الخامس

116K 2.4K 128
                                    

ذرع شريف الغرفة ذهابا وايابا بقلق فقد ذهب لساجي ليتفاجيء بعدم وجودها وباب الشقة محطم ليعرف بأن صقر مؤكد وصل اليها كما وصل لعمته ليتملكه القلق ويسري الخوف باوصاله وهو يفكر ماذا سيحدث له ان أخبرته ساجي بماحدث وهو لايستبعد هذا الاحتمال وهي شخصيه ضعيفة جبانه مؤكد ستخبره بأمر تلك الليلة وبأن الميراث قد أخذته والدتها واعطته له...
زم شفتيه بخوف فهو هالك المحالة ان وقع تحت يد صقر السيوفي...
لقد حظي اخيرا بأحلامه وامتلك شركته وعاش بمستوى لم يحلم به والان عليه التخلي عن كل هذا والاختفاء عن عيون صقر ....
لا.. هز راسه لتلك الفكرة ولكنها هي الاسلم له حتي يعرف ماينتويه له صقر ومااخبرته به ساجي تلك الغبيه...
......
.....
انحني صقر نحوها بخوف وهو يراها ملقاه علي الارض وقد قطعت احدي شراينها بتلك الالة الحادة ووقعت غارقة بدماءها....
ليهتف بجسار بغضب: كنتوا فين يابهايم وهي بتعمل كدة.. وأية اللي وصل البتاعه دي لايديها
... قال جسار بتعلثم : يابيه احنا بره بنحرسها زي ماسيادتك أمرت ولما سمعنا صوتها دخلت بسرعه لقيتها كدة... والمخزن مليان حديد قديم
صاح بغضب وهو يمسك بمعصمها بيديه يضغط لإيقاف النزيف : لو جرالها حاجة هتحصلها......فين الدكتور ررر؟
اسرع حامد يدخل بالطبيب للداخل ليتفاجيء بتلك الفتاه الغارقة بدماءها.... حاول الطبيب التحدث ولكن نظره صقر اخرسته وانحني  نحوها يتفحصها و يحاول إيقاف النزيف وخياطة ذلك الجرح الغائر وصقر واقف باعصاب تالفه لايتخيل ان تقدم علي إنهاء حياتها بتلك الطريقة..
نظر الطبيب لتلك القطعه الحديدية الصدئة التي استخدمتها ساجي ليقول بجدية : صقر بيه... لازم تاخد الحقنه دي بسرعه عشان التلوث  لان الحديدة دي مصديه ... بس مش بسهولة هتلاقيها
تناول صقر الروشتة من يدة هاتفا بجسار : بسرعه حد يجيب الحقنه دي
بعد مدة كان انتهي الطبيب من خياطة الجرح ولف الرباط حول معصمها وعاد ليدون بعض الأدوية الأخري قائلا  : انا اديتها حقنه مهدئة هتفضل نايمه لغاية بليل.... كمان حالتها مش هتكون سهله الكام ساعه اللي جايين هتبقي معرضة أن تجيلها حمي
انا هكتبلها أدوية تمشي عليها بانتظام ومحتاجة كمادات وسوائل كتير طول الليل
اومأ له صقر ليشدد الطبيب :  غيار الجرح يتغير. كل يوم ولو في اي حاجة اتصل بيا فورا
.......
....
وضعت صفية القهوة أمام رافت الذي القي الهاتف أمامه بعصبيه فصقر لايجيب علي هاتفه قائلة : مالك ياعمي من في حاجة مضيقاك
اخبرها بتلك المكالمه وخروج صقر مسرعا بتلك الطريقة : خايف ياصفية يأذيها
هزت راسها ;  لا طبعا ياعمي صقر مش ممكن يعمل كدة
زم رافت شفتيه بضيق : ماهو اللي عملته ساجي مش شوية  وصقر استحاله يسكت
: بس اكيد عندها سبب ياعمي وهتقوله ليه وربنا يحنن قلبه عليها ويسامحها
قال بأمل : يارب ياصفيه...... منها لله سهام اكيد هي السبب
عاد ليمسك هاتفه مجددا يطلب رقم صقر ولكن دون جدوى
.........
....
حملها صقر ليغادر بها ذلك المخزن باتجاه منزله الصغير الذي يقع شمال البلدة
مددها علي الفراش برفق لتتعلق عيناه بوجهها الشاحب بشدة بينما مرر يداه يبعد خصلات شعرها ليمسح قطرات العرق التي تصببت علي وجهها ليري ملامح وجهها الجميل وهو يتساءل هل يمكن أن تكون مخادعة لتلك الدرجة ....انها بريئه جميلة لايمكن أن تكون تلك المخادعه التي تبجحت امامه بأنها خدعته.. لقد صدقت لعبته الصغيرة ووافقت علي الزواج به بدقائق فلما كانت ستفعل ذلك أن كانت تنتوي فقط اخذ الميراث.. كان يمكن أن تصمم علي الانتظار لليوم التالي حتي موعد الزواج ولكنها اقتنعت بسرعه... لقد كانت بريئة وهو يتناول شفتيها لأول مرة... تنهد مطولا فلا يعقل ان تكون ماكرة و تخدعه لتلك الدرجة .....  توجه لأحد المقاعد ليجذبة ويجلس بجوار فراشها يتأمل وجهها الشاحب...
.... قطبت جبينها برعب وهي تري ذلك الثعبان الكبير يقترب منها شيئا فشيئا لتركض بسرعه تجاه والدتها تحتمي بها لتتفاجيء بوالدتها توليها ظهرها وتبتعد لتجد نفسها في مواجهه هذا الثعبان ومن بعيد وقف صقر ينظر اليها بوعيد.... لتهز راسها بشدة .. لا.. لا انا عاوزة اموت... انا خايفة اوي مش عاوزة افضل هنا.. موتني بقي.....
اقترب منها صقر بسرعه ليري احمرار وجهها المتعرق بشده فقد  تملكت الحمي منها بشده وبدات تهذي بكلماتها الغير مفهومه .....
اتجه للثلاجة الصغيرة بجانب الغرفة ليخرج منها بعض زجاجات المياة الباردة ويفرغها في اناء وتناول احد المناشف ليجلس بجوارها علي طرف الفراش ويبدأ بعمل كمادات باردة لها......
انزعجت ملامحها ماان وضع المنشفه علي جبينها وحاولت ابعادها ليمسك بيدها بيده وباليد الاخري يضع المنشفه مكانها..... ظل هكذا بجوارها ولاينكر بأن قلبه قد اشفق علي حالتها خاصة وهي عادت لهذيانها وبدت مرعوبة خائفة لدرجة افلات دموعها... ارحمني... انا معملتش حاجة.... لا...متسبنيش لوحدي هنا
ظلت تهذي بالمزيد والمزيد ليزم شفتيه بضيق من قسوته التي ارعبتها لتلك الدرجة... عادت لتهذي من جديد بلا وعي.... انا معملتش حاجة...  شريف
ماان نطقت اسمه حتي اكفهرت ملامح وجهه وغلت الدماء بعروقه فهو ظن بأنها تستنجد بشريف لتهتاج اعصابه ويتملك الغضب منه وهو يهزها بعنف يوقظها لتتوقف عن نطق اسمه   : قومي...
انتفضت بين ذراعيه القوية التي تهز جسدها بعنف لتفتح عيناها الغير واعيه لأي شئ بضعف لاترى سوي عينان حادة تطالعها بنظرات مرعبه كالتي امتلأت بهم أحلامها لتنتفض من مكانها برعب واضح ومازالت في غير وعيها..متقتلنيش... انا معملتش حاجة
انهمرت دموعها وهي ماتزال تحت تأثير ذلك الحلم المرعب فقد كان صقر يقتلها وشريف من سلمها له لتحاول الدفاع عن نفسها ولكن هيهات فقد ظن صقر انها تستنجد بشريف منه.... انا... انا... شري....
تعلثمت وهي تجاهد لفتح عيناها ليجذبها صقر من ذراعها بقوة ويعيدها للفراش مرة اخري ماان شعر بقدمها تخور وعلي وشك السقوط ليضع يده علي شفتيها  يوقفها عن قول اي شئ قائلا بقسوة : اخرسي ونامي... نامي قبل مااقتلك فعلا دلوقتي لو نطقتي أسمه مرة تانية
ظل يجوب الغرفة بغضب وهو يتنفس بصعوبه من شدة غضبه فتلك اللعينه تتجرأ وتنطق باسمه في أحلامها....
احترقت اعصابه وهو يفكر بأنها تحلم برجل اخر يريد أن يوقظها ويريها عاقبه فعلتها التي أضافها لقائمة اخطاءها.......
......
..........
ألم شديد اجتاح كل انش بها حالما استعادت وعيها وبدات تحاول فتح جفونها الثقيلة
لتنكمش علي نفسها برعب ماان تذكرت تلك الغرفة المظلمه التي كانت بها  وهي تشهق بخوف ولكن نور الشمس الذي يملاء الغرفة من خلال تلك النافذة الزجاجية الضخمه جعلها تنقل عيناها حولها بحذر تحاول استيعاب مكانها.. لتنتفض من مكانها بخوف ماان رأت صقر يتجهه نحوها.....
ابتلعت لعابها ماان وجدته يقترب منها لتثب من علي الفراش و تتراجع بعيدا وهي تهتف به: حراام عليك..... انت هتعمل فيا اية... ؟!
جذبها من ذراعها قائلا بشراسة : حاليا مش هعمل حاجة....!!
رفعت اليه عيناها الخائفة وقد بدأت دقات قلبها بالتعالي ليكمل : حسابنا طويل ولسة مخلصش بس اعتبريه متأجل دلوقتي لغايه ما تخفي
حاولت إخراج صوتها لتتحدث ولكنه قال بنبره أمره : ادخلي خدي دوش بسرعه عشان تاخدي الدوا بتاعك
هزت راسها : انا عاوزة امشي من هنا
هدر بغضب : لو هتمشي من هنا هترجعي المخزن بتاع امبارح
تشتت نظراتها المرتعبه وهي تتذكر ذلك المكان وفتحت فمها لتتحدث ليهتف بحدة : واقفة مكانك لية.... اتحركي
أشار لهيئتها باشمئزاز قاصدا لتتحرك  : خلصي ولاعاجبك شكلك كدة
غص حلقها من نظراته ليتوجهه للخزانه الضخمه الموجودة بالغرفة يعبث بمحتوياتها
لتجده يخرج احد قمصانه يلقيه نحوها قائلا :البسي ده علي ماابقي اجيب لك هدوم
....
....
نزعت ملابسها ووقفت أسفل المياة الساخنه وجسدها يؤلمها بشدة مما عانته علي يده لتبدو الكدمات جلية علي قدمها وركبتها أثر سقوطها عن الدرج وهو يجرها من عليه كما تلونت بشرة ذراعيها باللون الأزرق لضغط اصابعه عليها لتبكي ساجي بألم وقد تعرضت لتلك الاهانه والضرب علي يديه ولم يفعلها احد قبله انها تكرهه بشدة... انه وحش قاسي لايعرف سوي توجيه الإهانات والضرب
انه غاضب بسبب الورث وليس بسبب هروبها منه فلو كانت واقفت علي إعادة الأموال لما اهتم بمساله هروبها
وقفت امام المرأه الضخمه بالحمام الانيق لترتدي قميصه الكبير علي مضض فهي تكرهه بشدة ولاتحتمل ان يقترب منها اي شئ يحمل رائحته ولكنها مضطرة فملابسها لم تعد تصلح....
كان جالس علي الاريكة التي تتوسط الغرفه حينما خرجت من الحمام وعيناها مركزة فوق الأرضية المفروشة بالسجاد زاهي الألوان تتحاشي النظر تجاهه ليقول بصوته الاجش وهو يشير لتلك الطاوله حيث وضع عليها صينيه بها بعض الشطائر والفاكهه : انا معرفتش اعمل اكل غير كدة... كلي عشان تاخدي الدوا بتاعك
بالفعل كانت بحاجة لتناول الطعام ولكنها لاتريد شئ منه لتقول بخفوت : انا مش عاوزة ااكل...
زم شفتيه بضيق وهو يجذبها تجاه الطاوله لتجلس بجواره علي الاريكة قائلا :وانا قلت تاكلي....
امسك بأحد الشطائر يوجهها نحو فمها الوردي قائلا بأمر : كلي وبلاش، تخليني احاسبك دلوقتي علي كل اللي عملتيه...
مدت يدها لتأخذ منه الطعام ليطالعها لبضع لحظات وقد بدت خائفة منه وشفتيها ترتجف وهي تبتلع الطعام الذي اكلت منه القليل لتقول بخفوت : شبعت
اومأ لها واخرج بضع أقراص من الدواء ليضعهم بفمها ويناولها كوب الماء
شربت رشفه ثم أعادت الكوب للطاوله لتجده يعتدل واقفا وهو  يقول بأحتدام  : انا همشي دلوقتي وانتي هتفضلي في السرير زي مالدكتور قال... لو فكرتي بس رجلك تعتب برا الاوضه دي فليلة امبارح مش هتكون حاجة بالنسبة للي هعمله فيكي
... نظر اليها ثم اكمل بنبرة لم يخدعها هدوءها : طبعا اللي عملتيه في نفسك ده غلط وانا هحاسبك عليه قريب اوي فمتفكريش مجرد تفكير تعيديها تاني والا انا اللي هموتك بأيدي.. فاهمه
ظلت صامته ليعيدها بقوة ارعبتها ; فاهمه
هزت راسها بسرعه ليصيح بحده  : انطقي... فاهمه
قالت بصوت ضعيف : فاهمه..
....
.....
تركها وعاد للمنزل وهو يتوقع ثورة جده التي قابله بها.... عملت فيها اية  ؟
قال ببرود : هكون عملت فيها اية يعني ياجدي
هتف رأفت باحتدام : هي فين؟
: لية؟
:يعني اية.. لية ؟ حفيدتي فين
: حفيدتك تبقي مراتي ياجدي ولانسيت
: لا منستش بس ياريت انت اللي متنكش نسيت انها تبقي مراتك
قال بجمود : لا مش ناسي... مش ناسي ابدا ان مراتي هربت مني عشان شوية فلوس
قطب رأفت جبينه فهو يدرك بأن صقر لن يمررها لها ليقول برجاء يجتذب به شفقه قلبه  : طيب طمني عليها ياصقر... عملت فيها اية ؟!
ظل صامت ليقول رأفت برجاء : طيب خليني اشوفها واطمن عليها... 
قال صقر بغضب من طيبه جده : انت مالك مهتم اوي كدة لية اذا كانت هي مكنش  فارق معاها غير الفلوس ولاحتي سألت عنك
: مهما يكون ساجي حفيدتي برضه
صاح بغضب : حفيدتك... دي تبقي بنت سهام يعني حيه زي امها
قال رأفت بقوة : دي بنت عزيز ابني
سخر صقر بقوة : لا دي بنت سهام ومخدتش من عمي اي حاجة.... كلبه فلوس شبه امها
صاح رأفت بحدة : كفاية ياصقر متتكلمش كدة عن بنت عمك
صاح صقر بغضب اكبر : قلتلك بنت سهام....شبهه سهام وتربيه سهام وطبع سهام... وقفت في وشي وقالتلي انها ضحكت عليا عشان تاخد الورث..
هز رأفت راسه يرفض سماع المزيد ليكمل صقر بحدة : الكلبة دي ضحكت عليا انا.... هربت مني انا.... كانت هتعمل ليا فضيحة... اسمي وشرفي مرغته في الأرض ...... وكل ده عشان الفلوس.. فهمت ياجدي ولا اقول تاني....
قال رأفت بوهن : لا ياصقر متقولش.....مش عاوز اسمع كلام تاني... امسك رأفت بصدره بألم شديد لتلتاع نظرات صقرر: جدي.. جدي مالك....
......
... وقف صقر بجوار جده الذي يتفحصة الطبيب وكل انش به يحترق غضبا وغل منها فهاهو جده يسقط بسببها ليتوعدها بعذاب شديد سيذيقه لها..
....
.. حاول استجماع هدوءه وهو يجلس بجوار جده قائلا : حمد الله على سلامتك ياجدي..
قال رأفت بوهن : عاوز اشوفها ياصقر
ظل صقر صامت لايريد المزيد من المناقشة التي ستزيد من حالته سوء ليقول رأفت بضعف : عاوز اشوفها قبل مااموت
: بعد الشر عليك ياجدي
: عشان خاطري ياصقر متأذيهاش وهاتها هنا
نظر له ثم هز راسه قائلا بتسويف : حاضر هجيبهالك بس كام يوم صحتك تتحسن

...
......
اقتباس.....

انتفضت ساجي من نومها علي ذلك الشئ الذي القاه صقر علي وجهها قائلا : قومي البسي دي وتعالي معايا
سألته بصوت خفيض : هتاخدني فين
قال بقسوة : هترجعي معايا بيت السيوفي
قبل ان تتنفس بارتياح قال ببرود ; بس هترجعي البيت خدامه.. خدامه ليا ولمراتي
اندلعت الدماء بوجهها لاتصدق ماسمعته ليناظرها بحقد : ماهو اصل انا اتجوزت...

اية رايكم وتوقعاتكم .

الروايه كامله علي تطبيق دريمي

وقعت ببراثن صقر..... بقلم رونا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن