مساء الاربعاء 6 نوفمبر الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل 2019 وايضا صباح الخميس 7 نوفمبر 2019
فى غرفة شبه مضاءة مساحتها صغيرة لا تتخطى الثلاثون متر لايوجد بها نوافذ مغلقة بالكامل ويوجد باب فى منتصفها وهو طريقة الدخول والخروج الوحيدة بالغرفة وكانت جدرانها غير مطلية ومكسرة بعض الشئ وكانت ارضيتها غير مغطاه بأى بلاط وكانت خالية من الاثاث كان يوجد بها فقط تلفاز صغير وقديم موضوع على الارض وكان يوجد أعلى التلفاز ريسيفر صغير وكانت اسلاكه تتصل بمشترك موضوع على الارض بجانب التلفاز وكان المشترك يتصل بالدائرة الكهربائية التى تعلو التلفاز قليلا وكان يوجد ريموت للتلفاز بجانب المشترك وكان كلا من نادر وندى وسمير ملقين على الارض فاقدين الوعى وبعد دقائق بدء مفعول المخدر ينتهى وبدء نادر فى الاستيقاظ شيئا فشئ وعندما فتح عينه بصعوبة وقام ببطئ شديد من على الارض أمسك رأسه بكلتا يداه وقال وهو يتألم:
اااااه يا دماغى اااه راسى هتنفجر من الصداع
وأخذ ينظر الى الغرفة لبضع ثوان ما أن لاحظ ان ندى ملقاة على الارض فنزل على ركبتيه بسرعة وأخذ يحركها بيده ليجعلها تفيق قائلا بصوت عالى وملئ بالخوف:
مدام ندى يا مدام ندى فوقى والنبى
وبعد ثوانى من تحريكها والنداء عليها بصوت عالى بدئت تفتح عينها شيئا فشئ وعندما رأها نادر تفتح عينها قال بسعادة:
الحمد لله انك بخير
ولم ينجح نادر فى أن جعل ندى تستيقظ لوحدها لا بل صوته العالى جعل ايضا سمير يفيق هو الأخروعندما كان سمير يحاول الوقوف على قدميه الضعيفتين كان نادر يمسك يد ندى ويساعدها على الوقوف وعندما إلتف سمير ليرى من معه بالغرفة فبمجرد أن رأى نادر سمير جعل نادر يقول بإندهاش:
مستر سمير!!!
فأطال سمير النظر به قليلا ثم قال بإستغراب:
انت مين؟ وتعرفنى منين؟
فأجاب نادر الذى مازال يمسك يد ندى التى لاتستوعب أدنى شئ:
مش حضرتك مستر سمير مدرس الكيمياء؟
فهز سمير رأسه إيجابا فأكمل نادر:
انا طالب فى تانية ثانوى فى المدرسة الثانوى المشتركة اللى حضرتك بتدرس فيها
ثم نظر سمير الى ندى وكأن نظرته كانت تسألها من انتى ولكن نادر أجاب بدلا عنها قائلا:
دى مدام ندى مرات مستر حازم مدرس التاريخ صاحب حضرتك وزميلك فى المدرسة
فقال سمير بتساؤل يملئه الدهشة:
حازم حسن؟
نادر:
اه
صمت سمير للحظات من أثر الدهشة ثم قال:
معقول تكون صدفة ان احنا التلاتة فى مكان واحد ونعرف بعض
فقالت ندى بصوت خافض وعينين تائهتين فى الغرفة حولها:
احنا فين؟
فجعل سؤالها هذا نادر وسمير ينظرون حولهم ووقع نظرهم هما الثلاثة على باب الغرفة الذى يوجد بمنتصفها فجرى عليه سمير ليفتحه ولكنه كان مغلق من الخارج فأخذ سمير يحاول تكسير الباب بجسمه المتوسط الحجم ولكنه لم يستطع فنظر الى نادر وقال له وهو يلهث بشدة:
تعالى ساعدنى
فقال نادر لندى:
هتعرفى تقفى من غير ما اسندك؟
فقالت ندى وقد بدئت تدرك الوضع:
اه انا كويسة
فتركها نادر وذهب لمساعدة سمير وأخذوا يضربوا الباب بأجسامهم بشدة ولكن بدون جدوى فكان الباب عتيق وضخم للغاية فقال نادر وهو يتنفس بصعوبة وينظر للاعلى محاولا إيجاد مخرج:
وبعدين هنخرج إزاى؟
فقال سمير وهو يضيف على سؤاله اسئلة اخرى:
واحنا فين؟ ومين اللى عمل فينا كده؟ وهيستفيد ايه؟ وليه احنا بالذات؟
فتذكرت ندى ما حدث فى الاوتوبيس وقالت بفزعة:
احنا اتخطفنا الرجلين اللى كانوا فى الاوتوبيس والسواق هما اللى رشوا فى وشنا منوم وجابونا هنا
فنظروا لها بخوف فأكملت بنفس خوفهم:
ايوه الرجلين والسواق خطفوا الاوتوبيس هو ده التفسير الوحيد
فقال سمير بإستغراب:
لو الرجلين والسواق خطفوا الاوتوبيس الناس اللى كانوا معانا راحوا فين الراجل ومراته والست العجوزة ليه هما مش معانا هنا؟
لم يستطيعوا الرد على سؤاله فقامت ندى بعصبية وأخذت تضرب بيدها بشدة على باب الغرفة وهى تقول:
انتوا ياهوووووووووووووه خرجونا من هنا حرام عليكوا
وأخذت تزيد فى الطرق على الباب وهى تصرخ فإقترب منها نادر وأمسك زراعها وهو يحاول تهدئتها ويقول:
إهدى أرجوكى
فنفضت ندى يد نادر من على زراعها وقالت بعصبية:
ابعد إيدك عنى متلمسنيش تانى
فقال نادر معتذرا وهو يبتعد عنها:
انا اسف انا اسف
فقال سمير محاولا هو الاخر تهدئتها:
اهدى يامدام ندى ارجوكى علشان نعرف نفكر
فجلست ندى على الارض بجانب الباب واراحات بجسمها على الحائط ووضعت كلتا يديها على رأسها وأخذت تبكى وتقول:
أهدى ازاى بس اهدى ازاى انا هتجنن
فقال نادر وهو يقترب من التلفاز ويتفحصه بإستغراب:
يعنى الاوضة مفيهاش اى حاجة وفاضية خالص ليه بقى حاطين تلفزيون هنا؟
فقال سمير بعد ان التقط ريموت التلفاز من على الارض وضغط على الزر ليشغله:
عندك حق حاجة غريبة وجوده هنا فعلا هما اكيد مش حاطينوه هنا من فراغ اكيد عايزنا نشوف حاجة فيه
قالت ندى وهى تقوم من على الارض وتمسح دموعها وتقف بجانب سمير وتنظر الى التلفاز:
هما مين اللى عايزنا نشوف حاجة فيه؟
فقال سمير بعد ان فتح التلفاز واخذ يبحث فيه عن قناة الاخبار:
مش عارف هما مين
قالت ندى بحزن:
حازم ميعرفش انى راجعه النهاردة اكيد مش هيعرف يساعدنى
بينما كان سمير يبحث فى التلفاز وجد قناة الاولى للأخبار وكان يوجد مذيعة تتحدث وكان الشريط اسفل الشاشة مكتوب عليه:
(ثلاث جرائم غامضة فى نفس الوقت فى مدينة الاقصر)
وبقرأة هذة العبارة أخذ كلا من نادر وندى وسمير ينظرون الى بعضهم البعض بإستغراب وخوف فقام سمير برفع مستوى الصوت فكانت المذيعة تقول:
وحدثت الثلاث جرائم فى نفس الوقت تقريبا ما بين العاشرة والربع والعاشرة والنصف وكان المجنى عليه الاول هو عبد الرحمن محمد مدرس الكيمياء فى مدرسة .......... للبنين فى محافظة أسيوط حيث عثر على جثته فى فيلا بمنطقة.............. فى محافظة الاقصر مقتول بطلق نارى وملقى على درج الفيلا ولم تعثرالشرط.....
فتكلم سمير قاطعا بصوت عالى ودهشة مملوئه بالحزن الشديد:
عبدالرحمااااااااان !!!!
لا لا مستحيل دة صاحبى دة صاحبى
وكانت المذيعة لاتزال تتحدث عن الجريمة مع عرض صور للمجنى عليه وكان سمير يقول وهو يبكى:
ازاى ازاى دا حصل؟
وكان نادر وندى ينظرون له بحزن ودهشة حتى قالت المذيعة اسم المجنى عليه الثانى ممل جعل ندى تنظر بسرعة الى التلفاز:
وكانت ليلى محمود المجنى عليها الثانية حيث عثر على جثتها فى غرفتها بفندق.......... فى محافظة الاقصر مقتولة عن طريق الاختناق
ثم بدئت القناة تعرض بعض الصور لليلى فقالت ندى وهى مذهوله والدموع تنهمر من عينها:
ليلى !!! دى صاحبتى مش ...
وصمتت لثوانى من كثرة البكاء ثم أكملت:
مش معقول مش معقول !!!!!
ثم أكملت المذيعة قائلة:
والمجنى عليه الثالث هو سامح فريد حيث عثر على جثته فى شقة خالته الصغيرة بمنطقة.......... فى محافظة الاقصر مقتول بقطع حلقه بأداه حادة.....
فقال نادر بعد ان ضحك ضحكة صغيرة ساخرة تملئها الدهشة:
يلا هى هتيجى عليا انا اللى مش هقول ساااامح!!!! دة صاحبى ازاى مش معقول
فنظرت له ندى وقالت بعصبية وهى تبكى:
انت بتهزر؟
نادر:
والله مش بهزر سامح صحبى فعلا
وكانت المذيعة لا زالت تتحدث عن عدم معرفة الشرطة للقاتل وعن شك رجال المباحث فى وجود رابط بين هذه الثلاث جرائم وعن أهالى الضحايا وإلخ حتى قام سمير بغلق التلفاز
فقالت ندى وهى تنظر له بعصبية:
قفلته ليه؟
فقال سمير وهو يمنع نفسه من البكاء محاولا التظاهر بالتماسك:
لازم كل واحد فينا يحكى ازاى يعرف الناس اللى اتقتلوا دول اكيد معرفتنا بيهم دى مش مجرد صدفة
نادر:
عندك حق مش صدفة خالص
قالت ندى بعد ثوانى من التفكير:
ليلى الله يرحمها هى ال............
ثم صمتت قليلا لتأخذ نفسها بينما كانت تبكى ثم أكملت:
هى الوحيدة اللى اتعرفت عليها هنا فى الاقصر لما جيت علشان اكون مرشدة سياحية لوفد اسبانى جاى يزور معبد الكرنك وهى الوحيدة اللى كانت عارفه انى راجعه قنا فى الوقت المتأخر ده
فقام نادر فجأة بضرب الارض برجله وقال بعصبية:
انتى صح انتى صح سامح هو كمان الوحيد اللى كان عارف انى راجع قنا دلوقتى يعنى مفيش حد هيقدر يساعدنى
فنظرت له ندى بخبث وعصبية وقالت:
وعمك العيان اللى قولتلى جاى تزوروه ميعرفش انك راجع ولا ايه؟
فنظر نادر بتوتر هنا وهناك وهو مطأطأ الرأس فحاولت ندى النظر فى عينه وقالت:
أية مالك؟ اتوترت كدة ليه؟ مترد عليا ايه دخل سامح بالموضوع؟ مش انت روحت تزور عمك؟
فأخذ نادر يتفادى النظر فى عينها فقال سمير بعصبية:
مترد على سؤالها مال سامح ومال الموضوع؟
ثم أكمل بسخريه:
ايه هو كان جاى يزور عمك معاك ولا ايه؟
فقال نادر بعصبية:
ماشى انا كذاب مكنتش رايح ازور عمى كنت رايح انا وسامح لمدة يومين نزور معبد الكرنك ونعمل بحث باللى شوفناه ومستر حازم هو اللى هيشرف على البحث ولو فزنا بأحسن بحث هنتكرم قصاد المدرسة كلها بس هى دى الحكاية
فقالت ندى بإستغراب:
وليه مقولتليش الكلام ده وكدبت عليا؟
نادر:
علشان انا انسحبت من البحث وسبت سامح يتدبس لوحده وانا لو قولتلك كنتى طبعا هتروحى تقولى لمستر حازم وطبعا هيزعل منى جدا ويمرمطنى لانه كان حاطط آمل كبير عليا وانا خذلته
فقال سمير بعدم إقتناع بكلام نادر:
مهو كدة كدة حازم كان هيعرف فى كل الاحوال انك سبت البحث
فقال نادر بتوتر:
معرفش بقى هو ده اللى جه فى بالى لما سألتينى واحنا فى الاوتوبيس
فأخذ سمير ينظر الى نادر بشك وعصبية فسألت ندى سمير قائلة:
وانت يامستر؟
فإنتبه لها سمير وقال بعدم فهم:
وانا ايه؟
ندى:
وانت تعرف مين كان عارف انك راجع قنا الساعة دى؟
فقال بحزن:
زى زيكوا عبدالرحمن الله يرحمه كان هو الوحيد اللى عارف انى راجع قنا دلوقتى
فقال نادر وهو يأخذ الريموت من يد سمير ويفتح التلفاز مجددا:
بخصوص دلوقتى ياترى الساعة كام؟
فمدت ندى يدها فى جيبها فقاطعها سمير قائلا:
ريحى نفسك اكيد اخدوا الموبيلات مننا
فقالت ندى بخيبة آمل بعد عدم عثورها على هاتفها:
عندك حق
ثم جلست على الارض وأسندت ظهرها على الحائط وقالت بندم:
يارتنى قولت لحازم انى راجعه النهارده
فقال سمير متسائلا:
وليه مقولتلهوش؟
فقالت بحزن:
كنت عايزة اعمله مفاجأة واديله هدية عيد ميلاده
سمير:
هو عيد ميلاده امتى؟
ندى:
يوم الح...
لم تكمل كلامها لان نادر قاطعها قائلا:
الساعة 3 يعنى الفجر فاضل عليه ساعة ونص تقريبا
سمير:
يعنى احنا مغمى علينا بقالنا ساعتين بسبب المخدر
فقال نادر بحزن:
هنعمل ايه دلوقتى؟
لم يرد عليه احد سوى نظراتهم المليئة بخيبة الآمل وعدم المعرفة فجلس نادر وسمير على الارض واضعين يدهم على رأسهم والتلفاز مازال مفتوح على قناة الاخبار التى لا زالت تتحدث عن الثلاث جرائم الغامضة وظلوا هكذا صامتين ولا احد يتكلم سوى المذيعة بالتلفاز حتى مر ربع ساعة من صمتهم فقام نادر فجأة بعصبية وقال:
لا مش قادر استحمل لازم اعرف انا هنا ليه
وأخذ يطرق على باب الغرفة بشدة ويصرخ ولكن بدون جدوى فأخذ يسب ويلعن والاثنين الاخرين لا زالوا كما هما لم يتحركا او ينطقا بحرف واحد فإقترب نادر من التلفاز ووقف بجانبه وقال بعصبية شديدة:
كل اللى سبهولنا الحيوانات دول تلفزيون معفن علشان نعرف منه ان التلاتة اللى عارفين اننا راجعين اتقتلوا وان مفيش حد يعرف عننا حاجة ولا حد يعرف مكانا ولا حد هينقذنا عايزنا نعرف اننا هنموت هنا
بعد ما قال هذا قام بركل التلفاز من جانبه فتحرك من مكانه وتم شد الاسلاك من الدائرة الكربائية فغلق التلفاز وفى هذة اللحظة نهض سمير وندى وإتجهت ندى ناحية نادر بعصبية وقالت:
انت مجنون هو احنا ناقصينك انت كمان علشان تبوظلنا الطريقة الوحيدة اللى هنعرف منها الاخبار
فقال سمير الذى انحنى ليرى شئ على الارض سقط من خلف التلفاز بعد ما تم تحركيه:
اخيرا يا نادر عملت حاجة مفيدة من ساعة ما دخلنا هنا
فنظر له كلا من نادر وندى ثم وجهوا نظرهم الى ذلك الشئ الموضوع على الارض وقالوا فى وقت واحد:
أيه دا!!!!!********************
أنت تقرأ
ما وراء القتل
Mystery / Thrillerثلاث أشخاص تربطهم علاقة بعيدة عند عودتهم من الاقصر إلى قنا يتم خطفهم وحبسهم فى غرفة مغلقة ولا يعرفون السبب والذين يعرفون عودة ثلاثتهم يتم قتلهم وبذالك لا يوجد فرصة لنجدتهم فماذا سيحدث؟ نوع الرواية: جريمة، غموض، إثارة تصميم الغلاف: هدير علي♥️♥️