الفصل الثالث

117 5 0
                                    

الفصل الثالث ..

-" نعمان أنا أعمل مع الشرطة !"

إنتفض من مكانه ...يبعدها عنه ...يهب من مجلسه كأنما لدغه عقرب مسموم ....

مسحت دموعها وهي تحاول إستيعاب إنتفاضته .....

لتسمع يصرخ بها بقوة :

-" ماذا ؟؟؟ هل عدت بعد كل هذا الوقت لتكوني جاسوسا علي قمر !!"

لم تحسب أدا أن يفسر عقله الأمر بهذه الطريقة ....صرخت تنفي التهمة عنها بقوة :

-" لا ...والله أبدا نعمان ...كيف تفكر هكذا !؟"

إزدادت صدمته ...لا تنطلي عليه برائتها هذه المرة ....مدت ذراعها لتحتضن ذراعها فنفضه عنه وهو يصرخ بإستنكار :

-" لا يوجد طريقة أخرى لتفسير الأمر قمر ....أنت هنا لأجل عملك ....لأجل إنتقامك ...وما أحسبه أنني مجرد خطوة نحو هدفك !!"

إزداد إنهما دموعها ولم تعد تتحكم بعيونها أكثر من ذلك ...

لا ليس نعمان ....لن تخسره مجددا ....ليست مؤهلة لخسارته هو الآخر ....

ولكنه لم يعد نعمان ..,على حين غرة تحول لوحش كاسر كأنما لتوه تحرر من قيوده ليصرخ بها مجددا :

-" لماذا عدتي قمر ؟؟ لماذا لم تسلمينني للشرطة ! لماذا ؟!"

نظراته تتأملها بإزدراء ...وملامح الشعور بالخذلان ...الشعور بالغدر ...الخيانة ...سادت ملامحه

يلقي بها نحو إتهام هي بريئة منها ....لا لن يجرها وهو لهذه الهوة المستعرة ...صرخت قمر بقهر :

-" لأنك حبك كان دائي دوما نعمان !! "

طفقت تومأ برأسها رفضا وهي تصرخ بهستيريا :

-" لا نعمان ....لست أنت أيضا لن تجرمني بذنب لم أفعله ....لم أكن لأخونك ولو كان الموت خياري الثاني .....أنا أحبك ...أنت الوحيد الذي أحببته نعمان ....لم أفعل ...والله لم أفعل ...."

لم تعد تتحمل هذا الضغط المستمر على أعصابها منذ أن سلكت إنتقامها ....

لم تعد تتحمل أ، تعيش في قالب لا يلاؤمها ...فتضطر كل يوم للتخلي عن جزء من روحها فقط ليناسبها ...ليخفيها عن أعين الناس بكسوة القوى ....قوى واهية ليست منها وهي أضعف من طفل فقد أهله في ضارية ....بل هي هكذا ...فقدت أبوها برصاص عصابة مجرمة أمام عينيها وفقدت أمها حزنا عليه ....ماذا عليها أن تفعل !!

تحركت نحو طاولة كبيرة تتوسط اصالة ...يعلوها صورته ...وهو صغير وأخرى وهو كبير !

و ....وصورتها ...وهي صغيرة ....متأكلة الأطراف لتعرضها لحريق كاد يأكل ملامحها كما أكل روحها ...صفقت إزاز الطاولة بقبضتها لتدمي يدها دون أن تشعر وهي تتناول الصورة صارخة :

-" هذه أنا !"

-" وهذا أنت ...هذه صورتك ....لم تكن معي ولكنها حفرت في خيالي ...صبرت أيامي وأنا أمني نفسي يوما بالخلاص ...بالنجاة ....شحذت منها القوة وأنا أقاومه ...أدعو الله أن يجمعني بك !!"

إغتيال زوجتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن