‏ الفصل الثامن عشر : " إعتراف "‏

66 9 3
                                    

آرثر :"إذن ؟ ماذا تريد ؟ أرجو أن يكون أمرًا مهمًّا لأنّي منشغل".

ماثيوس :"أ...أريد مشورتكَ في أمر ما ! إنه أمر مهم و... يتعلّق بسارة...".

آرثر :"ماذا ؟ هل أدركتَ أخيرًا مشاعركَ تجاه تلك الشابة و تريد الإفصاح عنها لها ؟".

ماثيوس :"كـ...كيف علمتَ بذلك !؟".

آرثر :"ماثيوس، لا تستخفَّ بي".

ماثيوس :"أ...أجل ... آسف، حسنا في الواقع هذا صحيح، إذن ما رأيك ؟ لا أدري ما إذا كان ذلك قرارًا جيّدا أو أن سارة ستقبل بي حتى، لم يسبق لي التعامل مع النساء خصوصًا في حالات كهذه، لا أدري ماذا علي أن أفعل، أعتقد بوسعي إيجاد طريقة لذلك لكنني متردد حقا".

    بقيَ آرثر صامتا و لم يقل لي شيئا، لقد توقعتُ رده المعتاد :"لا أدري، تدبّر الأمر بنفسك، و تعلم الاعتماد على نفسك"، لطالما كان هكذا، منذ طفولتي، كان يتجاهلني دائما و يرفض مساعدتي في أي شيء مهما كان صغيرا، بالكاد كان يوافق على ذلك، فإمّا أن ألحّ عليه بشدّة ليوافق شرط أن أنفّذ ما يطلبه مني في المقابل، أو كانت أمي تطلب منه ذلك، عدا هذا، هو لم يقدّم لي يد المساعدة قبلًا، لكنه حرفيّا كان محترفا في انتقادي و إهانتي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالدّين، و مع مرور الوقت، صرتُ أعتمد على نفسي دوما و نادرًا ما أطلب مساعدته، لكن رغم بروده الشديد تجاهي، كنتُ أستمر بالتحدث إليه عما يحدث معي دائما، صحيح أن أكثر ما كان قد يفعله لأجلي حينها هو الاستماع إلي، و قد تعودتُ على الأمر، لكنني أشعر بسعادة حين يفعل ذلك، و لسبب ما لطالما كنت أشعر بسعادة كلما ساعدني حتى و إن كان أمرًا بسيطا، حتى و إن طلب تعويضا لاحقا، لكن هذه المرة، همَّ أخي لمغادرة الغرفة، و في تلك اللحظة توقف لثوانٍ و قال :

-"اِستغل الفرصة بمجرد أن تُتاح لك، لن تندم على فعل أمر بقدر ما ستندم على عدم القيامِ به".

    بعد كلماتِه تلك، غادر دون الالتفاتِ إليّ، كان الأمر مفاجئا، لأول مرة في حياتي أسمع أخي يقدم لي نصيحة مجانية، كنتُ سعيدا للغاية، عرفتُ أنه مهما بدا أخي آرثر باردا و سيّئا معي، فهو حتمًا شخص طيّب، في تلك اللحظة، صرختُ من غرفتيَ قائلا :"شكرا لك أخي !"، بلا ريب ... سأعمل بنصيحتك !

    و ذاتَ يوم، ذهبتُ في موعدٍ مع سارة، في الواقع لم يكن موعدًا حرفيّا، طلبت لقاءها بحجة أنني أنهيْتُ قراءة آخر مؤلفاتِها، و أنّني سأعطيها رأيي بها، اِعتقدت أنني قد أحصل على فرصة في هذا اللقاء، أعني، لم علينا انتظار الفرص إذا كان بوسعنا خلقها ؟

- "أبليتِ بلاءًا حسنًا هذه المرة أيضًا سارة، تطورتِ كثيرًا".

- "تظن ذلك ؟ أرجو أنكَ لا تجاملني، أشعرُ أنها من أسوأ ما كتبته...".

- "سارة متى كذبتُ عليكِ من قبل ؟ مُؤلّفاتكِ جميلة، مثلكِ تمامًا، لا تحتاجينَ إلى المجاملات".

فتاة الأليكسيثيمياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن