الفصل الثاني

11.7K 356 15
                                    

الفصل الثاني
—————
مر أكثر من أسبوع على سفره الذي كان النافذة الوحيدة التي تتنفس منها تلك الصغيرة تمنت أن يسافر دائما
كانت "آسيا" كل شئ في حياة ابنتها تنفذ لها ماتريد وتعوضها عن حنان ابيها ومكانته في حياتها
لم تسأل "جوري" طيلة الفترة الماضية عن والدها وكأنها نست أن والدها مازال على قيد الحياة
وقفت "آسيا"  أمام المرآة تضع لابنتها اللمسات الأخيرة
سألتها "جوري" بصوت خفيض وهي تتداعب أزارر قميص والدتها قائلة
-ماما هو إحنا هنروح  فين ؟

أجابتها "آسيا" وهي تغمر جسد الصغير بالعطر الخاص بها قائلة
-هنروح عند تيتا مش أنتِ عاوزة تعرفي شكلها إيه وتعرفي اخوات بابا ؟

أومأت الصغيرة برأسها بالإيجاب ثم وضعت يدها في راحه يده والدتها وهي تتحدث بحماس 
-طب يلا بسرعة

ابتسمت "آسيا " على حماس طفلتها كانت تركض خلفها بشكل مضحك خرجت من المنزل متجه إلى منزل والدة سيف الذي يبعد عنها بخمس دقائق فقط ولكنها محرمة عليه كانت تذهب من حين للآخر دون علمه وعندما علم قام بضربها ضرب مبرح وعندما أتت طفلتها منعها منعًا باتاً دائما يتهم والدته بالسرقة وعندما تسأله مالذي سرق منه يتمتم بكلمات غيرمفهومة ولكن كل ما أستطاعت تفسيره هو إن حياته كانت أفضل من ذلك وهي سرقتها لذلك يفعل عكس ماتريده والدته إذاكانت تريد أن يكون على قدر عالِ. من التعليم توقف عن التعليم على الفور وإذا أرادت أن يشاهد أحد رجال الدين ليتعلم كيف يصبح مثلهم يشاهد الأفلام الاباحية كي يزيد من غضبها ظل يفعل عكس ماتريد حتى تبدل من شاب صالح إلى شاب عاق بعيدًا عن ربه ودينه
ولجت المنزل بعد مرور خمسة أعوام منذ آخر مرة جاءت فيها هنا رحب الجميع بها كانت الصغيرة في جو من البهجة والسرور تضحك مع الجدة وتتذمّر مع العمة لمشاكستها
سألت والدته عن معاملة ابنها تغيرت أو مازال يضربها وينهرها

أجابته بحزن وقهر
-ذُل عايشة في ذُل كل يوم شرب ومخدرات وقرف ويرجع وش الصبح دا غير معاملته مع جوري زي الزفت ضرب وبهدلة وأنا تعبت ومش عارفة هو عاوز إيه بالظبط

تنهدت الأم بقلة حيلة وتحدثت وهي تربت على يدها بحنان قائلة
-معلش يا آسيا استحملي عشان بنتك

قاطعتها ابنتها بغضب وغيظ شديدان قائلة
-وايه ال يخليها تستحمل واحد زبالة زي دا ؟

سألتها الأم بنبرة ساخرة
-وعاوزها تعمل إيه ياحضرة المحامية العظيمة

أجابتها بذات النبرة ساخرة
-ترفع عليه قضية وتمرمطه في المحاكم ولا حضرتك حضرتك خايفة على نانوس عين ماما الصغنن

تنهدت الأم وراحت تقول بنفاذ صبر قائلة
-أنا مش خايفة عليه أنا خايفة عليها هي وبنتها أنتِ فاهمة إن هايسكت دا خلاص الله يعوض في

مرالوقت على "آسيا" وهي تجلس في منزل الجدة مع ابنتها عادت ابنتها منهكة ما أن رأت سريرها وضعت جسدها الصغير وذهبت في سبات عميق بسرعة فائقة
تمر الأيام ولم يتصل بها مكالمة واحدة
كانت تظن أنه غارق في علاقته  النسائية كالعادة
وبعد مرور أسبوعان جاءها إتصال من رقم مجهول قامت بالرد عليه مكالمة مدتها دقيقتين علمت من خلالهم إنه زوجها تم نقله إلى المشفى بعد أن تعرض لحادث
اغلقت الهاتف ثم اتجهت نحو ابنتها لتخبرها بأنها يجب عليها الذهاب معها لترى والدها
رفضت الصغيرة خوفا من ابيها
جلست "آسيا" على ركبتها وتحدثت معها وهي تعيد لابنتها خصلات شعرها خلف أذنها قائلة بهدوء
-هو أنتِ مش بتحبي ماما

آسيا للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن