VIII ) خرابٌ مُتوارٍ خلفَ نِقاب

2.3K 306 355
                                    


لمَ تهطِلُ الأحزان على رأسنا دُفعة واحدة ؟

أ لا ينتهج القدر نظام التقسيط فيتسنّى لنا أخذ نفسٍ بين الطعنة و التي تَليها ؟

« صباحكِ جميل »

حيّاها جونغكوك بينما يهمّ بالجلوس على الطاولة متفحّصا لون وجهها الشاحب

« صباحكَ أجمل »

ردّت بصوت ذي بحّة خفيفة تنمّ على التّعب

ظلّ زرقة واضحة يحدّ عينيها من الأسفل  و
شعرها أشعث بخصلات أمامية شاردة على غير العادة

« اليوم ... »

بادر بالحديث بعد أخذ لقمة من صحنه لتتولّى إكمال جملته

« موعد في العيادة لتحديد تاريخ مياشرة العلاج »

همهم مُتّفِقا ليدبر

« لا تبدين بحال جيّد لذا لا داعي لمرافقتي ، ولا ترهقِ نفسك بأشغال المنزل »

أومأت مرارا  كأنها موافقة لتقول

« نعم لن أفعل لأنني سأرافقك »

أعطاها نظرة جعل من عدم الرضا عنوانا لها ثم أكّد بحزم باسطا كفّيه على الطاولة

« لن تأتِ »

قلّدت حركته و حزمها لا يقلّ عن خاصته

« سآتي »

شرارة كهربائية غير مرئية توّلدت في الفضاء الرابط بين أعينهما العازمتين على التحدي لينسحب هو مستويا

« إن أغمي عليكِ هناك لن أتحمل مسؤوليتك »

رسمت تعابير استفزّته لحدّ ما بينما تقول

« سيتكفل أطباء العيادة بذلك ، لا تشغل بالك »

« Bonjour monsieur Jungkook ! »

ألقت المختصة النفسية جوزفين تحيّتها بلكنة فرنسيّة متقنة تنمّ عن كونها لغتها الأم و أعقبتها بابتسامة عريضة بينما تتجه من مكتبها إليهما بخطوات رتيبة زادت هالتها رقيّا

« bonjour mademoiselle Josefin »

ردّ جونغكوك مبتسما بدوره ليسلّما على بعضهما البعض ممّا يعطي لمحة عن كون علاقتهما تخطّت بقليل العلاقة الرسمية لمريض بطبيبته ثم  صافحت ناتالي مستفسرة عن حالها ليفعل الطّبيب المثل قبل أن يجلسوا جميعا

مِثـــل الصّبَـــار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن