ذات ليلة كنت أشاهد التلفاز مع أمي فخطر سؤال على بالي وقلت "أمي، هل من الطبيعي أن يقع المرء في حب شخص خيالي أو من عالم آخر؟"
ضحكت أمي بصخب وقالت"ماهذا السؤال العجيب صغيرتي؟"
قلت بحنق "أمي، توقفي عن السخرية وردي على سؤالي "
هدأت أمي من ضحكها وقالت:"اسمعي صغيرتي، حتى وإن حدث أن وقع شخصان من عالمين مختلفين في حب بعضهما فلابد أن يندم أحدهما على قراره، فيجب أن يتخلى أحدهما عن عالمه لكي يستمرا معا، فلا شيء يدوم للنهاية صغيرتي، وإن كان الأمر مستحيلا في نظري، هل وصلكي الجواب ؟"
كان جواب أمي منطقيا جدا، فكيف لشخص غير مرئي أن يصبح زوجي، هذا جنوني بالكامل،
لقد وقعت في حب رعد وانتهى الأمر، ولكن من المستحيل أن نكون معا
شعرت بالألم يعتصر قلبي، نهضت من مكاني وقلت "تصبحين على خير أمي "
عدت إلى غرفتي والدموع تنهمر من عيني، وجدت رعد جالسا على سريري، ينظر إلي،
لم أكلمه أبدا أشحت بوجهي عنه وذهبت مباشرة إلى مكتبي أحاول التركيز في عملي،
بينما كنت أحاول الرسم، انتشل رعد القلم من يدي، نظرت إليه بغضب وصرخت في وجهه "توقف عن العبث وانضج قليلا، هل تظن نفسك مضحكا؟أنت شخص تافه جدا "
نظر إلي رعد بصدمة ونطق بهمس "آسف "
ثم اختفى من أمامي كأنه لم يكن، شعرت بالأسى على نفسي وقلبي وعلى رعد، ماكان يجب أن أكلمه بتلك الطريقة، لقد جرحته، وكيف أستطيع الإعتذار منه الآن؟
بكيت كثيرا تلك الليلة حتى غفوت في مكاني، مر يومان ولم يظهر رعد مجددا، شعرت بالحزن فقدت الرغبة في الحياة، شعرت أن مع اختفائه اختفت معه روحي وسعادتيكنت جالسة أحاول رسم شيء ما، وحين إنتهيت انتبهت أنني رسمت صورة لرعد، كانت تفاصيله كما لو كان أمامي
ابتسمت بحزن وقبلت صورته وهمست "اشتقت إليك،أرجوك عد "
خطرت لي فكرة، وأخذت ورقة وكتبت فيها رسالة إعتذار قلت فيها "رعد، آسفة جدا على ما قلته لك، أرجوك فقط عد إلي، اشتقت إليك كثيرا "
وضعت علبة شكولاتة صغيرة على الورقة لأنه يحبها، ثم ذهبت للنوم
في صباح اليوم التالي استيقظت ودخلت لأستحم، وعندما خرجت انتبهت أن الرسالة اختفت والشكولا
فرحت كثيرا، فهذا يعني أن رعد كان هنا، توجهت نحو خزانة ثيابي، أبحث عن شيء أرتديه
وحين أغلقت باب الخزانة وجدته واقفا أمامي يبتسم ،انتفضت من مكاني وقلت بغضب مصطنع "أيها الأحمق لقد....."
قبل أن أنهي كلامي انقض على شفتي يقبلني بشغف ،
توسعت عيناي بصدمة، هل ما حدث حقيقي أم أنني أتوهم؟
ابتعد عني قليلا وهمس بالقرب من شفتي "اشتقت إليك كثيرا، "
حاولت التحدث ولكن لم أستطع بسبب الصدمة، ضحك بصخب وقال "ماذا حدث هل اكل القط لسانك؟"
عانقته بقوة وقلت "آسفة جدا رعد، لم أكن أقصد ما قلته لك ذلك اليوم..."
قاطعني بوضع إصبعه على شفتي وقال "لابأس، أنا أدرك تماما ما حدث "
سحبني من يدي وجلسنا على سريري كالعادة، ضمني إلى صدره وقال "لقد سمعت حديثك مع والدتك ذلك اليوم، شعرت بالفرح لأنني تأكدت انك أيضا تحبينني، ولكن كلام والدتك كان صحيحا جدا، وهذا آلمني كثيرا كما المك أيضا، انسحبت إلى غرفتك وانتظرتك، حين رأيت الحزن في عينيك، قررت أن امازحك قليلا كي اخفف عنك ولكنك كنت غاضبة جدا فقررت الرحيل وترككي حتى تهدئي، ولكنني كنت ازورك حين تنامين وحين وجدت رسالتك قررت أن أظهر لك مجددا، لاخبرك أنني أحبك جدا "
ابتعدت عن صدره وقلت بتساؤل "هل أنت جاد؟أحقا تحبني كما أفعل؟"
قبلني على أنفي وقال "أجل، أحبك أكثر من أي شيء آخر "
ثم أكمل بحزن "ولكن، نحن لا نستطيع أن نكون معا، فعالمينا مختلفين، أنت ليس بإمكانك أن تنتقلي إلى عالمي، كما أنني لن استطيع الظهور لأحد غيرك، لهذا أنا سأعود من حيث أتيت، حتى تعيشي حياتك بشكل طبيعي، ورغم ذلك سأظل أحبك للأبد "
قبلني مجددا على شفتي وقبل حتى أن أقول أي شيء اختفى من أمامي
انتهى.