الفصل الأول

786 16 0
                                    

#إغتيال_زوجتي
الفصل الأول

-" لا يمكنني قتلها إنها ....إنها حبيبتي !"
-" أنت تعلم طبيعة عملنا جيدا ..لا تحكمنا عواطف ولا تثنينا أي مشاعر وإلا سننتهي اليوم قبل غد !"
-" أي مشاعر ...أنت لا تفهم ....إنها ...إنها حبيبتي ...وفي غضون شهور ستكون زوجتي ...كيف !كيف تخبرني أن أقتلها ؟؟ "
-" أم أن تقتلها أنت ..وإما ستتركها لنا وحينها ستتمنى لو أنك فعلت !"
ظلت هذه المحادثة تدور في ذهنه منذ أن رحل قائده تاركا له الخيار ...إما يقتلها أو يدع غيره يقتلها ...
بقي يبحث عن سبب لكنه عاجز عن ذلك ....
يقولون أنها خطر على منظمتهم !
فكيف تمثل مهندسة حديثة الخرج خطرا على كيان متمرس بحجم كيانهم ....
لم يعد يعلم ماذا عليه أن يفعل ؟
هل يطيع الأوامر ...ايقتل روحه بيده ؟
أم أم يعصيها وحينها سيقتلونهما معا !
مر الليل سريعا وإنقضت تلك المهلة التي أعطوها له كي يفكر في الأمر ..ويقرر ...
ومع بزوغ الفجر لمعت في ذهنه فكرة ...ليست بالمثلى ولكنها ستؤخر تنفيذ حكم إعدامها ولو قليلا ...
إلتقط هاتفه ليضرب بضع أرقام غريبة يطلب بها مقابلة شخص هام ....
ليرتدي ملابسه متناولا سلاحه مستقلا سيارته نحو وجهة مهجورة على أطراف مدينة ساحلية شمالية ....إستغرق وصوله لها ساعة ونصف ...ليهبط من سيارته ...متعرضا لتفتيش ذاتي أٌخذ منه سلاحه ليسلمه للحراس قبل أن تعصب عيناه ...ويسوقه حارسا ليلقى قائد لا يعلم عنه سوى أنه الأمر الناهي في هذه المقاطعة التي ينتمي لها .طلب مقابلته فوافق جزاء إخلاصه في عمله ......
حين أجلسه الحارس ....شعر بنعل حذاء يطرق الأرض طرقا ...حتى هدأ الصوت وصوت أزيز الكرسى الخشبي يخبره بجلوس أحدهما ...حينها هتف بأدب :
-" سيدي هذا أنت !"
مضت دقائق من صمت رتيب ...قبل أن يسمع صوت رخيم يهمس بفخر :
-" تشوقت لرؤيتك ...فأنت المنجز ...هذا الذي ينفذ أي مما يطلب منه ...أتعرف لولا توصية سليم بك لهفت روحك للسماء حين تجرأت وطلبت رؤيتي ! أكل هذا لأجلها !"
لم يجيب ...فأعاد الرجل سؤاله بطريقة أخرى ليهتف :
-" ألهذه الدرجة تحبها !"
لم يجيب ...فهتف الرجل حانقا :
-" غبي ...تخلق لنفسك نقطة ضعف من لاشئ ...أنت ..أنت هكذا تهدد عملك وحياتك !"
حينها فقط هتف نعمان بضيق وهو يحاول التحكم بأعاصبه ونبرة صوته :
-" لا أعلم كيف تمثل علينا خطر ...ولكنني أضمنها بحياتي ...سأتزوجها اليوم قبل غد ...وسأجعلها فرد منّا حينها لن تجرؤ أبدا على خيانتنا !"
تهكم الرجل وهو يهتف ساخرا :
-" يبدو عرضا سخيا ...ولكن ..مالذي يجبرني أن أوافق عليه ؟!"
-" لك ما تريده !"
-" لو نجحت في ضمها لنا ...سنرى حينها !! أمامك أربعة وعشرون ساعة وسأحضر زفافكما بنفسي !"
تهلل وجه نعمان وخياله يصور له أنه حقا نجح في إقناعه قبل أن تنسل السعادة الواهية من جوفه وهو يسمع صوته البارد يهمس في أذنه :
-" لا تظنها النجاة ...هي فقط بداية الجحيم !"
ظلت هذه الجملة تتردد في أذنه في طريق عودته ...ولكنه قرر وللحظة أن ينحي كل شئ جانبا حتى يضمن حياتها ....حينها فقط سيفكر !
.....
كان اسفل منزلها حين حطت قدمه المدينة ...هبطت له بوجه مبتهل شغوف ...لا يظن أنه محكوم عليه أنه يغادره النور للأبد ...
ما أن وصلت أمامه حتى هتف بها :
-" يجب أن نتزوج ...اليوم !"
لكمته بصدمة لم يحسبها وهو لا يستوعب جملتها وهي تهمس بتهكم :
-" هل جائك أمر قتلي !! أم هذه مبادرة منك لحمايتي !؟"

إغتيال زوجتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن