البارت الأول

180 60 21
                                    

عدت برواية جديدة والتي نزل تقريرها من زمااان والذي مالقي ترحيب كافي،لكن لا بأس أتمنى أن تدعمو الرواية أكثر

_____________
Flash back

"أمي أين نحن ذاهبان"
سأل الصغير أمه بفضول ،لكنه لم يتلق أي رد
"أمي لماذا سنذهب ونترك هذا المكان"عاود الصغير السؤال بطريقة أخرى لكن بدون جدوى،نثر الطفل يده من قبضة سيدة في عقدها الثالث وتوقف عن المضي للأمام إلتفتت إليه المدعوة أمه منتضرة إستفسار لفعلته لكنه لم يقابلها سوى وجه عابس لطيف فأدركت أنه لا مفر من عناد الصغير لمعرفة الحقيقة فجلست على ركبتيها قبالته ومسحت على رأسه بحنان رادفة"يا بني لم يعد هذا المكان آمن كالسابق وإن لم نرحل الأن فقط سنتأذى"
إلتفت الطفل حول نفسه وتأمل طول الأشجال من حوله وخضرة العشب وتفتح الأزهار وخرير مياه النهر الصافية ثم أردف رافعا حاجبيه"لكنه المكان الوحيد الذي أحبه والذي عشت وترعرعت به ولي به أصدقاء كثر "أنزلت الأم كفها لخد إبنها فمسحت عليه بلطف "يا صغيري هؤلاء ليسوا أصدقائك هم فقط حيوانات أليفة"
"كيف لك أن تقولي أن لأرانبي وقططي وعصافري ليسوا أصدقائي ،أيضا لا يوجد مكان في العالم أكثر دفئا من كوخنا الصغير "
تنهدت السيدة ذات الثلاثين بيأس امام صغيرها لتردف بحزن"صغيري جونكوك إسمع لما سأقوله لك الأن ،أباك الذي كان مصدر أماننا وحمايتنا في هذا الجبل لم يعد موجودا بعد الأن عليك أن تنسى هذا المكان وما عشته من ذكريات فيه ،والأن نحن سنذهب إلى المدينة وهناك ستتعرف على أصدقاء جدد وأيضا ستتسجل في الروضة وبعدها ستذهب الى المدرسة وبعد أن تكبر وتتعلم كثيرا ستصبح طبيبا مشهورا كما تتمنى وكما كان يحلم ابوك"
إستمع جونكوك لكلام أمه بتمعن ليقتنع به ويردف بحكمة رغم صغر سنه"أنتي محقة أمي فأبي الذي كان بطلي مات ولم يعد موجود معنا وإذا بقينا هنا بمفردنا سنموت جوعا أو ستأكلنا الحيوانات المتوحشة ،ولهذا من الأفضل لنا أن نغادر"ألقى نضرة أخيرة على المكان وبعدها أمسك بيد أمه ليمضيا قدما
في إحدى القرى البسيطة نواحي مدينة بوسان داخل منزل صغير يحوي أسرة صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد أم وأب وإبنة صغيرة
"أمبر عليك تناول الدواء لما تستمرين بالفرار"
تكلمت سيدة في الثلاثينيات من عمرها وهي تلاحق طفلة صغيرة بملعقة الدواء لكي تشربها إلا أن الصغيرة تأبى شربه"أمي إن طعمه سيء سيء جدا لا أريد شربه بعد الأن"أردفت الصغيرة بدلال بعدما توقفت أمها عن اللحاق بها
"إن لم نشربي الدواء الأن ،لن تخرجي للعب مع أصدقائك"
أردفت الكبيرة بشبه تهديد لتنصاع لها الصغيرة وتشرب الدواء فنقطة ضعفها أن لا تكون قادرة على اللعب والمرح مع أصدقائها .
حل المساء وعاد رب الأسرة من الجبل وإستقبلته زوجته وابنته بترحيب كما العادة وجهزت الزوجة لزوجها حماما دافئا وبعدها تناولو وجبة عشاء بسيطة محتواها فقط القليل من الأرز والبقوليات التي جمعها الزوج من الجبل عندما كان يجمع الحطب
نامت الصغيرة أمبر في حضن أمها ثم وضعتها في مكانها هذه الأخيرة وتوجهت لمكانها أيضا لتبدأ نقاش أخر مع زوجها حول ما ألت إليه الأمور من سوء
"ألا ترى بأن حالنا يزداد سوءا يوما بعد يوم؟أخشى أن يأتي يوم ولن نستطيع أن نشتري لإبنتنا الدواء"
أردفت السيدة ليو لزوجها بعدما اطفأت النور وجلست في مكانها على سرير مهترئ رث مع زوجها الذي يضع يده اليمنى اسفل رأسها مكان الوسادة والأخرى على عينيه
اجابه بتعب :"وماذا نفعل لقد تعبت ؟ماذا يمكنني أن أفعل لا يوجد عمل في هذه القرية وفصل الشتاء على الأبواب ولا يمكنني أن أجمع الأحطاب أكثر من ذلك "
تنهدت تنهيدة طويلة تعبر عن مدى بأسها وأجابته:"أمبر تكبر يوما بعد يوم ،ومرضها في كل يوم يزداد سوءا ،أنا خائفة أن نفقدها اذا بقينا على هذا الحال"

بين المستقبل والماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن