سألت الفراشة نفسها وهي تطير حول مصدر دفئها الوحيد.
'لماذا تطيرين حول هذه الشمعة؟
'إنك إن أقتربت أحترقت.
'لما لا تبحثين عن غيرها يكون نورها بلا نار و دفئها بلا إحتراق؟'
فقررت الفراشة أن تطير بعيدا بحثا عن مصدر للدفء و النور غير شمعتها. طارت الفراشة و سمعت الشمعة تناديها
"أرجعي فإنك لن تجدي غير لهيبي يدفئك و لا نور غير نوري يبصرك."
لكنها صمت أذنها عن نداء شمعتها و طارت بعيدا بكل قوتها. خشيت أن تنظر ورائها فيسحرها نور الشمعة و تعود ثانيا. أخذت تطير و تطير بلا توقف ولا راحة.
في اليوم الثالث نظرت حولها فلم تجد غير الظلام الدامس.
ولم تشعر بغير البرد القارس.
وأيقنت أنها لن تجد غير شمعتها لتدفئها و تنير حياتها.
قررت أن تعود إلى الشمعة تستسمحها و تستظل بنورها. نظرت من بعيد وجدت نور شمعتها ينير طريقها. بدأت رحلة العودة ولكنها متعبة تشعر بالآلام في كل جسدها. أجنحتها لا تستطيع الحراك. فماذا تفعل وهي إن أنتظرت لتستريح سوف تتجمد ......
'طيري لابد أن تطيري تحركي يا أجنحتي لا تخذليني.'
أستجمعت ما تبقى من قوتها و لكن في اليوم الرابع بدأت تشعر بقلبها يتجمد وأجنحتها تتثاقل من الجليد والإرهاق. فقاومت بكل ما لديها من حب للحياة حتى تعيش و تعود لرفيقتها الشمعة.
لكنها تهاوت وسقطت وسكنت الأجنحة وأيقنت أنها لن تعود لنورها ودفئها ثانية.
نظرت للشمعة من بعيد وتمنت لو أنها كانت بجوارها حتى لو أحترقت بنورها وذابت في مصهورها. فإنها ستكون مع رفيقتها حتى بعد الموت تمنت لو أنها أحتضنت نار شمعتها و أمتزجت بمصهورها حتى يكونا شيئاً واحداً بعد هذه الحياة.
ظلت تنظر لشمعتها من بعيد و تتمنى، حتى ماتت وحيدة في البرد والظلام وأخر ما قالته
سامحيني يا شمعتي لقد تركتك والآ يموت كل منا وحيدا في الظلام.
سامحيني