القسم الثالث

91 10 0
                                    

#فلسفة_الحجاب

♻القسم الثالث

البعد الثاني...إحكام الرابطة الأسرية.

لا شك في أن كل أمر يؤدي إلى إحكام العلاقة الأُسرية.
ويُفضي إلى خلق روح المودة الصميمة بين الزوجين هو أمر نافع للأسرة..يجب بذل أكبر ما يُمكن من جهد لتحقيقه.
وعلى العكس كل أمر يؤدي إلى إضعاف العلاقة بين الزوجين..وإخماد جذوة الحب بينهما..أمر مضر بالحياة الأُسرية..ويجب محاربته.

♽♽♽♽♽♽
إن انحصار المتع واللذات الجنسية في محيط الأُسرة وتحت ظل الزواج المشروع يُعمق العلاقة بين الزوجين..ويؤدي إلى تلاحمهما بشكل أكبر.
إن حكمة الستر ومنع المتع الجنسية مع غير الزوجة الشرعية - على المستوى الأُسري - هي: أن الزوجة الشرعية تُصبح من زاوية نفسية عامل إسعاد للرجل..في حين تكون الزوجة الشرعية من زاوية نفسية - في ظل الإباحة الجنسية - مراقباً مُزعجاً وبالتالي يقوم بناء الأسرة على أساس العداء والتنافر.

وهذا الوضع هو علة ما نراه لدى شباب اليوم..حيث يتهربون من الزواج..وكلما اقتُرح عليهم الزواج يُجيبون بأن الوقت لم يحل ولا نزال أطفالاً..أو يطرحون معاذير أخرى..
في حين كان الزواج قديماً أحلى أماني الشباب.
وقد كان الشباب - قبل أن تتحول المرأة..بفضل العالم الغربي..إلى سلعة رخيصة ومتوافرة - لا يفضلون حياة الملوك على ليلة الزفاف.

كان الزواج قديماً يتحقف بعد مرحلة من الانتظار والتمني وفي ضوء ذلك يُصبح كل من الزوجين عاملاً في سعادة الآخر.
أما اليوم فلا مبرر لذاك الشوق وتلك الرغبة..بعد أن أصبحت المتعة الجنسية خارج إطار الزواج متوافرة في حدها الأعلى.

#يتبع
.إن العلاقات الحرة..دون قيد أو شرط..بين الفتيات والشباب حولت الزواج إلى تكليف وتقييد..لا بُد من تحميله للشباب عن طريق الوصايا والمواعظ الأخلاقية..وأحياناً - كما تقترح بعض الصحف عن طريق القوة.

يختلف المجتمع الذي يحصر العلاقات الجنسية بمحيط العائلة وتحت ظل الزواج الشرعي عن المجتمع الذي يُبيح الاختلاط الجنسي الحر..
في أن الزواج في المجتمع الأول نهاية الحرمان والانتظار.
بينما يكون الزواج في المجتمع الثاني بداية التقييد والحرمان.
ففي ظل النظام الحر يضع عقد الزواج نهاية لمرحلة حرية الفتاة والشاب..ويُلزمهما بالوفاء أحدهما للآخر.
وفي ظل النظام الإسلامي يضع الزواج نهاية للحرمان والانتظار.

يؤدي النظام الحر إلى أولاً:
امتناع الشباب عن الزواج وبناء الأُسرة ما أمكنهم.
ويُقدمون على الزواج في حالة مشارفة نشاطهم وحيويتهم الشابة على الضعف والانحلال.
وتكون المرأة عندئذ وسيلة إنجاب فقط..أو يطلبونها لأداء الخدمات.

ثانياً: يؤدي إلى تفكيك عُرى العلاقات الزوجية..وبدلاً من بناء العائلة على أساس الحب العميق والعشق الخاص..وبدلاً من أن يجد كل من الزوجين في الآخر عامل إسعاد..تُبنى الأُسرة على أساس الرقابة..ويجد كل من الزوجين الآخر عاملاً في سلب حريته وتقييده.
فحينما يريد الفتى أو الفتاة أن يقول: تزوجت..يقول:
اتخذت حارساً لحبسي..لمَ ذلك؟
 لأنهما كانا قبل الزواج حرين..يذهبان حيث يرغبان..ويخرجان مع من يُريدان..دون حد..وبلا رقيب.
♼♼♼♼♼♼
أما بعد الزواج فتحد هذه الحرية..فإذا تأخر ليلاً تُحاسبه زوجته وتسأله: أين كنت..؟
وإذا تكلم مع فتاة تعترض عليه زوجته..ومن الواضح إلى أي حد تتحلل العلاقة الأُسرية في ظل هذا النظام..وإلى أي حد تُصبح موضع شك وريبة.

ظن بعضهم أمثال ( راسل) أن الحيلولة دون العلاقات الحرة إنما تكون لتطمين الرجل على سلامة نسله وعدم اختلاط نسبه.
فاقترحوا لحل هذا الإشكال موانع الحمل..في حين أن المسألة لا تنحصر في سلامة النسل.
فالأهم من ذلك هو خلق أنبل وأشد العواطف الإنسانية بين الزوجين..وتحقيق الوحدة والانسجام في محيط الأُسرة. ويُمكن تحقيق هذا الهدف حينما ينصرف الأزواج والزوجات عن ألوان المتعة الجنسية مع غير زوجاتهم وأزواجهن الشرعيين.
فلا يكون للرجل عين طمع بغير زوجته..ولا تخرج المرأة مُثيرة مهيجة لغير زوجها..ورعاية قاعدة المنع عن ألوان المتعة الجنسية خارج محيط الأُسرة..قبل الزواج أيضاً.

مُضافاً إلى أن المرأة المتطورة..التي تُقلد أمثال ( راسل ) وتلتزم بمدرسة- الأخلاق الجنسية الحديثة - تلتمس الحبّ والعشق - مع كونها ذات زوج ثانوي - في مجال آخر. وتُمارس الجنس مع معشوقها.
وما هو الضمان لأن لا تستخدم المرأة وسائل منع الحمل مع زوجها الشرعي الذي لا تربطها معه علاقة حب أكيدة.
وتفسح المجال أمام معشوقها لأن تحمل منه.وتُلحق الولد بالزوج الشرعي؟!
من المقطوع به أن مثل هذه المرأة ترغب بأن تحمل من الرجل الذي تعشقه..لا من زوجها الشرعي..الذي تربطها معه علاقة شرعية فقط..والذي لا يجوز أن تحمل من غيره بحكم الشرع.
كما أن الرجل بالطبع يُريد أن يُنجب من المرأة التي يُحبها..
لا من المرأة التي تربطه معها رابطة شرعية فقط.
وقد أثبت العالَم الأوروبي أن إحصائيات الأبناء غير الشرعيين مذهله مع توافر وسائل منع الحمل..!

البعد الثالث...يأتي عليه الكلام
وصلى الله على محمد واله الكرام

#يتبع
🌸 الطريق إلى التوبة 🌸

فلسفة الحجاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن