3

2.2K 195 24
                                    

عملت لوقت طويل جدا، حتى سمعت صوت والدتي تناديني من الأسفل "سارة، وقت الغداء "

جمعت أوراقي، وألقيت نظرة على رعد، كان ما يزال نائما، بدا ساحرا جدا كم وددت اللعب بشعره وتقبيل وجنتيه

حسنا، يبدو أنني فقدت عقلي حقا، غادرت الغرفة بهدوء، ونزلت إلى غرفة المعيشة، وجدت أمي قد أعدت ألذ الأطباق، ولم أكن أعلم كم كنت جائعة إلا بعدما رأيت تلك المائدة الشهية

تناولت طعامي بنهم شديد، وتذكرت رعد، عليا أن أترك له بعض الأكل، كان عليا التظاهر أنني شبعت وقلت "الأكل كان لذيذا جدا، سلمت يداك أمي، ولكن لقد شبعت الآن، هل يمكنني الاحتفاظ بصحني حتى وقت لاحق؟"

ردت أمي بابتسامة، "صحة وعافية غاليتي، بالتأكيد عزيزتي، احتفظي بقدر ما تشائين "

أضفت بعض الطعام إلى صحني  ،وأخذته معي إلى غرفتي، وتحججت بأني سأعمل ولا أريد تضييع الوقت بالنزول مجددا

ثم ركضت إلى غرفتي، فتحت بهدوء وقد وجدت رعد يتقلب في نومه، وضعت الطعام على المنضدة، واقتربت منه لأوقضه،

"رعد، ،..رعد...هيا  انهض لقد جلبت لك الطعام  "

فتح عينيه ببطء مما جعلني أهيم بسحرها، إنها أجمل عن قرب
ابتسم لي وقال "أعلم أنني أملك عينان ساحرتان "

ارتدت إلى الوراء وأنا متفاجأة ومحمرة من شدة الخجل، كيف أمكنه معرفة ما أفكر به؟

قلت مدافعة "تبا لك..أيها المغرور من قد يهتم لك "

الحقيقة أنا أفعل وبشدة، هي بضع ساعات فقط وانظر ماذا حل بي

حرك رأسه يمينا ويسارا وهو يضحك، ثم قام وأخذ الأكل وقال، "آه...رائحته كالحلم "

ابتسمت وقلت بفخر، بالتأكيد، فطبخ أمي لا مثيل له "

تركته يأكل بهدوء وعدت لعملي، مرت ساعات، بقيت فقط أعمل، ورعد يذهب ويجيء في الغرفة،
بالتأكيد تعاركنا كثيرا

فهو كالطفل تماما، أحيانا يختفي حتى أنسى أمره ثم يظهر فجأة، ويسبب ليا الرعب

لم أذكر شيء بعدها حتى صباح اليوم التالي، كنت نائمة على سريري بهدوء، فتحت عيناي

نظرت حولي، لا رعد، إذا كل ما خضته في الأمس كان مجرد حلم

ضحكت بخفة على استنتاجي، ونهضت إلى الحمام، عند خروجي، فتحت دولابي ابحث عن شيء أرتديه

حين أغلقت باب الدولاب، وجدته واقفا أمامي كاللعنة، وهو يبتسم ،انتفضت من مكاني وشهقت بقوة،

ثم أعطيته بضع ضربات على ذراعه وصدره وقلت بحنق "توقف عن ارعابي هكذا، سحقا، ظننتك مجرد حلم وانتهى "

ضحك بقوة وهو يحاول تفادي ضرباتي،وقال "آسف، لم أكن أقصد اخافتك، أيتها الجبانة "

هسهست بغضب "تبا لك "

تحدثنا قليلا عن طفولته أو لنقل عن طفولتنا، أخبرني أننا كنا تقريبا لا نفترق، ولكن حين بلغت الثامنة كان يجب عليه أن يختفي من حياتي،

حتى أعيش بشكل طبيعي،  ثم فقط قرر العودة لأنه اشتاق إلي كصديقته المقربة،

عدت إلى عملي بعد الفطور، وهو لا يكف عن مضايقتي كل دقيقة

مرت الأيام وازداد تعلقي برعد أكثر، كنت خائفة من تلك المشاعر القوية التي تسيطر علي،

أتمنى فقط أن يمر كل شيء على ما يرام

انتهى

صديق خيالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن