Arachnophobia - رهاب العناكب

70 12 6
                                    

"ماذا لو كان العنكبوت الذي قتلته يظن طوال حياته أنك شريكه في السكن؟"
-دوستويفسكي

عنكبوت تدلى من سقف كوخها ليذكرها بقصة ما.

أراكني ، البشرية الفانية المتفوقة على أثينا إلهة الحكمة.

بتعبها وعملها الجاد الذي ليس لأثينا يدًا فيه.

كائن صغير ، متعدد الأيدي والأرجل ، يغزل خيوطه من أجل العيش.

رغم صغر حجمه وضعفه الظاهر وسط باقي المخلوقات القوية إلا أن خيوطه جميلة متناسقة تخطف الأنظار.

سُرق جمالها بحقد الآلهة ، الغيرة أعمت رؤية إحداهم لتحول بشرية لا حول لها ولا قوة إلى عنكبوت!

"غزلي وجمال لوحاتي ماهو إلا من جهدي واجتهادي"

-"أتنكرين هبة أثينا؟"

"أنا أفضل من أثينا! وإذا أرادت نفي ذلك فلتأتي وتبارزني!"

شعور سيء ينشب الحريق في الصدر حين ينسبون تعبك كله إلى شخصٍ آخر لا يد له فيه!

سيطر عليها ذلك الشعور حتى أثناء مبارزة إلهة الحكمة ، حتى غزلت بخيوطها إهانة ملموسة بلوحة تصف بغض الآلهة وتعديهم على البشر الضعفاء.

شعور سيء آخر سيطر على أثينا ، كيف لبشرية فانية أن تكون أفضل منها وغير ذلك تهينها وتهين الآلهة في لوحة من صنع يديها؟!

إختُطِفت الإبرة من قِبَلِها حتى إستقرت لثوانِ على رأس أراكني قبل أن تهرب راكضة.

هي تعلم نهايتها ، حتى إذا هربت من أثينا لن تهرب من باقي الآلهة الساخطين من إهانتها لهم.

فلتنهي حياتها بيديها الآتي صنعتا أجمل اللوحات من خيوط صغيرة تخرج من نبات ضعيف تنتهي حياته إذا مشى عليه أحد.

ولتستعين بنباتٍ آخر ، حتى تكون آخر أنفاسها بجانبه ، كإرتباطٍ قوي ، حتى لو مات أحدهم يعرف الباقين قصتهم.

لكن حقد الأخرى غلب عليها وقررت ألا تتركها تنهي حياتها بهذا الشكل ، لتبقى حية ولكن ذليلة ، ككائن ضعيف لا يفعل شيء سوى الغزل ليعيش.

نمت أيادي وأرجل أخرى من جسدها وتقلص حجمها حتى استقرت على صورتها ، عنكبوت.

كائن خُلِقَ من شعور الحقد والغيرة ، الغرور والتكبر ، يغزل خيوطه الرقيقة التي ينفثها الريح لتترك بعضها البعض ، ويعود ليغزل من جديد.

أراكنوفوبيا - Arachnophobia

لم تشعر إلا بقرصةٍ على ساقها لتنظر وتجده ، شريكها في السكن الذي قررت أن تبقيه هذه المرة لعلَّه ليس بهذا السوء!

تعرق، ارتجاف، غثيان ودوار.

بعد محاولاتٍ عديدة لإيجاد شيء يساعدها وسط الغابة الفارغة ومحاولات تخفيف الذعر،

استقرّ جسدها على الأرض لتنفث آخر أنفاسها بجانب شجرة التوت.

° ᴾ ᴬ ᴺ ᴼ ᴾ ᴴ ᴼ ᴮ ᴵ ᴬ °حيث تعيش القصص. اكتشف الآن