"لنهرب من هنا ... سارة !"
مازالت تلكَ الكلمات عالقة في ذهني إلى هذه اللحظة، تلك الكلمات دبّتِ الرعب و القلق في داخلي دون أن أعرف القصة من الأساس، و سرعانَ ما أدركتُ أنّه لم يكن هناك داعٍ لذلك.
- "مـ...ماذا ؟ نهرب ؟ إلى أين ؟".
- "إلى مكان بعيدٍ جدًّا، بعيدًا عنِ الناس، عنِ العالم أجمع، لنذهب في رحلة !".
- "رحلة ؟ لقد أخفتني ماتيو ! ضننتُ أنّنا في خطر ! اعتقدتُ لوهلة أن هناك من يسعى ليعكّر صفوَ حياتنا السعيدة".
- "آآآه...-ثم ضحك- أنا آسف، ليس الأمر كذلك على الإطلاق، لا تقلقي، طالما أنا معكِ لا شيء يدعو للخوف، تعلمين ؟ أحيانًا أفكر، من الجيّد أن نبتعد عن الناس لبعض الوقت، و نهرب من هراء هذا العالم، لنريح أنفسنا منه قليلا".
- "هراء...هاه ؟ حتى و إن كان الأمر كما تدعي، جُرعة مِن حضنكَ كفيلة بجعلي أقاوم هُراء العالم".
- "آه، كالعادة، لا يمكنني مجاراتكِ، تذيبينني بسحرِ كلماتكِ كالعادة، يا إلهي، أأعودُ منتصِرًا بكل معاركي، وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَم ؟ لي ألف بيتٍ بالفصيحِ أجدْتُها، لكنّي في حبّها أتلعثم! ".
- "كما تقول أختي دائمًا، إنها قوة المرأة ! فبقوتها يضعف أمامها أقوى الأقوياء، و يلين لها أشرسُ الزعماء !".
- "و بقوتها وحدها بوسعها إسقاط أعظم الدول !". قال ضاحكًا.
و ما لبثتُ كثيرًا حتى سألت :"إذن، إلى أين سنذهب ؟".
- "جبال الألب جيّدة ؟".
- "يبدو هذا مثيرًا للاهتمام ! سنقضي وقتًا ممتعًا و نتناول طعام الريف !".
- "سنرتاح قليلًا من ضجّة المدينة و إزعاجها، سنظل هناك بضعة أيام".
- "سنأخذ مارك و نورمان معنا ؟".
- "للأسف لا يمكننا تركهما بمفردهما".
- "و هل تخطط لرحلة عائلية أم رحلة رومانسية ؟".
- "أ...أتساءل بهذا الشأن !".
بيتر :"قلت رحلة عائلية ؟".
ماثيوس :"أجل لذلك سأدع مفتاح المنزل معكَ للاحطياط، بالإضافة إلى أني لن أرُد على أي أحد يتصل إلا أنت لذا لا تتصل بي إلا إذا كان الأمر مهمًّا، و إن بحث عني أحد أخبره أنّي خرجتُ في رحلة مع عائلتي و لا تعلم إلى أين ذهبنا".
بيتر :"حسنًا". قال باستغراب، "إذن، بما أنكَ ذكرتَ الأمر، إلى أين ستذهبان ؟". قال و هو يشعل سيجارته.
سارة :"نحن نخطط للذهاب إلى...".
ماثيوس :"إنه سر !". قاطعني قائلا.
أنت تقرأ
فتاة الأليكسيثيميا
Tajemnica / Thrillerالْمُقَدِّمَة : طِفلةٌ صغيرة...سُلبتْ منها الحياةُ الطبيعية، و حُرمت من حقِّها في العيْشِ كإنسان... أقدارٌ عسيرة...دفعتْ العالمَ للوُقوفِ ضِدَّها و العيشِ في نُكران... نورُ شعاع...أُنِيرَ في وجهِ هذه الطِّفلةِ الوَحيدة...