ثوران " 🌋

205 40 24
                                    

- أهلاً . *
......التفت له ليرى رجل لم يتعدى عمره الخمسين شتاءً ، لم يَرُد التحية ليست قلة احترامٍ منه، بل ليست لديه القدره الكافيه للكلام او لبَدأ حديث سينتهى بوداعٍ اخر ، لقد سئم الوداع و المغادرة و كُلَ ما له علاقة بالفراق ... لقد خذله الزمن حتى جعله يفارق كل من يحب جميعهم غادروا ألَيسَ الوداع دون إعلام الطرف الاخر يُعتبرُ ظلماً ! أليس من العدل ان يعرف الشخص متى سَيُترَك ام ان صدمة الرحيل تكون لذتها اكبر لللراحل !
الرجل : هتقولي اتفضل ولا اروح مترح ما كنت ؟ *

انه صوت الرجل من جديد لكن هذه المرة نبرته قد تغيرت ، اصبح فيها شئ من الحزن الواضح عليها و كأنهُ شعر بِعدم رغبه الآخرين بهِ فقد تخلى عنه كل من حوله لكن ليس بالوداع هذه المرة ، انما بالإهمال ، اصبح الكل يهمله بعد ان فارقة زوجتهُ الحياة ، و كأن الحياةً تأخذ منا ما نعتقد انه اسعد ما بها لتعوضنا بغيره فيما بعد و كأنها اتفقت على ان تجمعهما سوياً ،احدهما فاقد و الاخر مُهمل ليُقسِما العبئ على نفسيهما ...
نظر آدم للرجل الذي يقف بجانب الطاوله ينتظر بفارغ الصبر كلمة ​تفضل​ لكن تظهر على ملامحه علامات البرود و عدم الاكتراث للجواب ..
آدم : أأأسف ، اتفضل اقعُد *
قالها بتلعثم مشيراً الى الكرسي الذي بالجهه الاخرى من الطاولة يحاول رسم ابتسامه بسيطة على وجهه ...... جلس الرجل بينما يبتسم هو الاخر كأنهم في لوحة "موناليزا " كلٌ منهُما يحاول إظهار اكبر قدر من الرضى بالحياة رغم كم الحزن الذي بالداخل .
آدم : يوسف ،اسمي يوسف ...
قالها الرجل بينما يوجه نظره الى آدم الذى كان شارداً بالطريق ، ظل آدم شارداً حتى شعر بصوت يأتي مت أمامه ...
يوسف : و أنتَ ؟
آدم : آدم ...

تخللت الذكرياتُ و حاصرت تفكيره فور سماع الاسم...
.
.

-* مبروك، جالكم توأم زي القمر يتربى في عزكوا ... حضرتك هتسميه اية ؟ *
ابتسم و هو يتلقى تلك الكلمات من الممرضة التي كانت تقف بالقرب منه .
= آدم و أسيل ، هسميهم آدم و أسيل .
ابتسمت له زوجته من على سرير المستشفى و هي بالكاد يمكنها فتح أعينها ثم أعطت الطفلين لِأيمن الذي حملهما بين ذراعيه و هو في قمة السعادة و الفرح شعر و كأن الحياة ابتسمت له و كأنه اسعد من على هذا الكوكب البائِس ، لم تتمالك دموعه نفسها مش شدة الفرح و اخيرا ، و اخيراً اصبح الحظ لصالحة و لو لمِرة ..
.
.
.

آدم : هو اسمي حلو اوي كدا ؟
نظر الرجل لآدم الذي تبدو على ملامحه نظرات التعجب مع ابتسامة ساخرة فبالدله تلك الابتسامة رغم ما يحملة من عواصف تفكير تكفي لأن تهدم العالم إذا خرجت من تلك الجمجمه ،قطع تلك العواصف التي هدأت مجدداً فور ما سَمِعَ صوت آدم من جديد ليقول :
آدم : طب هو حضرتك تعرفني ؟ او كنت عايز حاجة مُعيَنه مثلا !
يوسف : لا يابني بصراحة انا كل يوم باجي هنا و بشوفك قاعد لوحدك ولا معاك حد و لا بتكلم حد و استغربت فا حبيت النهردة أجي اقعد معاك ، دا إذا مش هدايقك يعني .
ضحِك آدم ضحكة ليس بها اي نوعٍ من الفُكاهه علت صوت ضحكاته في المكان لتنير تلك الضحكة وجهه لكنها لم تكن نابعتاً من قلبه البته بل ضَحِكَها استهزاءً بما قاله الرجل ، توقف فجأةً عن الضحك ثم نظر ليوسف و قال :
آدم : يعني انا صعبت عليك فا قلت تيجي تونسني صح !
يوسف : لا يابني الموضوع مش ك......
قاطعهُ بنبرةً حادة و هو يقول :
آدم : لا انا فهمت الموضوع ... عن إذنك *

تاركاً يوسف امام ذلك الكرسي الفارغ و الرأس الذي يكادُ ينفجر من شدة التفكير ..
حتى آدم لم يعرف لماذا قام بهذا التصرف رغم سخافته و تضخيمه للأمر لقد بدا الرجل و كأنه يحتاج إلى التكلُمِ معه لكن كثرة الضغوطات الذي يتعرض لها هذه الفترة تجعله يشعر و كأن العالم كله ‏ ‏تَآمَرَ لِجعل عقله يكاد ينفجر من شِدة التفكير فيما يتعرض له ، قرر الذهاب للبيت الذي يوجد فيه أطيب مخلوقات الارض و أكثرها تفهماً له... والدتُه
فتح الباب بِرفق كي لا يوقظ أحداً فهو يعيش مع اختهِ البالغه من العُمر السبعة أعوام و أمِّه ذات الثلاثة و خمسون سنة ، يغلق الباب بِحذر كي لا يصدر صوتاً ... يشعر و كأن احداً ما خلفه و ...
لانا : *هععععععععع *

آدم : يابنت ال...مش قُلتلك خمستلاف مرة متخضنيش كدا ...
قالها بضحك و هو يُدغدِغُ بطنها لِتنفجِرَ ضاحِكَتاً حتى تصدح ضحِكاتها في البيت لتنشُرَ به السعادة و البهجة .. مجرد صوت ضحِكاتها الصغيرة تُشعر كلٌ مِن آدم و فريدة (والدتهُما) بالفرح ، بإن السرور يغمرُهما فهي اصغر أفراد العائلة و كانت المفضله لدى أحمد (الأب ) الذي توفى بعد وِلادتها بِعامين ...
لانا : خلا ص خا لا ص اس فة كفاا اية هموووت
آدم : عشان تبقي تحرمي تعملي كدا تاني.
قالها و هو يستلقي على الأريكة لكي تفعل هي المثل على الأريكة المقابله و هي مبتسمة تلتقط انفاسها ، ليبدأ بسؤالها عن سبب سهرها لوقتٍ مُتَأخِر كهذا و هو يحول نظره إليها ليجدها تفرك في عينيها الذي بدأ النعاس بالتسلسل لجفونِها ليبتسم هو و يبدأ بإنزال جِفنهِ ببطىء يوحي بإن النوم قد فاز في معركة بعد ما قد اتحد مع الإرهاق ليُشكلان فريق يهزم استيقاظه .


اعذروني عن الأخطاء الإملائية ! 🙂♥️
رأيكم بأول بارت مهم جدا بالنسبة لي 💞
Vote +comment , makes me happy ""🤸🏻‍♀️🌸
اكمل او لا ؟
البارت الثاني بعد 20 vote و 10 comments ''💕
وداعاً كبكيك 💜💜🥧.

A D A M |  آدَمُ ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن