الفصل الثاني/قُبلة متهورة

19.7K 847 65
                                    

زاك : تعلمين بأننا لم نوقف البحث عن رئيسنا منذ لحضة اختفائه ، لذا منذ بضعة اسابيع حصلت السيدة إيما على معلومة تفيد بأن "ليون" قد شوهد في أحدى المستودعات الخاصة بعائلة الروسي ماركوس درينكوفيتش ، وكما تعلمين بأن عائلة درينكوفيتش على وفاق معنا منذ القدم ولم تكن بيننا وبينهم اي مشاكل لذا نحن في حالة استنفار منذ تلك اللحضة نبحث عن اي خيط يوصلنا لمعلومة اكيدة وموثوقة فالمعلومة التي وصلتنا كانت غير موثوقة لكنها اوصلتنا لشخص كنا نظن بأنه خارج البلاد ونتبعه الان لاننا نظن بانه سيوصلنا لرئيسنا او لمن يأسره .

سَكت زاك وهو ينظر لالين التي بادلته الصمت وسرحت بتفكيرها تنظر للأرض بشرود وقد عزمت امرها على التحقق من الامر بنفسها فلو كان الامر حقيقيا لن تتوانى عن التضحية بروحها لمن هو اغلى منها فليون ليس بشخص عادي بالنسبة لها ولا هو مجرد صديق فقط ، اغمض جيسون عينيه بتعب وهو يعرف تماما ماتفكر به تلك المتهورة ، وهاهو يشاهدها تغادر مجلسهم بدون اي كلمة تُذكر ، فنظر لزاك بنظرة قد فهمها الاخر وقال يسبقه مبررآ .

زاك : لا تلمني لا يارجل انت تعرفها هي لن تقتنع بِفُتات الكلام ولو لم اخبرها كانت ستصرع راسي بتانيبها وكلامها الحاد وتعلم بان ذلك لن يُرضي ذلك المغرور لو رأى بأني اغضبت محبوبته .

وبذكر رئيسهم الثاني حمل جيسون هاتفه من على المكتب وقد ضغط على اول رقم ظاهر على الشاشة وبعد برهة إتاه صوت  اجش ذو نبرة باردة فبادر جيسون قائلا .

جيسون : اعرف إنك مشغول لكن يجب ان تعرف يا سيث بان قطتك المشاكسة تخطط للتحري بموضوع ليون وتعرف طريقتها بالتحري ستؤدي بنفسها للهلاك لذا انا ابلغك بالامر لانها خارجة عن سيطرتي .

زفر الآخر بضيق شديد وقد صمت قليلآ ثم نبس بكلمتين .

سيث : راقبها لحين قدومي .

* * *

قبل إنتهاء العمل بنصف ساعة

نظرت الين لاكثر شخص يثير غضبها وهو يجلس على احدى طاولات المقهى التي كانت قد وضعت بمكان بعيد عن جميع الطاولات الاخرى وضوضاء المكان ، كانت مطلة على مكتب الاستقبال والمصاعد والسلالم تعرف بأنه تقصد وضعها هناك كي يراقب تحركاتها وتعلم جيدا بأنه اتى الى هنا لغاية ايقافها عما تنويه ، ومؤكد بأنها لن تسمح له او لاي كان بان يوقفها عن ماتنتويه . . ذلك الرجل حينما ينظر له المرء لأول مرة سيرى رجلآ ذو هيبة وهالة توحي بقوة شخصيته وهيمنته على اي مكان يتواجد فيه ناهيك عن وسامته المفرطة وتأنقه الجذاب ، لكنها تتجاهل كل ذلك وتركز على غروره وتكبره وبروده الذي لا تزال تراه متعمدآ رغم معرفتها بان هذه هي اطباعه منذ طفولته حسب ماقالته والدته السيدة إيما ، لا تعرف الين لماذا تتصرف معه بعدائية ولا تتقبل اعجابه بها فلطالما فكرت بانه زير نساء بوسامته ورجولته الطاغية تلك ، بل ولا تعرف لما هي تتوتر وتغضب حينما تراه ينظر لها بعينيه الصقريتين السوداء الممزوجة بلمحة من اللون البني المُحبب ، لا يزال يجلس يراقبها بتحدٍ واضح في عينيه ، يعلم جيدآ بأن لا احد يستطيع كبح جماحها غيره ولا احد يستطيع التعامل معها بصرامة غيره حتى ابن خاله المعتوه ليون والذي هو متأكد بأنه ليس اسيرا بل ربما يكون هاربا من تادية واجباته تجاه عائلته الثانية الا وهي "الذئاب الضارية" يعلم جيدا بأنه يقضي الكثير من الوقت في اللهو في النوادي ومرافقة النساء ولكنه متأكد بأن ابن خاله لا يزال يبحث ويتحرى عن قاتل عائلته ووالده معهم فهو ووالدته اعرف الناس بحالة ليون الفتى الذي عانى لفقد عائلته بأكملها ، اما هو فلم يكن افضل حالا منه فقد ذاق من الكأس ذاتها لفقده والده وشقيقته الصغرى اللذان كانا بذلك الوقت في منزل ابن خاله وقد تم قتلهم مع خاله وزوجته وولديه ، لا يعلم ان كان محظوظا كون والدته كانت مشغولة بالاعتناء به إنذاك ولم ترافقهم لبيت خاله ام هو تعس وحزين ليفكر هكذا كي يزيح الغضب والالم عن قلبه مؤقتا ففقد شقيقته الصغرى ذات الروح المرحة القوية والطائشة المتهورة التي كانت بمثابة الروح لمنزلهم والضحكة التي تُحييهم قد نزع منه كل ذرة فرح او بهجة او حتى تعاطف مع اي كان حتى اتت تلك التي كانت تشبه شخصية اخته الشقية لحدٍ ما ، ولم يعلم وقتها بأنه قد وقع إسيرا لحبها وهاهو يدفع ثمن حبها بصدها ونفورها منه لا يعلم ما الخطأ الفادح الذي اقترفه ليجعلها تنفر منه هكذا فهو لا يغفل عن كل حركة ورد فعل يصدر منها حينما يواجهها او يتواجد بذات المكان التي هي فيه ، ولا يندم حينما اخبرها بأنها له وتخصه وحده فهاهي تحذر من اللقاء باي رجل غير من يكلفه هو بحمايتها ومراقبتها خوفآ من تهورها الذي دائما مايسبب لها المشاكل والاذى ، اما اليوم فالوضع مختلف فهي تنوي الذهاب للروسي والتحقق من امر ليون بنفسها وهو بالتاكيد لن يسمح لها بذلك حتى لو كان الثمن ان تمنعه من لقائها لاسبوع او اكثر كما فعلت في المرة السابقة بعدما شكته لأمه التي أنبته كطفل صغير اقدم على فعل شيء قد نهته عنه ، فقامت والدته بدورها في القاء امرها بأنه ممنوع من رؤيتها واللقاء بها وجها لوجه باي مكان لمدة ثلاثون يومآ ولولا تدخل جيسون وزاك لنفذت امرها لكنهما استطاعا تقليص المدة لاسبوع فقط كونهما يعلمان بعشقه لتلك القزمة ذات المزاج الصعب ، ولم يكن عشقه لها يخفى عن والدته الصارمة ، ويعلم جيدا بانه لو اعجب بفتاة غير الين لما احبتها والدته ، لكنها تحب الين كثيرا كونها قضت اعوام متواصلة في العمل معها واختبرتها ايما كثيرا لتصل لهذه المكانة لديها فقد كانت الين محل ثقة وامانة لدى الجميع وليس والدته فقط ، يذكر حينما عرفت بأمر اعجابه بها في بداية الامر كيف حاولت ابعاده عنها وصده حتى انها قامت بفصل الين من العمل مؤقتا ، واوهمته بانها فصلتها بشكل نهائي ، حتى رأت انتكاس حالته وشرود فكره الدائم والهالات التي احاطت عينيه الحادة تأكدت والدته بانها قد تاخرت كثيرا وان ابنها قد عشق تلك الفتاة فعادت الين للعمل وعاد ليراها يوميا ورجعت الدماء لوجهه ، ابتسم حينما تذكر جيسون وهو يخبره بان والدته لم تفصل الين بل اعطتها اجازة طويلة مع راتب جاري محاولة ابعادهم عن بعض كي لا تتاذى الفتاة وليس خوفا على ابنها وحينما رات بان حاله تسوء اعادتها امامه ، فبالنهاية هو اخر ماتبقى لها من عائلتها الصغيرة ولا تستطيع التفريط به او ان تراه يتالم ولا تحرك ساكنا ، عاد بفكره للواقع بعد ان لاحظ انتهاء العمل وخروج جميع الموظفين الا هي فنهض من مكانه متوجها لغرفة تبديل الملابس وبدون ان يستأذن او يطرق الباب دفعه ودخل وهو يبحث عنها بعينيه حتى وجدها واقفة ترتدي قميصها الابيض ولا تزال لم تغلق ازاره بعد فظهر لناظريه اعلى نهديها الظاهرين من حمالة صدرها ، فوقف مكانه وكأنه تعرض لتعويذة الجمته عن الحركة كان ينظر ليديها وهي تتجه لطرفي القميص تمسك الزر تلو الاخر تغلقه حتى وصلت لاعلى صدرها لتغلق الزر الاخير فشهق بضيق وهو يشعر بأنه يختنق لا يريدها ان تغلقه وليس باستطاعته ايقافها عن ذلك فلو عرفت بانه رأى ما ظهر من جسدها الصغير لاتهمته بأنه مُختل او متحرش يتربص بها ولن تعذر حبه وعشقه وهوسة المريض بها ، فهي لا تؤمن بالحب كما اخبرته حين اعترف لها ، او بالاحرى حينما ابلغها بانه يحبها بطريقته الخاطئة انذاك، اكملت ارتداء ملابسها وسترتها ، ومن ثم حملت حقيبتها واغلقت خزانتها ، وحينما كانت تخرج وصلت قرب الباب حيث كان يقف سابقا ، واستنشقت عطره الذي خلفه ورائه اغمضت عينيها قليلا وعلت وجهها شبه ابتسامة اخفتها سريعآ فقد عرفت من عطره انه ينتظرها في الخارج، ثم خرجت فوجدته يستند على الجدار منتظرآ اياها .

المافيا والحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن