‏ الفصل السادس عشر : " من هنا بدأ كل شيء "‏

65 11 7
                                    

    أخيرًا ! حياتي الجامعيّة بدأت أخيرًا ! لأكون صادقًا أشعر بالحماس حقًّا، الأيّام الأولى مرّت بشكلٍ جيّد، و كان منَ السّهل التّأقلم مع الآخرين، بأيّ حال، لطالما اعتقدتُ أنّ كافيتيريا الجامعة مكان مميّز للغاية، الجوّ فيها مريح، و يمكن قراءة الكتب فيها حتّى رغمَ الضّوضاء التي تكون وقتَ الغداء، آه و بالحديث عنِ القراءة، في إحدى زوايا الكافيتيريا، تجلس على طاولة قربَ النافذةِ فتاة شقراء بعيْنيْنِ عسليَّتيْن، اِعتادتْ هي الأخرى على قصدِ هذا المكان دومًا، و الجلوس في الكرسيّ نفسِه و القراءة، يبدو أنّها تحب القراءة، لم أكن مهتمًّا لهذا الأمر حقًّا، لكن بغير قصد، وجدتُ أنّي كنتُ أحدّق بها، و قبل أن أدرك ذلك كانتْ قدِ التفتتْ نحوي .

- "عجبًا ! لقدِ انتبهتْ علي، هذا ليس لطيفًا منّي...".

    اِعتقدتُ أنّها ستنزعج لأنّي كنتُ أنظر إليْها، ابتسمتُ لها، و قابلتِ ابتسامتي بنظرة خجولة، ثم واصلتْ قراءتها، بعدها حملتُ نفسي و غادرتُ أولًا، اِعتقدتُ أنّ بقائي ليسَ بالفكرةِ الجيّدة.

- "يالهُ من شابّ غريب، لمَ كان ينظر إلي ؟ لقد كان الأمر محرجًا، لكنّ نظراته لطيفة جدًّا ! و هو يبدو لطيفًا أيضًا، لطالما كان لديّ فضول لأتعرف عليه، لكن أنّى لي ذلك؟ أنا لا أعرفه، و أختي طلبتْ منّي أن أكونَ حذرة في هكذا أمور، لكنه مثلي معتادٌ على الجلوس في مقعدٍ محدّد و احتساءِ القهوة و قراءة الكتب، بالنّسبة لي، شخص شغوف بالقراءة يستحيل أن يكون سيّئا ! إلّا إذا كان مصاص دماء هاها ! حسنٌ، ربما يجدر بي الحديث معه حينَ ألتقيه مجدّدا".

سارة :" أختي لقد عدت ! كيف حالكِ اليوم ؟ ".

صوفي :"بخير، كيف كان يومك ؟".

سارة :"كان جيدا !".

صوفي :"أرى أنّكِ بدأتِ تعتادينَ على الوضعِ في الجامعة".

سارة :"صحيح، لقد كنتُ أشعر سابقًا بالتوتّر في الجامعة و لم يكن أمرًا سهلًا أن أتأقلم مع الطّلبة، لكنّ أموريَ بدأتْ تتحسّن، أقضي وقتَ فراغي في كافيتيريا الجامعة، رغم أنّ هناك مكتبة أيضًا، يمكنكِ الجلوس فيها و قراءة كتاب مع فنجان من القهوة، و يراودكِ شعورٌ رائعٌ حينها !".

صوفي:"أجل أجل حدّثتني كثيرًا عن ذلك".

سارة :"و أيضًا...". قالتْ بابتسامة خجلة.

صوفي :"ما الأمر ؟".

سارة :"هناكَ شابٌّ كنتُ قد رأيتُه هناك، يبدو مُثيرًا للاهتمامِ بعض الشيء".

صوفي :"ماذا ؟ لا تقولي أنّه حاول مضايقتك !".

سارة :" لا لا على العكسِ تمامًا ! لقد بدَا لطيفًا، هو مثلي معتادٌ على قصدِ ذلك المكان، يجلس في نفس المقعَد دائِمًا، يبدو مظهره بسيطًا نوعًا ما لكنّه مميّز، بشعرٍ أسودَ و عيونٍ بنيَّة جميلة، تمامًا كأمير".

فتاة الأليكسيثيمياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن