♲القسم الاول

432 28 1
                                    

#فلسفة_الحجاب

♲القسم الاول

ما هو المدلول اللغوي لكلمة - الحجاب - التي تعني في عصرنا ستر المرأة؟.

كلمة الحجاب تعني الستر..كما أنها تعني البُردة والحاجب. لكن استعمالها في الأعم جاء بمعنى البُردة.
وتدل هذه الكلمة على مفهوم الستر هنا باعتبار أن البُردة وسيلة للستر. ولعلنا يُمكننا القول:
إن كل ستر ليس بحجاب في أصل اللغة..بل ما يُدعى حجاباً هو الستر الذي يفصل تماماً في فصل البُردة عما وراءها.
 فيصف القرآن غروب الشمس بقوله:

 ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب﴾
♲♲♲♲♲♲♲♲
يعني بعد الفصل التام بينها وبين الرائي..والغشاء الحاجز بين القلب والجوف يُدعى - الحجاب الحاجز -

وفي عهد الإمام عليه السلام لمالك يقول:
( فلا تطولن احتجابك عن رعيتك )
فالحجاب هنا الخفاء والعزلة.

إن استخدام كلمة الحجاب بمعنى ستر المرأة استخدام جديد نسبياً..فقديماً وعلى الخصوص في مصطلح الفقهاء كانت كلمة - الستر - تُستخدم بدلا من الحجاب.
لقد استخدم الفقهاء - الستر - حينما تعرضوا لذلك في كتاب النكاح والصلاة ولم يستخدموا كلمة - الحجاب -
♲♲♲♲♲♲♲♲
إن معنى الحجاب اللغوي - كما قلنا - هو البردة.
وحينما تُستخدم في مورد الستر فذلك باعتبار أن جسد المرأة يكون خلف سترها..ومن هنا تخيل جمع أن الإسلام أراد أنْ تبقى المرأة خلف حائل..ووراء البردة..وتُحبس في دارها ولا تخرج منه..!

 إن الستر الذي فرضه الإسلام على المرأة لا يعني أن لا تخرج المرأة من بيتها..ولم تُطرح في ثقافة الإسلام مسألة حبس المرأة وسجنها في الدار..نعم كان هذا العُرف سائداً في بعض الحضارات القديمة كما في الهند وإيران..ولكن لا وجود لهذا العرف في الإسلام.
♲♲♲♲♲♲♲

#يتبع
.
حجاب المرأة في الإسلام يعني: أن تستر المرأة بدنها حينما تتعامل مع الرجال..وأن لا تخرج أمامهم مثيرة.
النصوص القرآنية تُثبت هذا المعنى ولم تستخدم كلمة الحجاب فيها.
كما تُؤيده فتاوى الفقهاء..وسنذكر حدود الستر في ضوء إفادتنا من القرآن والسنة.

إن الآيات القرآنية التي ألقت الضوء هنا ـ سواء في سورة النور أو سورة الأحزاب ـ ذكرت حدود ستر المرأة وطبيعة تعاملها مع الرجال الأجانب.دون أن تستخدم كلمة - الحجاب - نعم هناك آية في القرآن استخدمت كلمة - الحجاب - وهي خاصة في نساء النبي ( صلى الله عليه واله وسلم )
نحن نعلم أن هناك أحكاماً خاصة بنساء النبي( صلى الله عليه واله وسلم ) وردت في القرآن الكريم.

فالقرآن الكريم يُخاطب نساء النبي( صلى الله عليه واله وسلم ) صراحة:
 ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾
♲♲♲♲♲♲♲
وقد أراد بذلك أن يحول دون أن تتحول - أمهات المؤمنين - بحكم ما لهن من احترام وتقدير في قلوب المسلمين..إلى أدوات بيد العناصر الأنانية المخربة يستغلونهن على طريق مطامحهم السياسية والاجتماعية كما حدث مع  ( عائشة ) بعد أن خالفت هذا الحكم..فحدث الانقسام السياسي الذي ترك آثاراً مفجعة في تاريخ الإسلام.
وقد كانت نفسها تُظهر أسفها على ما حدث وتتمنى لو كان لها جمع من الأبناء يُقتلون ولا يحدث ما حدث.
وسر منع نساء النبي (  صلى الله عليه واله وسلم )
عن الزواج بعد وفاته هو عين ما تقدم..يعني:
 أن الزوج اللاحق يُمكنه أن يُسيء الاستفادة من مركز زوجته فيحدث ما يحدث..
من هنا فإذا كان هناك حكم أشد وآكد في خصوص نساء النبي فيعود لعوامل سياسية واجتماعية.
♲♲♲♲♲♲
على أية حالة فالآية التي استخدمت فيها كلمة - الحجاب - هي الآية من سورة الأحزاب إذ تقول:

﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاء﴾.

 وحينما يُستخدم مصطلح - آية الحجاب - في التاريخ الإسلامي يُراد به هذه الآية لا غيرها.

أما كيف شاعت كلمة - الحجاب - في العصر الأخير بدلاً من اصطلاح الفقهاء الشائع - الستر - فإن أمر هذه المسألة مجهول عندي..ولعله نشأ جراء الخلط بين الستر الإسلامي والحجاب الذي تعارفت عليه أمم أخرى..وسنوضح هذه المسألة بشكل أكبر فيما بعد..ان شاء الله تعالى..

#يتبع

#خادمة_الزهراء

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸

فلسفة الحجاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن