أخذ القرار سريعًا ، سأحادثها!!
امسك هاتفه ، شعر بقلبه ، متفاعلًا مع كل ضغطة زر ، مزيج من السعادة والتوتر يسريان في جسده ،رن الهاتف طويلًا ، حتي انه قد همّ بقفل الخط ، ليأتيه صوتها، هذا الصوت الملائكي الهارب من السماء.
_الوو..
_ حنين، انا يوسف ، اتقابلنا امبارح في القطار!!تهللت أساريرها وبدا في صوتها الفرح والحماس الشديدان وهي تقول: يوسف، طبعًا فاكراك ، ازيك ؟
_ انا تمام ، قلت اتطمن عليكي ، وأشوف لو محتاجه اي حاجة !!
_ ربي يخليك ، بجد كلك زوق ، كل حاجه تمام الحمد لله واستلمت الشغل النهارده كمان .دفعه الفضول ليخطو خطوة اخري نحوها ليكتشفها ويتعرف علي بعض تفاصيلها ، فسألها: أنتي بتشتغلي فين؟
أجابت شركه ( جولدن هورس) للدعاية والإعلان ، ممكن تشرفني بزيارتك في اي وقت أكيد .
زادت مشاعره ارتباكًا واضطرابًا ، وصمت للحظات؛ فهو لا يريد ان تشعر انه يفرض أو يقحم نفسه في حياتها .
حتي جاءه صوتها، متسائلًا : الو ، يوسف انت معايا؟!
ر مسرعًا : طبعًا طبعًا ، عمومًا ده تليفوني لو حبيتي تكلميني في اي وقت ، تحت امرك لواحتجتي اي حاجه.
_هسجله عندي أكيد ، متشكره جدًا علي اهتمامك.
تبادلا السلام واغلق الخط . تحت اسمها ورقم هاتفها ، كتب "شركة جولدن هورس"
أخذ ينظر لصفة كتابه ، كانت الصفحة فارغة البارحة ، واليوم وصلت للسطر الثالث .. اسمها، رقم هاتفها ، مكان عملها، وماذا بعد؟!!
تساءل بحيرة : وهل هناك من بعد؟!
شهد سرير يوسف ليلتها انه لم يقلق عليه هكذا في يومٍ ما ، ظل فكره مشغولًا طوال الليل ، أراد ان يطوي الليل سريعًا ليراها ، فقد عقد العزم علي زيارتها في عملها غدًا ، شعور غريب يسيطر عليه بالخوف من ان يسبقه احدهم الي قلبها معلنًا عن حبه لها ، بل ماذا لو كان هناك من شخص وحب في حياتها فعلًا ؟؟ فمثلها يصعب بل يستحيل ان تترك بلا حب ، مشاعر مختلطة بداخله ، كان علي يقين انها منذ كانت صغيرة ، وقع الكثيرون في غرامها ، فماذا بعدما أصبحت انثي، مكتملة الجاذبية والأنوثة !!
قضي الليلة بين مكتبه وشرفته ، حتي أشرقت شمس النهار معلنة بدء يوم ، وإحساس جديدين.
بدأ بترتيب اوراقه وملابسه سريعًا ، وكأنه يصارع الزمن ليصل اليها لم يتناول فطوره ، ولم يفعل شيئًا مما يفعله عادةً كل صباح .
لم تنم حنين ليلتها ايضًا ، ولكن لسبب مختلف ، فقد كانت ترتب وتراجع بعض الملفات والأوراق الخاصة بالشركة ، كانت مرهقة جدًا ، غالبت الإرهاق والنعاس فقد كانا اضعف المتاعب التي واجهتها في حياتها ، وما ان أشرقت الشمس حتي استعدت وتجهزت ليوم شاق جديد ، لن يهونه عليها سوي نظرات وكلمات الأطراء التي لم تفقد سحرها بالنسبة لها بالرغم من كثرة سماعها لها ، فشغفها وتفانينها يدفعاها دومًا لتحتل الصدارة في التميز والاستثناء .
أنت تقرأ
لأنها استثناء،
Romanceحاول الهروب منها ومن حبها ولكنه لم يستطع...فقد كانت انثي استثنائية..❤️