|مَحمود دَرويش|

860 33 7
                                    

قصيدة "وعاد في كفن"

يحكونَ في بِلادنا يحكونَ في شَجنْ
عن صاحِبي الَّذي مضَى
و عادَ في كَفنْ
ما قالَ حينَ زغردَت خطاهُ خلفَ البابْ
لأمِّه:
الوَداع! ما قالَ للأحبَابِ ، للأصحابْ:
موعدُنا غَدًا!
ولَم يَضعْ رسالةً كعادةِ المسَافرين
تقولُ: إنِّي عائدٌ وتسكتُ الظنُون
ولم يخطَّ كلمةً
تضيءُ ليلَ أمِّه
التِي تخاطبُ السَّماء
والأشياءْ
تقولُ: يا وسادةَ السرير!
يا حقيبةَ الثِّياب!
يا ليلُ!
يا نجوم!
يا إلهُ!
يا سحابُ!
أمَا رأيتُم شاردًا عيناهُ نجمتَانْ؟
يداهُ سلَّتانِ من ريحانْ
وصدرُه وسادةٌ النُّجوم
والقمَرْ
وشعرُه أرجوحةٌ للريح والزَّهرْ.

-

قصيدة "رسالة من المنفى" والتي يوجِّه فيها محمود درويش الخطاب من منفاه إلى وطنه وذكرياته فيه، وتبدأ القصيدة بالمقطع التالي [٤]:

تحيةً وقبلةً وليسَ عندي
ما أقولُ بعدْ مِن أينَ أبتدي؟
وأينَ أنتهي؟
ودورةُ الزَّمان دونَ حَدْ
وكلُّ ما في غُربتي
زوادةٌ فيها رغيفٌ يابسٌ وَوَجْدْ
ودفترٌ يحملُ عنِّي
بعضَ ما حملْت بصقتُ
في صفحاتِه ما ضاقَ بي من حِقدْ
من أينَ أبتدي؟
وكلُّ ما قيلَ وما يُقال بَعد غدْ
لا ينتَهي بضمَّةٍ أو لمسَةٍ من يدْ
-

من قصائدِه الشهيرة أيضًا قصيدة "مديح الظل العالي" وهي القصيدة الأطول من بين قصائده، وهي عبارة عن قصيدة ملحمية من روائع الشاعر محمود درويش، كتبها بعد أحداث بيروت جمع فيها بين الصمود الفلسطيني والخذلان العربي المُخجل، ومن مقاطع هذه القصيدة الشهيرة [٥]:

هي هجرةٌ أُخرى

فلا تكتُبْ وصيَّتكَ الأخيرةَ والسَّلاما

سَقَطَ السقوطُ وأنت تعلو

فكرةً ويداً وشاما!

لا بَرَّ إلاّ ساعداكْ

لا بحرَ إلاّ الغامضُ الكحليُّ فيكْ

فتقمَّصِ الأشياء كي تتقمَّص الأشياءُ خطوتَك الحراما

واسحبْ ظلالكَ عن بلاطِ الحاكمِ العربيِّ حتَّى لا يُعَلِّقها وساما

واكسرْ ظلالك كُلَّها كيلا يمدُّوها بساطًا أو ظلاما

كسروكَ، كم كسروكَ كي يقفُوا على ساقيك عرشا

وتقاسموكَ وأنكروكَ وخبَّأوك وأنشأوا ليَديك جيشا

حطُّوك في حجرٍ، وقالوا: لا تُسَلِّمْ

ورموك في بئرٍ، وقالوا: لا تُسَلِّمْ

وأَطَلْتَ حربَكَ يا ابن أُمِّي

ألفَ عامٍ ألف عامٍ في النهارِ

فأنكروكَ لأنَّهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرارِ

هم يسروقون الآن جلدكْ

فاحذرْ ملامحهم وغمدَكْ

كم كنتَ وحدكَ

يا ابنَ أُمِّي يا ابنَ أكثرَ من اب

كم كنت وحدك
**

ن قصائد محمود درويش أيضًا قصيدة بعنوان "قصائد عن حبٍّ قديم" وفيما يلي أحدُ مقاطعها [٦]:

على الأنقاضِ وردتُنا

ووجهَانا على الرملِ

إذا مرَّت رياحُ الصيفِ

أشرعنَا المناديلَا

على مهلٍ على مهلِ

و غبنَا طيَّ أغنيتَينِ، كالأسرَى

نراوغُ قطرة الطَّلِّ

تعالي مرَّةً في البالِ

يا أختاهُ!

إنَّ أواخرَ الليلِ

تعرِّيني من الألوانِ و الظلِّ

و تَحميني من الذلِّ!

و في عينيكِ، يا قمرِي

القديمَ يشدُّني أصلي

إلى إغفاءَةٍ زرقاءَ

تحتَ الشَّمس والنَّخلِ

بعيدًا عن دُجى المنفى

قريبًا من حِمى أهلي

--
مُرُّ باسمِكِ إذ أخْلو إلى نَفَسي 

  كَما يمُرُ دِمَشقيٌّ بأَندَلِس

هُنا أَضاءَ لكِ الليمونُ ملحَ دَمي 

  وهَا هُنَا وقَعتْ ريحٌ عَنِ الفَرَسِ

أمرُّ باسمك لا جَيشٌ يُحاصِرُني   

ولا بلادٌ كأنِّي آخرُ الحَرَسِ

أَوْ شَاعِرٌ يَتَمشَّى في هَوَاجسِهِ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 23, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شعر و شعراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن