على حافة اليأس التي تجسدت في طريق عودتهم تثاقلت بهم المشاعر من خوف وحزن ، و كان الإنهاك والتعب الشديد تمكن من يوكيتو الذي كان واضحا بخطواته المترهلة لكن رغم ذلك كان وجهه لايزال يتحلى بابتسامة غريبة وقد تكون مزيفة انبثقت من أوهام سعادته بالنجاة ، لكن من الواضح أن هيتوري لم تكن تشعر بذلك فقد بدا الشرود بالماضي مسيطرا عليها، لتمشي بتعثر خافضة نظرها للأسفل.
-هيتوري.
صوت النداء المألوف هذا جعل من أعينها الذابلة تشتعل من جديد بلونها الأصفر المميز فترفع رأسها ببطء إذ به هايس يقابلها بنظراته القلقلة قائلا :
-ها أنتِ أخيرا.
أما يوكيتو فقد تفاجأ لرؤيته لتتفتح أعينه بعض الشيء قائلا بنفسه :
" متى . . .هذا الشخص "
يلاحظه هايس بطرف عين فيلتفت إليه مندهشا بقوله :
-أنت . . . يوكيتو، يوكيتو كن أليس كذلك.
فيهز يوكيتو برأسه ببطء موافقا فيواصل هايس قائلا :
-أوه أظن أن هذا ر. . .
ولم يستطع هايس أن يكمل كلامه حتى قفزت هيتوري عليه فجأة معانقة إياه وقد أمسكت بمعطفه بشدة كما لو كانت تود إيقاف دموعها التي انهمرت على خديها مخترقة ابتسامتها الواسعة، فيخفض يوكيتو رأسه بحزن أما هايس فقد أصابته الدهشة ليتسمر بمكانه قليلا من الوقت ثم يلتفت إلي يوكيتو متسائلا :
-ما لذي حدث ؟ ..
يقول ذلك ثم يلحظ فجأة كمية الدماء على ذراعه التي سببتها رصاصة ذلك المجند ليتفاجأ قائلا:
-أنت مصاب كذلك..
فيرفع يوكيتو رأسه مبتسما ثم يلوح بيده المصابة كما لو كانت بخير قائلا :
-لا تقلق أنا بحال جيدة... يمكنك الاعتناء بها صحيح؟
يستغرب هايس ثم يقول بقلق :
-طبعا ولكن..
فينحني يوكيتو شاكرا ثم يعتدل قائلا بابتسامته:
-شكرا لك، علي الذهاب إذا.
يقول ذلك ثم يركض بسرعة ناحية الغابة مبتعدا عنهم لينظر إليه هايس قائلا في نفسه :
-مثير للريبة... هل هو بخير هيتوري ؟ . .هيتوري ؟
لم يسمع هايس ردا فخفض بصره ليتفقدها إذ بها أغلقت أعينها بطمأنينة على صدره ليدهش قائلا :
- نامت ؟.. مهلا ! كيف تنامين وأنت واقفة..
يقول ذلك ثم يهدا ليرفع رأسه فينظر إلي الغيوم التي بدأت بالأنقشاع عن نور القمر المكتمل مضيفا :
-هذه الليلة تزداد غرابة...
ثم يعود للنظر إليها قائلا :
عموما علي العودة بك، ربما يمكنني حملك . . .أعتذر بشان ذلك.
أنت تقرأ
The Old Spirit X الروح القديمة
Fantasiأمطار ذو لون أزرق براق تمطر على مدينة أميكينشي'' أمطار التطور'' مدينة ضخمة في قارة نوكسين تمطر مجددا لتلعنها بسمها القاتل لذلك كان سكان المدينة يختبئون في منازلهم في كل مرة تمطر فيها ليس بسبب خوفهم من السموم التي تحملها الأمطار بل بسبب حكم الإعدام...
