Part 4

361 18 7
                                    


أنهت حنين عملها متأخرًا ، عادت الي المنزل وهي مرهقة جدًا ، ما ان دخلت حتي استقبلتها عبير بترحاب ، قائلة : حبيبتي ، اتأخرتي قوي كده ليه ، انا كنت لسه هكلمك وأقولك هخلي خالد وهو راجع من شغله يعدي عليكي ترجعوا مع بعض.

ردت حنين: اليوم كان مليان شغل بس عادي انا متعودة علي كده .
قالت عبير : متعوده علي ايه بس ؟! انت شكلك مرهق جدًا ، أنتي لسه ملحقتيش حتي ترتاحي من السفر.
قالت حنين وهي تصعد السلم: انا طالعة ارتاح اهو متقلقيش عليا بقي .
وارسلت لها قبلة مرحة ف الهواء، وضحكتا ، قالت لها عبير: يلا يا شقية انا عارفه انك بتطمنيني وخلاص ، هو انا مش عارفه أنتي بتيجي علي نفسك آد ايه؟!
قالت حنين مسرعه: اه صحيح، عارفة مين جالي الشغل النهارده ؟!
عقدت عبير حاجبيها متسائلة في استغراب : مين؟!
ردت وهي تبتسم في خبث : فكري علي ما آخد شاور وانزلك.
صعدت لها عبير مسرعة علي الدرج وهي تضحك: بطلي بقي شقاوتك دي قولي مين ، بعدين هو مين يعرفك في البلد لي أصلا غيرنا؟!
هدأت ملامحها وهي تجيب بصوت دافئ : يوسف .
في عدم تركيز سألت عبير : يوسف مين؟!
أجابت حنين وهي تمسك برقه خد عبير مداعبة إياها: يوسف بتاع القطار .
عادت عبير لتعقد حاجبيها بتعجب متسائلة : وهو عرف مكان شغلك ازاي؟!!

أكلت وهي تنظر في عيني عبير وكأنها تنومها مغناطيسياً : وبصوت هامس قالت: انا جعلته جدًا والتفاصيل دي محتاجه حد مركز ،هطلع  أخذ شاور وانزلك احكيلك واحنا بنحضر العشاء ، وتركتها وهمت بالصعود.
أمسكت عبير بذراعها متوسلة إياها الإجابة : عشان خاطري قولي .
ضحكت حنين وأشارت علي بطنها بحركة طفوليه بحزن ، ولو قولتلك عشان بطني!!
ضحكتا وقالت له عبير : يا قلبي أنتي جعانة للدرجة دي ، طيب خلاص يلا بسرعة مستنياكي .
رتب يوسف الأمر مع احد محال الورد ، وأرسل لها باقة من الزهور ليضعوها علي مكتبها قبل موعد وصولها، مع بطاقة كتب عليها : ( رغم أني زعلان ، لكن المسامح مش "كريم" المسامح" يوسف".)
كم تمني ان يري ملامحها وشفاهها الجميلة وهي ترسم عليها ابتسامتها الرقيقة التي سيشوبها الخجل ، عندما تقرأ كلماته .

دخلت حنين مكتبها في الصباح ، وجدت باقة من الزهور الرائعة ،شكلها مميز فعلًا ، أمسكت البطاقة ، يفوح منها عطر رجالي أخاذ ، أخذت تقرأ ما كتب عليها بحاجبين معقودين بفضول لمعرفة من المرسل ، وما ان وصلت لكلمة "يوسف" حتي ضحكت بصوت مسموع ووضعت كفها علي فمها خجلا ، أخذت تجول بنظرها بين البطاقة وبين الوردات، خداها وهي تلمس الزهور ، منها لتشمها رائحة عطره التي التصقت بأصابعها امتزجت برائحة الورد ، لتزيد من عشقها للأزهار نظرت البطاقة مره اخري وهزت رأسها وهي تبتسم ابتسامة عريضه جلست لمكتبها وأمسكت بهاتفها ، لتحادث يوسف:
_ الو، اكلم "كريم " لو سمحت ، ولم تستطع ان تتمالك نفسها من الضحك ،
جاءها صوته ضاحكًا هو الآخر : اسف كريم واخد اجازه ، يوسف اللي واخد الشيفت النهارده.
ضحكت حنين مره اخري ، وقالت : خلاص لما ييجي قوله أني سألت عليه ، بس بجد عجبتني الفكرة قووي.
قال يوسف وهو يكاد يعبر المسافة بين الهاتفين قفزًا اليها ، عجبك الورد؟!
قالت بدلال : جداا ، بجد اسفه أني نسيت أكلمك امبارح،
_متتأسفيش ، انا قولت بس احسسك انك مش في بلد غريب.
_خلاص ، ايه رأيك النهارده انا اللي عزماك؟!
_ موافق، بس علي شرط..
_هو ايه؟!
_ كريم ميجيش معانا .
_يوسف كفاية بقي مش عارفه ابطل ضحك .
ضحك الاثنان كثيرًا تم الاتفاق علي مطعم من اختيار " يوسف"
انهي يوسف عمله في حماسٍ ونشوة شديدين وهو يتوق لرؤياها  والتحدث اليها ، عادي لمنزله وأخذ يرتب نفسه استعدادا للقائها.
عادت حنين مبكرا من العمل ، وأخذت تعد نفسها لأول دعوة لها علي العشاء لم يخل بالها من تساؤلات عن سر اهتمامه بها لهذا الحد !! وكانت تأتيها الإجابة ، انه عادة ما ينهي حديثه معها " انها بنت بلده وده واجب عليه "
هذب يوسف دقنه .. اختار الأكثر اناقه من بين ملابسه ، وألقي نظرته الأخيرة علي مظهره ، مر من الزمن الكثير علي عدم احساسه بالمتعة ، حتي هذه اللحظات التي قضاها أمام مرآته ، كان لها احساس مختلف هذه المره .

علي الجانب الآخر ، ارتدت حنين فستانها الأزرق ذا اللون الهادئ والقصة البسيطة ، تصفيفة شعرها الناعم وزينتها الرقيقة ، جعلت عبير وخالد يطلقان صافرة إعجاب وهي تنزل إليهما من الطابق العلوي .
ما ان وصلت حنين الي جوار عبير حتي همست لها عبير في أذنها: " انا عايزه اشوفه"، نظرت حنين في عيني عبير وهي تتمالك نفسها من الضحك كي لا يلاحظ خالد همساتهما الخافتة ، التي قد تدفعه للغيرة والغضب من كلام عبير عن رجل غريب.
قال خالد: حنين، انتي ناضجه كفاية انك تقدري تميزي بين الشخص المحترم والشخص اللي ممكن يكون بيسلي وقته مع بنت جميلة وخلاص صح؟؟!
هزت حنين رأسها بالإيجاب قائله : صح ي بابا.. ونظرت لعبير وانفجرتا في الضحك .
نظر خالد لهما في حنق وقال: انتو بتهزروا ، انا غلطان أني خايف عليكي يعني؟! انتي أختي ومن حقي اخاف عليكي ، انا راجل واعرف الرجاله بتفكر ازاي، خصوصا اننا كمان في بلد غريب، ومفيش قيود دينيه أو اجتماعيه تحكم العلاقات .
انتي بتتصرفي من قلبك ، بس مش كل الناس زيك ، أو بمعني اصح مبقاش في ناس زيك خدي بالك من نفسك ثم اردف قائلا : انتي أديني له العنوان مظبوط ؟!
قالت حنين : اه ادتهولوا بالتفصيل ، علي صوت رنين هاتفها في يدها ، نظرت لهما وقالت: اهو بيتصل ، شكله وصل.
جرت عبير علي بابا المنزل لتفتحه وتلقي نظرة ، تبعها خالد ووقف الي جوارها محيطا كتفها بذراعه .
نزل يوسف في كامل أناقته متجها نوحهما ، سلم عليهما وعرف بنفسه وبادلته التعارف باهتمام .
سأل يوسف: حنين جاهزة .؟
رآها تأتي من خلفهما متجهة اليه ، يا لروعتك ، شعر بدفء يسري في أوصاله برغم برودة الجو ، ، أخذت حنين معطفها من الفرو الأبيض الناعم المعلق خلف الباب وارتدته ، وقالت في سعاده ودلال ممزوج بخجل: انا جاهزة.
اغمض يوسف عينيه ومال برأسه ناحية كتفه مبتسما ، مشيرا لها ان هيّا .

وهي ترتدي قفازتها خارجه من باب المنزل ، قرصتها عبير سريعًا في ذراعها. وما ان التفتت لها حنين وهي تضم شفتيها وتكتم صوتها من الألم حتي غمزت لها عبير غمزه فهمت مغزاها ، ولها كل الحق ، فقد كان وسيما أنيقاً جدًا صوته وقور وهادئ كان نموذجًا لل"جنتلمان" بكل معني الكلمة.

فتح لها باب السيارة لتركب وحلس الي جوارها ناظرا اليها بعينين لامعتين فرحا بوجودها الي جواره كفرحه امير سندريلا حينما وجدها بعد بحث طويل،آدار مقود السيارة وانطلقاا.




*********
كدا البارت خلص وبكره هنزل بارتين ان شاء الله تعويض وانا اسفه جدًا بس فعلا النت عندي وحش جدااا ♥️♥️♥️

لأنها استثناء،حيث تعيش القصص. اكتشف الآن