الثامن والاربعين من العمرطيبة القلب وتحب ابنها بشدة  توفي زوجها ليتركها وحيده تواجه الحياه ويترك معها امانته وابنه الوحيد علي الذي جاء بعد حوالي ثمان سنوات من زوجهما
   عبير   : وانت كمان وحشتني
المتحدث : انتي عامله ايه يا عبير
عبير      :    الحمد لله انا كويس
المتحدث  : مش ناويه بقا تقولي لعلي
عبير :   المشكله اني خايفه اخسره انت عارف انا معنديش غيره ولوعرف حاجه زي دي ممكن  يزعل مني وانا مش حمل زعله
واثناء حديثها سمعت صوت يطرق الباب لتهمس بتوتر:انا لازم اقفل دلوقتي علي جه
اغلقت الهاتف وتوجهت  لتفتح الباب
عبيربارتبارك    :     حمد لله علي السلامه يا حبيبي
علي بموده       :  الله يسلمك ياماما
عبير بابتسامه   :     شكلك فرحان
علي بفرحه      :       اه جدا
عبير بسعاده     :     شوفتها
علي بخجل وقد ضرب بكلام نيرة عرض الحائط   : اه شوفتها
عبير    :   ربنا يسعدك ياحبيبي ويجعلها من نصيبك
علي     :    يااارب ياماما ياارب
عبير    :  طيب قولي بقا  احضرلك الغدا
علي    :  اه ياريت يا ماما لاني جعان اوووي
عبير   :  حاضر يا حبيبي من عنيا
علي وهو يقبل يدها  :   تسلملي عنيك ياست الكل
ذهبت ترتجف لتعد الطعام وهي تفكر ماذا سيكون رد فعله اذا علم بما تخفيه هل يمكن ان يغفر لها ام انه  سيتركها ويقصيها من حياته
..........................

أحببتك ولكن إعذريني _مـي عُـمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن