لقاء
في إحدى الليالي زارني الله. أخبرته برغبتي بأن أكون نبيا. لم يعترض على ذلك ولم يرفض طلبي. ولكنه وضع شرطا غريبة و قال لي: إذا نفذت هذا الشرط سأمنحك الفرصة.
في تلك الليلة دار بيننا حديث طويل. تحاورنا بطريقة بعيدة عن الأطر الرسمية. كأن ذلك اللقاء لم يكن الأول بيننا. كأننا نعرف بعضا منذ زمن طویل. هذا الانطباع تكون لدي من سياق التخاطب الودي الذي ساد حوارنا. رغم سعة ما دار بيننا إلا إنني آثرت عدم التطرق إلى أسباب الزيارة. تقصدت عدم الخوض في ذلك لأنني وجدت في هذه الزيارة فرصتي الثمينة التي قد لا احظى بها ثانية...
إنها فرصة العمر التي كنت أتأملها منذ زمن طويل. لذلك سارعت باغتنامها. بدون أي حرج أو تردد قدمت له طلبي وأخبرته بما أطمح إليه . وضعت الطلب بين يديه وأنا مطمئن. إحساسي بالطمأنينة كان ناتجة عن قرب الرب مني. أدركت قربه مني على الرغم من كون لقائنا قد تم في المنام...
هذا اللقاء بمجرياته المتشعبة اختصر لي الطريق. لم أكن في السابق قد مررت بحالة اطمئنان مشابهة لما أحسست به في تلك الليلة. وأنا
أقف أمام الرب اكتشفت نوع النظرة التي ينظر بها إلينا. أدركت مدی اهتمامه بنا. إنه منشغل بنا بصورة لا نتوقعها. عرفت أيضا بان هناك حالة اتصال قد تكونت بيني وبينه وإن هذه الحالة لن تنقطع بعد هذا اليوم. هذا ما جنبني عناء البحث والتقصي. لقد تم حسم موضوع وجود الله. انه موجود بداخلي. له مستقر داخل ذاتي. لم أعد بحاجة إلى التوجه إلى السماء. اتفاقنا تم هنا. على الأرض. بطريقة بسيطة وبعيدة عن الشكليات القديمة التي كان يتم إتباعها عند إصدار المراسيم الإلهية الخاصة بتكليف الأنبياء...
خطوة واحدة فقط. بعدها تصبح مؤهلا لحمل صفة النبي.
إشارة الرب هكذا وصلتني
ومن هنا كانت البدايه البداية.