5والأخير

2.2K 223 76
                                    

بقيت أنظر إلى الفراغ الذي تركه خلفه، ثم فجأة انهرت وبدأت بالبكاء،

بكيت بحرقة كما لم أبكي من قبل، لماذا فقط لم يترك لي فرصة لأخبره أنني أحبه ولن أندم على بقائي معه؟

انتظرت وانتظرت ظهوره مجددا ولكنه لم يفعل، واصلت نحيبي حتى غفوت في مكاني

في صباح اليوم التالي استيقظت، فتحت عيني  ببطء  شعرت بحلقي قد جف

وكلما حاولت التحدث لم يسعفني صوتي، حاولت النهوض من مكاني ولكن كان جسم ثقيلا جدا  فبقيت مكاني أتعجب من حالي

بعد لحظات سمعت باب الغرفة يفتح، لم أستطع معرفة من دخل حتى وقف مباشرة أمام عيني

رمشت عدة مرات حتى أستوعب، لقد كان هو، فجأة ومن حيث لا أدري شعرت بجسمي  قد أصبح خفيفا

وارتميت في حضنه وأنا أشهق بالبكاء ثم قلت بكلمات متقطعة "لقد ع..عدت....إلي...حبيبي...ر..رعد  ...أ...أنا أحبك...أرجوك لا تتركني مجددا "

ابعدني عنه بلطف وقال وهو يبتسم "اهدئي سارة..الحمد لله على سلامتك "

انتبهت بعد لحظات أنني لست في غرفتي، وأن رعد يرتدي ملابس الأطباء

قلت بقلق "ل..لما أنا هنا؟"


جلس رعد بالقرب مني وقال بهدوء "اسمعيني سارة، أنت بالمشفى، وقد كنت هنا منذ ثلاثة أشهر، لقد تعرضتي لحادث سير ودخلتي في غيبوبة طوال هذه المدة "

كان صادما ما قاله للتو، هل مرت ثلاثة أشهر حقا منذ آخر مرة رأيته فيها؟

قلت بتشتت "م..ماذا تعني؟لماذا لا أتذكر الحادث؟أتذكر أنني نمت فقط عندما تركتني تلك الليلة أقصد بالأمس "

نظر إلي بتعجب وقال "ماذا تقصدين؟نحن لم نكن نعرف بعضنا من قبل سارة "

ضحكت بهدوء  وقلت وأنا اضربه بخفة "أنت تمازحني كعادتك صحيح؟"

وضع يده برقة على خدي وقال "سارة...قبل الحادث كنت تمارسين رياضة الركض وأثناء توقفك، كان هناك سيارة فقد سائقها السيطرة عليها واصطدم بك، هذا ما أخبرنا به الشخص الذي صدمك، وأنا لست رعد أنا دكتور في هذه المستشفى واسمي هو ياسين "

نزلت الدموع من عيني وقلت وأنا أرتجف "ه..هل...كل ما عشته معك كان حلما؟...كان...م...مجرد حلم..ولكن كيف...كيف حلمت بك مع أنني لم أرك من قبل؟"

مسح دموعي بلطف وقال وهو ينهض "آسف حقا...سأتصل بوالدتك لأطمئنها أنك قد استيقظت "

صديق خيالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن