XII ) سنزرع شمسا

2.3K 294 338
                                    

" الذي يحبّ ، يحبّ رغم العيوب ، بل يحبّ العيوب أيضا. "

- نجيب محفوظ


« ما الذي تكتبه ؟ »

تساءلت ناتالي و هي تهمّ بالجلوس بمحاذاة جونغكوك و قد بلغ الليل عتيّه

سارع بإخفاء الدّفتر ليجيب باسِما

« بعض التجهيزات للزّفاف »

طأطأت رأسها بخجلٍ أنثويّ فطري فبادر بالسؤال

« بخصوص مراسم الزواج ، أودّ التأكد من أمر
أنتِ هندوسية أ ليس كذلك ؟ »

« بلى ، ماذا عنك ؟ »

ردّت

« لا دينيّ ، عقد الزواج كافٍ بالنسبة لي »

أومأت متفهّمة ثم مالت إليه محتوِية كفّه في حضن يديها

« جانكو يا أكرم اللؤماء
توقّف عن جعلي أشعر بالتقصير ناحيتك بسبب اهتمامك الشديد هذا »

قصَدَت بذلك حِرصه على اتخاذ ديانتها بعين الاعتبار تحسّبا لمراسم الزفاف فقهقه حتى بانت أضراسه استغرابا لموقفها الودود هذا ليتلقّى ضربة على كتفه

« لا تستحقّ الاطراء ، لئيم ! »

هدّأ من ضحكاته ثم قال

« حسنا ، حسنا ...
دعينا نحافظ على أدوارنا المألوفة
أنا أمدحُ و أنتِ تذمّين ، يروقني حسّك العدوانيّ »

شفنته مغتاضة ثم تلبّست الجدية فاتحة سيرة جديدة

« بخصوص تاريخ الزفاف ، هل لي أن أحدّده أنا ؟ »

هزّ رأسه موافقا دون تردّد فصرّحت

« الثالث من أفريل »

كان على بُعد ثلاثة أيام
امتقع وجهه إدراكا لحيثيات قرارها فنبس بصوتٍ آفل

« وددت لو أقتنع أنها صدفة لكنّك امرأة لا تترك للصّدف فرصة »

الثالث من أفريل ، موعد البطولة العالمية للملامكة و التّي ترشّح للمشاركة فيها لولا اعتراض القدر

أعادت احتضان كفّه الذي غدا منتفض العروق غير أنها ارتخت تدريجيا على وقعِ صوتها الليّن أثناء التبرير :

« أ تعلم لمَ اصطفيت هذا التاريخ بالذات ؟
ليتحوّل من ذكرى موجعةٍ إلى أخرى مبهجة
هذا ما سنفعله ما دُمنا سويّا ،
سنزرع شمسًا لكلّ أفق مُظلم »

مِثـــل الصّبَـــار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن