المافيا والحب

الفصل الاول/ الخيط الأول

بريطانيا/مانشستر

رن هاتفها في جيب بنطالها الجلدي الأسود فأسرعت بخطواتها تجاه المطبخ ، دخلت متجاهلة لكل تلك الضجة الصادرة عن الموظفين والطباخين والنُدل ، وضعت الصينية على الطاولة المستطيلة الممتدة لمساحة كبيرة ومن ثم أخرجت هاتفها وهي ترى اسم صديقتها على الشاشة فعقدت حاجبيها بغرابة كون ديزي لا تتصل عليها ابدآ بمثل هذهِ الاوقات لعلمها بأنشغال الأخرى .

الين : ديزي !؟ هل أنتِ على ما يرا ...

قطع كلامها صوت الأخرى المرتجف وهي تدمدم بكلمات غير مفهومة بصوت خافت فأسرعت إلين للخروج من المكان بأكمله من الباب الخلفي وقد تسارعت دقات قلبها رعبآ لما يحصل مع صديقتها الرقيقة ديزي ، وقفت في الفناء الخلفي وهي تنصت لديزي التي تتنفس بأضطراب ومن ثم سألتها بحرص تحثها على ان تتحدث .

الين : ديزي هل إنت بخير ؟

لم ترد الاخرى فقط صوت انفاسها هو مايسمع ففكرت الين بسرعة واكملت .

- أُنقري بأظفرك على سماعة الهاتف بخفة مرة واحدة تعني نعم ، ومرتين تعني لا .. اتفقنا؟ .

سمعت الين ضربة ديزي لمرة واحدة وقد فهمت ما قالته الين لها ، فواصلت الين التحدث معها وهي تسرع راكضة نحو مكتب الادارة .

-إبقي الهاتف مفتوحا ديزي مهما حدث لا تغلقيه . . هل إنت في منزلك ؟

سمعت ضربة خفيفة لمرة واحدة .

فواصلت الين وقد دخلت المكتب بعنف مما جعل الرجل الجالس فيه يسقط القلم من يده وهو ينظر لها بعدم فهم

-ديزي هل هو والدك . . هل عاد للبيت ؟

سمعت نقرة واحدة فأتسعت عينيها بغضب وخوف ، لم تحتاج لان تخبر الرجل بشيء فمبجرد ان سمع اسم ديزي نهض واقفا وهو ينظر لها باعين نارية وبمجرد ان سمع كلام الين عن كون والد ديزي عاد وفي ذات المكان معها شعر بقبضة تعتصر قلبه ولم ينتظر لطلب الين بل هرع نحو سترته ومفاتيح سيارته التقطها على عجل وهو يجر الين خلفه وبعد دقيقتين كانو في السيارة ادار المفتاح وشغل المحرك وانطلق بها مُصدرآ صوتا عاليا ، ثم طلب منها بنبرة غاضبة .

جيسون : ضعي الهاتف على مكبر الصوت

اسرعت الين لوضعه كما طلب ثم سمعت نبرته التي تحولت لنبرة مطمئنة وخفيضة وهو يحدث ديزي بلطف شديد يحاول الا يثير فزعها . . فهو اكثر شخص يعرف بما مرت به من بعد إلين .

جيسون : ديزي هل هو داخل البيت معك؟

سمع صوت نقرة واحدة فنظر نحو الين بعدم فهم ينوي سؤالها عن عدم اجابة ديزي له فسبقته الأخرى قائلة .