البارب الثالث

129 49 12
                                    


العودة للحاضر

"دكتور جيون حالة طارئة " قالت الممرضة التي أتت راكضة للدكتور الذي كان يراجع معلومات أحد المرضى  أعطى لها الأوراق التي كانت بحوزته ليركض حيث أشارت عن الحالة الطارئة

وصل لغرفة الطوارئ ليبتعد الممرضين من أمامه ليمر للمريض ألقى نضرة على مؤشراته الحيوية ونبضات قلبه ليصرخ للمرضات رادفا "إلى غرفة العمليات في الحال"

المريض لم يكن يحمل أي جرح خارجي لكن أعضائه الداخلية لم تكن بخير قط وكما رأى الطبيب جيون فهو يحتاج لعملية جراحية على الفور

عقم يديه جيدا ثم إرتدى القفازات الخاصة بالأطباء بعدها عدل كمامته ليدلف لغرفة العمليات ليجد الممرضين قد جهزوا كل شيء تقدم من المستلقي على السرير المغطى بالملائات الطبية وجزء واحد من جسمه ضاهر وهو بطنه

"مشرط" أردف الطبيب لتعطيه إحدى الممرضات مبتغاه
"معقم وقطن بسرعة" أردف ثانية إثر الدم الكثيف الذي نزفه المريض عندما حاول الطبيب الوصول لأعضائه الداخلية
"جيد توقف الدم ،ما معدل نبضات قلبه" نطق موجها كلامه للممرض الذي يراقب المؤشرات الحيوية ونبضات القلب للمريض
"جيدة" أردفها الممرض بعدما ذكر المعدل المطلوب

"ملقط" أردفها الطبيب لتعطيه الممرضة بجانبه هدفه
ليمسكه ويشرع في عمله

مضى مايراقب الساعة لتنتهي العملية بنجاح ويخرج الطبيب متنفسا براحة ويتبعه الممرضين والممرضات زافرين بإرتياح كون العملية كانت صعبة مع ذلك نجحت

"كيف هو إبني أرجوك إخبرني ايها الطبيب" قالت سيدة في أربعينياتها تسأل الدكتور جيون أمام باب غرفة العمليات وحالة الهلع والخوف بادية على ملامحها

"تمت العملية بنجاح لاداعي للقلق سيدتي ،إبنك بخير "
امسكت السيدة بيديه شاركة إياه لتنطق بلكنتها الأمريكية "شكرا لك أيها الطبيب"
تقبل شكرها برحابة صدر ليبتسم بحنان ليقول
"لا داعي للشكر ،إنه واجبنا" ثم إنصرف لمكتبه ليأخذ قسطا من الراحة

دلف مكتبه لينزع مئزره واضعا إياه على العلاقة جانب المكتب ثم يرتمي على الكرسي زافرا براحة ويرجع رأسه للوراء مغمضا عينيه مستشعرا بعض الراحة ،لكن ذلك لم يدم طويلا إذ ماهي الا دقائق حتى دلفت فتاة بشعر أشقر وملامح أمريكية مع قوام رشيق ترتدي مئزر الأطباء كونها هي الأخرى طبيبة

تقدمت بهدوء حتى وصلت حيث يقبع فأردفت بصوت هادئ "تهانينا على نجاح عمليتك دكتور جيون"
فتح عينيه ببطئ ليبتسم فور رؤيته لها لينطق
"شكرا لك طبيبة جوليا"
"تبدو متعبا " قالت المدعوة جوليا ليجيبها "أجل قليلا"

"ألديك موعد أثناء وقت الغذاء" سألته مترقبة جوابه بحيث كلما سألته أن يرافقها للغذاء أو العشاء يتحجج بشيء وهذا ما يجعلها حزينة لكنها لم تفقد الأمل بعد

بين المستقبل والماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن