(الفصل الثامن والاخير)(نهاية الكابوس)

98 9 0
                                    


                          
كان ياسر وعبدالرحمن يقفون امام ثلاثتهم بكل ثقة وكان خلفهم يوجد سيارة سوداء وكان ياسر- الرجل الخمرى - يمسك المفاتيح بيده وكان ثلاثتهم خائفين بشدة ومحملقين بهم وعندما لاحظوا ذلك قال ياسر موضحا:
متخافوش إحنا لو عايزين نقتلكم كان زمانكوا ميتين من بدرى إحنا عندنا آوامر من اللواء إننا نوصلكم لقنا أول ما تخرجوا من البيت وإحنا فضلنا مستنينكوا وعلى العموم براحتكم خالص مش هنجبركم على حاجة عايزين تركبوا نوصلكم لقنا إتفضلوا مش عايزين خليكوا هنا وإستنوا أى عربية معدية على الطريق دا إن لقيتوا وحتى لو لقيتوا مش هتقفلكم فبراحتكم هتعملوا ايه؟
فأقنعهم كلام ياسر مما جعلهم يتقدموا ناحية السيارة وقام عبدالرحمن  - الرجل الاسمر- بفتح باب السيارة الخلفى وقال لهم بإبتسامة صفراء:
إتفضوا
وبالفعل ركبوا ثلاثتهم وظلوا صامتين طول الطريق يتبادلون النظرات القلقة والخائفة مع بعضهم البعض بينما كان ياسر وعبد الرحمن يشغلون أغانى أجنبية وكان ياسر هو الذى يقود وكان بين فترة وآخرى ينظر الى ندى فى مرآة السيارة بإبتسامة غير مريحة مما جعلتها تتوتر بشدة وتمسك بمعطف سمير الذى كان فى النصف وكان يحاول أن يطمئنها هامسا لها فى آذنها بأن كل شئ بخير حتى لاحظ عبد الرحمن نظرات ياسر المقلقة لندى فقام بضربه فى رجله بينما هو يقود مما جعله ينظر له بغضب فقال له عبد الرحمن بسخرية:
إهدى شوية يا برنجى
فنظر له ياسر نظرة يأس ثم نظر سريعا الى الخلف وبالتحديد الى ندى التى ترتعش خوفا ورجع بنظره مرة آخرى الى الطريق وقال لعبدالرحمن بسخرية:
ادينى اتنيلت هديت
وبعد ذلك لم يعد ياسر ينظر الى ندى مرة آخرى حتى مر ساعة الا ربع من القيادة فقال ياسر:
وصلنا لقنا تحبوا تنزلوا وتشوفوا هترحوا فين ولا نوصلكم لغاية ما انتوا رايحين
فقال ثلاثتهم بخوف:
لا ننزل
فأنزلوهم وفتح ياسر نافذة السيارة وقال وهو ينظر لندى بتمعن:
يابخت جوزك ياقطة
ثم قال ياسر وعبدالرحمن بضحكة سخيفة وهما ينطلقان بالسيارة:
Goodbay Friends
فقال نادر بإستياء بعد ان انطلقوا:
يلعن أبو زرافة أهلكوا
ثم صمت قليلا وأكمل:
إحنا ازاى هنروح بمنظرنا وبهدومنا المتربة وبشكلنا المبهدل دا انا لو روحت كدا لأمى هتقعد تصوت وهتبلغ البوليس مين غير حتى ما تعرف ايه اللى حصل
فضحكت ندى وقالت:
عندك حق انا أفضل إننا نروح فندق نقعد فيه كام ساعة كدا علشان ناخد شاور ونلبس هدوم نضيفة ونهدى أعصابنا شوية بعد اللى حصل دا
سمير:
فكرة حلوه إحنا فعلا محتاجين نهدى أعصابنا
وبالفعل أخذوا تاكسى وإتجهوا الى فندق ........ وعندما وصلوا حجزوا غرفتين غرفة  singl)) لندى وغرفة double)) لنادر وسمير وبعد ساعة ونصف فى غرفهم خرجوا وجلسوا فى مطعم الفندق بعد أن نظموا مظهرهم من جديد وطلبوا ثلاثتهم بعض الوجبات الخفيفة وبدئوا يتحدثون مع بعضهم فبدأ نادر وقال بسعادة:
يااااااااه الحمد لله مكنتش متخيل إن حياتى هترجع لطبيعتها تانى
فقالت ندى بحزن:
مين فينا هترجع حياته لطبيعتها بعد اللى حصل دا؟
فنظروا لها بحزن حتى قال نادر:
هو انتوا ناوين تحكوا لحد عن حاجة من اللى حصلت؟
سمير:
إستحالة أحكى لحد دا انا لو قولت لأميرة هتقعد تعيط ولا كأنى مت وهتفضل قلقانة ومرعوبة عليا
نادر:
والله عندك حق انا امى لو عرفت يالهوى يانااااا دى بعد الشر ممكن يجرالها حاجة
فجاء الجرسون وقدم لهم الطعام وعندما غادر قالت ندى:
أنا كمان مش هحكى لحازم حاجة دا مش هيسكت ووهيشعلل الموضوع دا اصلا لما يعرف بجريمة القتل اللى حصلت فى نفس الفندق اللى انا كنت فيه فى الاقصر هيتسرع عليا وخاصة انه أكيد هيبقى فاكر اسم الفندق اللى انا كنت نازلة فيه هو ما شاء الله ذاكرته قوية
فقال نادر بسخرية:
هو ذاكرته قوية بعقل دا يقرأ اى حاجة مهما كانت كبيرة مرة واحدة بس وبعديها بثانية يسمعها كاملة من غير ما ينسى حرف واحد انا مشفتش حد فى قوة ذاكرته ابدا
فقالت ندى بعصبية:
قول الله أكبر يا زفت هو مش ناقصك
فضحكوا جميعا وقضوا بعض الوقت يتحدثون عن مشاعرهم بعد التجربة وعن ما ينوى كل منهم فعله وعن الثلاث ضحايا الذين قتلوا هباء وعن الناس الذين كانوا معهم فى الاوتوبيس وتسألهم حول ما حدث لهم وأشياء آخرى كثيرة وبعد أن أنتهوا من حديثهم ودعوا بعضهم وغادروا الفندق عائدون الى ديارهم الذين يشعرون إنهم كانوا غائبين عنها لأكثر من عام وقام سمير فى طريق عودته بشراء زهور حمراء وهو اللون المفضل لزوجته وانطلق الى منزله بينما نادر فى طريق عودته إشترى شوكولاتة بالبندق وهو النوع المفضل لأمه وقام أيضا بالأتصال بعمه أحمد وأخبره بما قاله له سمير وطمئنه عمه أحمد بأنه اذا سألته الشرطة او اى أحد سيقول أن نادر آتى الى بيته الساعة الثالثة عصرا وغادر اليوم التالى الساعة السادسة صباحا وانه طوال هذا الوقت لم يغادر المنزل لدقيقة فإطمئن نادر لسماع هذا الكلام من عمه وأصبح لا يقلقه شئ فإنطلق مسرعا الى بيته بينما كانت ندى فى طريق عودتها تفكر فى كيفية تجهيز البيت ليجده زوجها لائق ومهندم عند رجوعه من العمل وكانت أيضا تفكر فى ماذا ستصنع للغداء فكانت تحدث نفسها قائلة:
حازم هيفرح أوى لما يرجع ويشوفنى ياترى أعمله ايه على الغدا أعمله بيتزا ولا ورق عنب وحمام ولا أحسن أعمله كفتة ومكرونة هو بيحبها ولا أجرب عليه الطبخة اللى عملها الشربينى من كام يوم بس لا اليوم اللى بعمل فيه طبخة جديدة حازم بيساعدنى فيها علشان تطلع حلوه طب أعمله ايه أووف بقى أنا أتخنقت والله لأعمله قلقاس لا نهار أسود قلقاس أيه دا يطلقنى فيها يارب انا تعبت كل يوم أقعد أقول اعمل آكل ايه اعمل آكل ايه انا هتجنن
وصل نادر الى بيته الساعة الحادية عشر وأربعة عشر دقيقة وعندما دخل بيته سمع أمه تقول:
أية اللى جابك بدرى يا موكوس أنت مش لسه قدامك يوم تانى علشان تخلص فيه البحث انت وصاحبك؟
فضحك نادر وجرى على أمه وحضنها بشدة وأخذ يقبل جبينها ويديها ورجلها وقال بعد أن نام على صدرها بينما كانت هى تجلس  على الاريكة:
ربنا ميحرمنيش من صوتك فى البيت ياست الكل
وقام بإعطائها الشيكولاتة وهو يقول بإبتسامة:
أحلى شيكولاتة لأحلى أم فى الدنيا كلها
فقالت أمه بإستغراب وهى تأخذ الشيكولاتة منه:
مش عوايدك يعنى ,أيه اللى حصل؟
فقال نادر بحنية وهو يقبل يدها:
ربنا هدانى ياما بركة دعاكى ليا ياست الكل ودلوقتى تسمحى أدخل أنام شوية لحسن أنا جسمى مدغدغ
فقالت أمه بإبتسامة:
روح يابنى قلبى وربى راضين عنك ليوم الدين
فقام نادر وقبل أن يدخل غرفته أوقفته أمه قائلة:
استنى ياض انتى اخدتنى فى دوكة ومقولتليش رجعت بدرى ليه؟
نادر:
انا للاسف ياماما إختلفت أنا وسامح فى حاجات كتير فمشيت وسبتله البحث يعمله هو
فقالت أمه بيأس:
يا خبتك التقيلة يعنى تسيبه ياخد الجايزة هو يا عبيط
قال نادر بحزن بعد أن تذكر سامح:
خلاص بقى ياماما قدر الله وما شاء فعل
أمه:
ونعم بالله بس انت سبته الساعة كام؟
نادر:
امبارح الساعة 2 الضهر
فقالت أمه بقلق:
وروحت فين كل دا قبل ماترجع هنا؟
نادر:
بصراحه إستغليت فرصة انى فى الاقصر وروحت زورت عمو أحمد
فقالت امه بشك:
متكدبش عليا لو كنت روحت كان عمك زمانه إتصل وقالى
قبل أن يرد عليها نادر رن هاتفها وكان المتصل عم نادر فأجابت قائلة:
الو ازيك يا أحمد عامل ايه
أحمد:
الحمد لله يا نهى انتى عاملة ايه وحشانى والله وام مريم نفسها تشوفك مش هتعملى زى إبنك وتجيلنا فى يوم
فقالت أم نادر بإرتياح بعد ان اطمئنت ان نادر كان عند عمه:
حاضر يا احمد فى يوم والله هحاول اخد اجازة من الشغل وأجيلك انا ونادر بإذن الله
أحمد:
دا انتى تنورى الاقصر بحالها انا بتصل اطمن على نادر هو وصل ولا لسه
أم نادر:
اه يا أحمد يسلم سؤالك هو وصل
احمد:
طب الحمد لله يلا مع السلامة فوتك بعافية
أم نادر:
الله يعافيك
وبعد أن أغلقت الخط قال نادر:
شوفتى بقى انى كنت عند عمى
أم نادر:
طب يا خويا روح يلا نام وانا هبقى اصحيك لما أحضر الآكل
فدخل نادر غرفته وإستلقى على سريره وأمسك هاتفه وقام بإرسال رسالة لجميع الفتيات التى يتحدث معهم وكانت الرسالة تقول:
أنا أسف سامحينى إنى إتكلمت معاكى لأن دا غلط وحرام فى سننا دا ركزى فى دراستك وحياتك وقربى من ربنا وسامحينى أرجوكى وربنا يكرمك ويقدملك كل خير
وقام بإرسال هذة الرسالة لجميعهن وقام بمسحهم وحظرهم من على الفيس والواتس والانستا وقام بمسح جميع صورهن التى كانت على هاتفه وعندما كان يمسح الصور وجد صورة لسما فأخذ ينظر لها طويلا وهو يبكى وقرر عدم مسحها وبعدها وضع هاتفه بجانبه ونظر إلى السقف وقال بصوت خافض حزين:
سامحنى يارب خلاص انا إتعلمت الدرس وعرفت ان بنات الناس مش لعبة وسامحينى يا سما أنا غلطت فى حقك
وأغلق عينه ونام ووجهه مبتل من بكائه ,وفى نفس الوقت كان سمير يرن جرس بيته وهو ممسك الزهور بيده اليمنى وحقيبته بيده اليسرى وعندما فتحت زوجته الباب وهى كانت رشيقة القوام خضراء العينين سمراء الوجه محجبة وجميلة فتافجأت وقالت بدهشة:
سمير!!!!
فدخل سمير البيت وأعطاها الزهور وأمسك يدها اليمنى وقبلها برقة وقال برومانسية:
وحشتينى أوى كأنى غايب عنك بقالى سنين
فزاد إستغراب ودهشة زوجته مما جعلها عاجزة عن الكلام فأكمل سمير بإبتسامة تعتلى وجهه:
أنا بحبك وعمرى ما حبيت ولا هحب حد قدك
وحضنها بشدة مما جعلها تبكى فرحا وفجأة جاءت إبنته ريهام فجرى عليها وقال لها بسعادة وهو يحملها بيده:
ريرى حبيبت قلب بابا وحشانى يا خلبوصة
فقالت ريهام بصوت رقيق:
وانت كمان وحشتينى اوى يا بابا
وجلس ثلاثتهم على الاريكة وكان يأخذ إبنته وزوجته بين زراعيه وقال لهم:
إية رأيكم نتغدى برا النهاردة وبكره نروح الملاهى
فقفزت ريهام فرحا وقالت أميرة بفرحة شديدة:
أنا بحبك أوى يا حبيبى
فقال سمير وهو يقبل جبيناها:
وأنا بعشقك ياقمر
وفى هذة الاثناء كانت ندى تفتح باب بيتها وما أن دخلت حتى بدأت ترتب البيت وتزينت بفستان أسود قماش ووضعت القليل من الميك أب حتى سمعت زوجها حازم يفتح الباب فموعد وصوله من المدرسة هو الثانية عشر ونصف وما ان دخل حتى فجأته ندى بظهورها وهى تقول بإبتسامة رائعة:
حمد الله على سلامتك يا حبيبى
فتفاجأ زوجها ونظر لها بدهشة فهو كان رشيق القوام شعره أسود
غامق وعينه عسليتان ووجهه جميل الملامح فقال لها بدهشة وسعادة:
مش معقول أنتى جيتى أمتى؟
فقالت ندى وهى تقترب منه وتمسك يده برقة:
من ساعة يا حبيبى
حازم:
مقولتليش ليه إنك جايه؟
فقالت ندى بإبتسامة وهى تقترب من آذنيه:
علشان أفاجأك
وقامت ندى بإحضار صندوق بقماش أسود شكله فى غاية الجمال وأعطته له بإبتسامة وهى تقول:
كل سنة وانت طيب يا أحلى حد فى حياتى وعقبال مليون سنة
فرح حازم بشدة وحضنها وحملها وأخذ يدور بها وهو يقول:
بحبك يا مجنونة
فقالت ندى برقة بعد أن انزلها:
وأنا بعشقك يا قلب المجنونة
وجلسوا الاثنين على الاريكة وقال حازم بحزن:
فرحتينى رغم انى زعلان جدا
وبدء فى البكاء شئ فشئ فإحتضنته ندى بشدة وهى تحاول تهدأته وتقول:
إهدى يا حبيبى ايه اللى حصل لكل دا؟
بالرغم من إنها كانت تعرف الاجابة على هذا السؤال ولكنها تظاهرت بعدم المعرفة فقال حازم بحزن:
تلميذ عندى إسمه سامح إتقتل
فتظاهرت ندى بالدهشة وقالت بحزن:
إزاى دا حصل ومين اللى قتله؟
فقال حازم وهو يمسح دموعه:
كنت باعته الاقصر هو و واحد صاحبه يعملوا بحث وإمبارح البوليس لاقاه فى شقة خالته مقتول بأداة حادة ولقوا إتنين غيره فى أماكن مختلفة مقتولين برضوا منهم واحدة إسمها ليلى لقوها فى فندق.......... وواحد مدرس لقوه فى فيلا إيجار
فإستغربت ندى وقالت محدثة نفسها:
هو ازاى حازم مفتكرش ان دا نفس الفندق اللى انا كنت قاعدة فيه معقول نسى بركاتك يا نادر عرفت تحسده
حازم:
انتى مش بتردى ليه؟
فقالت ندى بحزن:
لا أصلى زعلت أوى من اللى انت قولته دا
حازم:
ياريتها جت على كدا وبس
قال ندى بخوف:
هو فيه حاجة حصلت تانى؟
حازم:
النهاردة الصبح كان فيه بيت على الطريق بين قنا والاقصر لقوه محروق بفعل فاعل وإكتشفه فيه جثة وللاسف من الحريق معرفوش يحديدوا جثة مين
فإرتعشت ندى وتغيرت ملامح وجهاها وقالت فى نفسها:
اللواء!!
فلاحظ ذلك حازم فضمها وأخذ يرطب عليها قائلا:
إهدى يا حبيبتى انا عارف ان اللى حصل دا حاجة بشعة
فتذكرت ندى كل شئ حدث من موت ليلى وسامح وعبد الرحمن والغرفة المرعبة ووالمسدس الذى كان موجه اليها واللواء عندما أطلق الرصاص على نفسه فبدأت فى البكاء فى حضن حازم مما جعله يبكى هو الاخر ولكنه تمالك نفسه بعد دقيقة وبينما هى مازالت تبكى فأخذ يحاول تهدأتها قليلا حتى هدأت وقالت بحزن:
أنا أسفة يا حبيبى نكدت عليك أكتر
فمسح حازم دموعها وقبلها فى جبيناها وقال برقة:
انتى الوحيدة اللى بسمحلها تنكد عليا فخدى راحتك
فضحكت ندى برقة وتذكرت شئ فقالت بعصبية:
اه صح انت فكرتنى انت فعلا هيتنكد عليك
فقال حازم وهو يضحك:
يا نهار أسود انت بتصدقى اى كلمة بقولهالك أنا كنت بهزر يا منيلة
ندى:
لا والله هزر هزر براحتك بس أنا مش هسمحلك تآذى نفسك بالطريقة دى
حازم:
ااااااااااااه فهمت السجاير صح؟
ندى:
حرام عليك يا حازم بقى أنا أغيب كام يوم أرجع القى الطفاية مليانة على آخرها  سجاير ينفع كدا؟ احنا مش إتفاقنا تبطلها خالص علشان صحتك وانت وعدتنى انك مش هتشربها تانى ودلوقتى بتخلف بوعدك انت مش قد كلمتك وانا زعلانة منك
وهمت بالوقوف فأمسكها حازم وأجلسها على الاريكة مرة آخرى وهو يقول بإعتذار:
انا أسف فعلا سامحينى بس والله كنت حاسس بالملل و انتى مش موجودة علشان كدا دخنت
ندى:
طب على الاقل كنت تدخن واحدة اتنين أربعة ياعم لكن مش 23 واحدة حرام كدا انت بوظت أكتر من 7 شهور وانا بحاول فيهم امنعك منها
فقال حازم بإستغراب:
انت عديتى انا شربت قد ايه؟
ندى:
ايوه هو دا كل اللى همك ومش همك صحتك
حازم:
أنا أسف يا قلبى
فنظرت له ندى بعتاب فنكزها فى كتفها وهو يقول بإبتسامة:
خلاص بقى أنا مش قد النظرة دى
وأمسك يدها وقبلها برقة فإبتسمت وقالت:
اروح منك فين انت هو انا أقدر أزعل منك
فضحك حازم وقال:
ربنا ميحرمنى منك أبدا يا حبيبتى
ندى:
ولا منك يا حبيبى ااااه تعالى هنا انا افتكرت حاجة كمان
حازم:
انت رخمة اوى يا ندى مش كنتى تقوليها فى الاول علشان أصالحك بالمرة عليها
فضحكت ندى وقالت:
لا يا حلو انا مش عايزاك تصالحنى انا
حازم:
اومال مين؟
ندى:
زينب
فقال حازم بإستغراب:
زينب مين؟
ندى:
البنت العسل اللى بتاخد معاك درس ونزلتلك بوست على الفيس امبارح وكانت عمالة تشكر فيك وفى شرحك وكتبالك بوست طويل عريض قد كدا وانت بجد رخم رديت عليها بتقولها أحلى زينب بس هو دا اللى ربنا قدرك عليه؟
فقال حازم بسخرية:
يادى النيلة إبتادينا
ندى:
إبتادينا ايه
حازم:
إبتدينا النكد اللى بحق وحقيقى
فقالت ندى بدهشة:
نكدت عليك ازاى دا انا بقولك انك ردك عليها مش حلو المفروض كنت ترد بأحسن من كدا يبقى فين بقى النكد دا
فقال حازم بسخرية:
لا والله وهو انتى كنت عايزانى أرد عليها أحسن من كدا؟
ندى:
اه
حازم:
انتى كدابة دا انتى بتتريقى عليها وغيرانة وكنتى عايزانى أمسح البوست بتاعها ،لأ دا انتى كنتى كمان عايزانى اعملها بلوك صح؟
فقالت ندى بإستغراب:
لا مش صح انا لا غيرانة ولا حاجة دى بنت صغيرة وانت زى أخوها وفوق دا كله المدرس بتاعها وهى بنت محترمة وعسل وحبت تشكرك على مجهودك معاها يبقى المفترض أفرح بجوزى وأبقى فخورة بيه مش أزعل منه وأغير من بنت صغيرة
فقال حازم بإستغراب:
لا والله من امتى الرزانة والعقل دا كله مش مصدقك بصراحه
فتعصبت ندى وهمت بالوقف وذهبت وأحضرت مصحف وجلست مرة آخرى ووضعت يدها على المصحف وقالت:
والله العظيم انا مش غيرانة بالعكس انا فرحانة بالبنت دى اوى وفرحانة بمجهودك معاها وزعلانة منك علشان انت مرضتش عليها حلو
أخذ حازم ينظر لها بذهول وقال:
مش ممكن ايه اللى حصلك وغيرك بالشكل دا كدا؟
فقالت ندى بإبتسامة وهى تمسك يده:
ربنا هدانى يا حبيبى
فحضنها حازم بشدة وهو يقول:
انا بحبك
فقالت ندى بسعادة:
وانا كمان بحبك
وظلوا هكذا لثوانى حتى قالت ندى:
موبيلك فين؟
حازم:
ليه؟
ندى:
علشان تمسح ردك المنيل دا وتكتب رد احلى
حازم:
يا ستى مش وقته
فقالت ندى بعصبية:
لا وقته متعصبينيش
فأخرج حازم هاتفه ومسح الرد القديم وما أن بدء يكتب رد جديد حتى قالت ندى:
ممكن تسبنى انا اكتبلها حاجة حلوه هتعجبها وتفرحها اوى
فأعطها هاتفه وكتبت:
زوزو القمر تسلمى يا جميل على كلامك الحلو دا وبجد انا من غير إجتهادك و مذكرتك مكنتش عملت حاجة الفضل يرجع ليكى يا قمر وبشكرك اوى على زوقك وأخلاقك وربنا يوفقك يا قمر وتدخلى الكلية اللى نفسك فيها
عندما قرأ حازم ندى فرح بشدة وقال:
ايه كل دا انا مكنتش هعرف أكتب اى حاجة من دى
فقالت بإبتسامة:
خلاص اى بنت تانى تبعتلك حاجة حلوه سبنى انا اكتبلها رد حلو
حازم:
موافق يا قمر
ندى:
إفتكرت تأخد الملزمتين للبت وتدهلها فى المدرسة
حازم:
كاتها نيلة مجتش اصلا
فضحكت ندى وقالت:
يلا احسن مش مهم طب عملت امتحان بتاع درس النهاردة الساعة 4
حازم:
ااااه صح انا نسيت اقولك
ندى:
خير يا حبيبى
حازم:
انا لغيت الدرس
ندى:
ليه؟
حازم:
هروح قسم الشرطة
ففزعت ندى بشدة وقالت بخوف:
ليه؟ انت عملت ايه؟
حازم:
إهدى متخافيش دول هيحققوا معايا فى جريمة سامح الله يرحمه
فقالت ندى بعدم ارتياح:
وهو لازم التحقيق دا؟
حازم:
طبعا لازم متخافيش يا حبيبتى دول هيسألونى شوية أسئلة بما أنى انا كنت مشرف على البحث وانا اللى بعته مفيش حاجة متخافيش وغير كدا هيحققوا مع نادر الواد التانى اللى انا كنت باعته معاه وهيتأكدوا منه من شوية حاجات خاصة انى عرفت انهم حققوا مع عمه فى الاقصر وقالهم ان نادر اختلف هو سامح فنادر إنسحب من البحث وإستغل فرصة انه فى الاقصر وجه يزورنى وبالشهادة دى فنادر مش متورط فى حاجة هو عنده دليل غياب عن موقع الجريمة بس لازم يحققوا معاه جايز يكون عارف حاجة
فقالت ندى بإرتياح قليلا:
طب كويس طمنتنى
حازم:
إطمنى على الاخر مفيش حاجة خير ان شاء الله
فقالت ندى بقلب قلق:
يارب
كانت الساعة الرابعة عصرا عندما وصل حازم الى قسم الشرطة وهناك رأى نادر جالس على مقعد بجانب باب غرفة الظابط المختص بالقضية منتظر ان يسمح له بالدخول فجلس حازم بجانبه بعد ان سلم عليه وبدء حازم الحديث قائلا:
ليه لما إنسحبت من البحث متصلتش بيا وقولتلى؟
فقال نادر بأسف:
علشان كنت مكسوف اوى من حضرتك فقولت اروح عند عمى واخليه يكلمك يقولك بنفسه ويعتذرلك
حازم:
هو انا كنت باعتك انت تعمل البحث ولا باعت عمك
نادر:
انا أسف والله يا مستر سامحنى يارتنى ما سبت البحث مكنش حصل اللى حصل
فقال حازم بحزن:
متعرفش مين ممكن يكون قتله؟
فقال نادر بحزن وعينه بدئت تزرف بالدموع بعد ان تذكر ما حدث:
لا للاسف معرفش ،سامح الله يرحمه كان طيب ومحبوب من الكل مين اللى ممكن يفكر يعمل فيه كدا؟
وزاد بكاء نادر فأخذ حازم يرطب على كتفه قائلا:
إهدى ووحد الله ربنا يرحمه يارب ويسكنه فسيح جناته ويصبر اهله
فقال نادر بصوت مرتجف:
يااااارب
وخرج من غرفة الظابط رجل ضخم البنية ذو شارب كبير وقال بصوت غليظ:
نادر أيمن
فقام نادر ودخل الغرفة وما دخل حتى رأى على اليسار ثلاجة صغيرة وعلى اليمين مكتب يجلس على كرسيه الرئيسى رجل فى الثلاثينات من عمره شعره اسود خفيف وجهه صارم ملامحه فى قمة الجد يوجد له هيبة كبيرة وهو الرائد شعبان فرج وكان يجلس بجانبه على اليسار زميله وهو اقل منه رتبه وكان اصلع الرأس ومخيف وهو مصطفى شاهين وكان يجلس بجانب الرائد شعبان على اليمين الكاتب الذى يدون ما يقولوه فأشار الرائد شعبان لنادر بالجلوس فجلس نادر وكانت عينه حمراء من كثرة البكاء فبدء الرائد شعبان الحديث بصوت صارم:
مستعد نبتدى التحقيق
نادر:
إتفضل
الرائد:
إسمك وسنك؟
نادر:
إسمى نادر ايمن سنى 17 سنة
الرائد:
اية علاقتك بالمجنى عليه سامح فريد؟
فقال نادر بحزن:
الله يرحمه كان زميلى فى الفصل ومستر حازم بعتنى انا وهو الاقصر علشان نعمل بحث
الرائد:
كنت فين امبارح من الساعة 9 بليل لغاية 1 بعد منتصف الليل؟
نادر:
كنت عند عمى أحمد وعلى ما أعتقد حضرتك تعرف المعلومة دى فعمى اتصل وقالى انكوا حققتوا معاه فى الاقصر
إعتدل الرائد فى جلسته ونظر له بحدة وقال:
انا مليش دعوة باللى قالو عمك انا بسألك انت
نادر:
اسف يا حضرة الرائد
الرائد:
على حسب كلام عمك ان انت وسامح اتخانقتوا مع بعض فأنت سبت البحث وروحت بعدها عند عمك صح؟
نادر:
نص ونص
فقال الرائد بإستغراب:
يعنى ايه نص ونص وضح كلامك انت فى تحقيق مش فى دردشة مع صحابك
نادر:
انا اسف مقصدش انا اقصد ان نص كلام حضرتك صح والنص التانى غلط
الرائد:
وايه الصح وايه الغلط؟
نادر:
الغلط ان حضرتك بتقول انى إتخانقت انا وسامح ودا مش صحيح احنا إختلفنا مش أكتر والصح انى إنسحبت من البحث وروحت لعمى بعدها
الرائد:
وايه هو اللى إختلفت فيه انت وسامح؟
نادر:
إختلفنا فى طريقة كتابة البحث وفى المعلومات اللى هنكتبها وفى المصادر اللى هنرجعلها
الرائد:
وانت شايف ان دا سبب كافى يخليك تنسحب من البحث؟
نادر:
لا هو مش كافى اوى بس انا اصلا من البداية مكنتش حابب فكرة انى اروح واعمل بحث بس مرضتش أكسف مستر حازم علشان هو كان واثق فيا
صمت الرائد قليلا وكأنه يبحث عن أسئلة حتى نظر الى زميله مصطفى فإعتدل مصطفى فى جلسته ونظر لنادر وقال بصوت مخيف:
يعنى انت مروحتش مع سامح لبيت خالته؟
كان نادر يحاول ان يبعد التوتر عن ملامح وجهه حتى لا يشكوا فيه فقال بكل ثقة:
لا يا فندم انا اول ما سبته روحت على طول على بيت عمى ومخرجتش منه غير تانى يوم وانا مروح
مصطفى:
يعنى انت مش ممكن تكون بتكدب علينا واتخانقت خناقة جامدة انت وسامح وبعد كدا قررت تقتله علشان ميكسبش هو بالجايزة وبعد كدا قولت لعمك علشان يدارى عليك
فتعصب نادر وقال وهو يبكى:
مستحيل انا قولت اصلا انى مكنتش مهتم بالبحث ولا كان فى بالى وانا وسامح متخانقناش دا مجرد اختلاف فى وجهات النظر وبعدين حتى لو اتخانقنا وحتى لو كان البحث يهمنى معقول هقتل زميلى وصاحبى علشان جايزة هبله زى دى هى مش جايزة نوبل يعنى
فصمت مصطفى قليلا وكأنه إقتنع بكلامه حتى سأله قائلا:
طب والجريمتين التانين متعرفش عنهم حاجة؟
نادر:
ولا اى حاجة
مصطفى:
تفتكر مين ممكن يقتل سامح؟
زاد بكاء نادر كلما تذكر ماحدث وقال بصوت مرتعش:
معرفش الله يرحمه كان انسان مفيش زيه مين اللى ممكن يفكر يقتله
مصطفى:
طب وان.......
فقطع كلامه الرائد شعبان قائلا:
عندك اقوال تانية عايز تقولها؟
نادر:
لا يا فندم
الرائد:
طب وقع على أقوالك وإتفضل مع السلامة
وقع نادر على أقواله وخرج من الغرفة وسلم على حازم وإنصرف وبعد دقائق دخل حازم هو الاخر غرفة التحقيق وآذن له الرائد بالجلوس فجلس حازم وقال الرائد شعبان:
مستعد نبدء التحقيق؟
حازم:
ان شاء الله
الرائد:
إسمك وسنك وعملك؟
حازم:
إسمى حازم حسن وسنى 26 سنة وانا مدرس فى مدرسة ثانوى مشتركة
فنظر له مصطفى بإستغراب وقال بسخرية:
سنك 26 ومدرس فى مدرسة مش شايف ان سنك صغير اوى على انك تبقى مدرس دا انت كدا بينك وبين تلاميذك فرق كام سنة على كدا بيحترموك ولا بيعاملوك كأنك صاحبهم؟
فنظر له حازم بإشمئزاز بينما الرائد شعبان نظر لمصطفى بعصبية وقال:
اية دخل السؤال دا بالتحقيق يا حضرة الظابط؟
حازم:
لو تسمح يا حضرة الرائد انا عايز اجاوب على سؤال حضرته
فقال الرائد بإستغراب:
إتفضل
حازم:
انا فعلا سنى صغير بس الحمد لله إسأل اى حد من طلابى عليا هيقولولك شرحه أحسن من مدرسين عندهم أكتر من 70 سنة مش معنى انى صغير يبقى شرحى وحش ومش بفهم بالعكس دا انا علشان سنى صغير وقريب من سن طلابى فأنا فاهم دماغهم وبعرف أوصلهم المعلومة بطريقة سهلة وللاسف فى ناس كتير ومدرسين كبار فى السن معتقدين ان المدرس اللى سنه صغير وبيدرس دا كأنه مذنب مع ان الشرح دا موهبة ربنا بيديها لاى حد سواء كان كبير او صغير وبعدين مش ذنبى ان سنى صغير بس على الاقل الحمد لله طلابى كلهم بيفهموا منى وبيحبونى ودا اهم حاجة يمكن علشان سنى صغير معنديش خبرة جامدة زى اللى عنده 50 و60 بس الخبرة دى بتيجى مع السنين وانا كل ما أكبر هتزيد خبرتى دى أقل إجابة ممكن أقولها لحضرتك إختصارا للوقت
فقال مصطفى بسخرية:
أقل إجابة أومال أكبر إجابة عندك قد ايه مش مستغرب مش انت مدرس تاريخ يبقى طبيعى بتحب الرغى والعجن
فتعصب الرائد بشدة وقال:
تسمح تسكت يا مصطفى عايزين نكمل التحقيق أسئلتك دى ملهاش اى معنى وأصلا مش من حقك تسأله أسئلة برا التحقيق
فقال مصطفى معتذرا:
أنا اسف يا فندم
فرح حازم من داخله وقال لنفسه:
أحسن تستاهل
فقال الرائد شعبان بإبتسامة:
معلش بعتذرلك يا مستر حازم
حازم:
لا محصلش حاجة يا فندم تقدر تكمل
الرائد:
ايه هى صلتك بالمجنى عليه؟
فقال حازم بحزن:
كان من أشطر الطلاب عندى الله يرحمه كان مفيش زيه فى الاحترام والاخلاق ويارتنى ما بعته الاقصر حاسس انى انا السبب فى اللى حصله
فضحك مصطفى بسخرية وقال فى نفسه:
لا يا حلو مش انت السبب دى مراتك وتلميذك وصاحبك فى الشغل هما السبب
فنظر الرائد شعبان لمصطفى بعينين مشتعلتين من الغضب فنظر مصطفى للاسفل أسفا فقال الرائد:
لا يا مستر مش انت السبب ممكن يكون حد تانى
فقال حازم بإستغراب:
تقصد نادر
الرائد:
انت رأيك ايه؟ مش شاكك فيه؟
حازم:
لا خالص نادر ولد كويس هو ممكن يكون مجنون شوية بس شاطر ومحترم وإستحالة يعمل حاجة زى دى
الرائد:
طب تعرف اى حاجة عن الجريمتين التانين؟
حازم:
لا للاسف
الرائد:
ولا تعرف حاجة عن البيت اللى اتحرق على الطريق بين الاقصر وقنا؟
حازم:
لا برضوا ممكن يكون نادر شاف البيت دا وهو راجع من عند عمه لكن انا لا
فتعصب الرائد وقال فى نفسه:
نسيت أسأله عن البيت منك لله يا مصطفى بتشتت أفكارى
الرائد:
طب تعرف مين ممكن يكون قتل سامح؟
حازم:
مفيش اى حد ممكن يفكر يقتله دا كان ولد كويس جدا ومحترم ومبيعملش مشاكل مع اى حد
فقال الرائد بيأس:
عندك أقوال تانية عايز تقولها؟
حازم:
لا يافندم
الرائد:
طب إتفضل وقع على أقوالك وتقدر تمشى
ووقع حازم على أقواله وإنصرف وبعد أن غادر كان الرائد شعبان مستعد ليوبخ زميله مصطفى على ما فعله ولكن هاتفه رن وكان المتصل زوجته فإنصرف من الغرفة بعد ان قال لمصطفى ان ينتظره حتى ينهى مكالمته وبعد ان خرج وهو والكاتب واصبح مصطفى لوحده فى الغرفة فأخرج هاتفه بعد أن تأكد من عدم وجود أحد على باب الغرفة لكى يأخذ راحته فقام بالاتصال برقم مسجل عنده بأسم ياسر ورد المتصل قائلا:
اية يا درش الاخبار عندك؟ طمنى
فقال مصطفى بسعادة:
كله تمام يا برنس مفيش اى دليل إدانة على نادر او ندى او سمير التلاتة فى السليم
فقال ياسر بسعادة:
الله عليك قولى عملت اللى قولتلك عليه؟
مصطفى:
عيب عليك طبعا عملته تحب احكيلك
ياسر:
ياريت
مصطفى:
اولا يابرنجى مفيش اى بصمات لنادر او لسمير فى مكانين الجريمة ثانيا اسم ندى مش موجود فى سجلات النزلاء بتوع الفندق كأنها مدخلتش الفندق من أساسه وموبيل ليلى مفيش عليه اى آثر لرقم ندى وحتى لو دوروا فى الشركة عن الارقام اللى اتصلت بليلى او ليلى اتصلت بيهم مش هيلاقوا رقم ندى خالص ونفس الكلام حصل فى موبيل عبد الرحمن مفيش آثر لرقم سمير وبواب الفيلا ظبطه بشوية فلوس وقال فى التحقيق ان مفيش حد دخل او خرج من الفيلا غير عبد الرحمن ومجبش سيرة سمير وبالنسبة لجيران شقة سامح برضوا إتصرفت معاهم وقالوا فى التحقيق ان مفيش حد دخل او خرج من البيت غير سامح ومجبوش سيرة نادر وغير كدا دليل غياب عن مكان الجريمة لما قالوهم انه هو كان عند عمه وعمه قال نفس الكلام يبقى كدا التلاتة مفيش اى حد ممكن يشك فيهم
فقال ياسر بسعادة:
الله عليك يا حضرة الظابط تعجبنى دايما طب قولى الرائد شعبان شك فى حاجة وهو بيستجوب نادر وحازم؟
مصطفى:
ولا اى هتش وبعدين انا اصلا كنت بشوش على تفكيره بأسئلة غريبة فقعد يتعصب عليا
فضحك ياسر وقال:
طب والبيت فى أى آثر يقول ان الجثة اللى فيه بتاعت اللواء عادل؟
مصطفى:
ولا اى حاجه الطب الشرعى مش عارف يحدد هو مين بسبب الحرق الشديد
ياسر:
طمنت قلبى يا حبيبى قابلنى بليل علشان انا والواد عبد الرحمن هنسهرك سهرة عمرك ونديك عرقك
فقال مصطفى بسعادة:
حبيب هارتى أشوفك بليل يا برنس سلام
وأغلق كل منهم المكالمة وكان ياسر يقول لعبد الرحمن:
اللواء دا دماغه داهية رتبها وحسبها بالشعرة
فقال عبد الرحمن بسعادة وهو يحتسى كوب من الويسكى:
عندك حق هو داهية بعقل
وقام برفع كوبه فى الهواء وقال بسعادة لياسر:
فى صحة اللواء اللى منغنغنا
فرفع ياسر كأسه هو الاخر وضربه فى كأس عبد الرحمن وقال وهو يشرب:
فى صحة اللواء



                   
                           بعد عام ونصف

كانت رحلة المدرسة الثانوية المشتركة بقنا لتوديع دفعة الصف الثالث الثانوى بعد أن نجحوا وحصوا على أعلى المراتب وكان نادر ايمن هو الاول على الادارة فى القسم الادبى فقد حصل على 99.9 % وكان يوجد الكثير من المدرسين وعائلتهم فى الحفلة من بينهم مستر سمير وزوجته أميرة وإبنته ريهام وكان يوجد حازم وزوجته ندى التى تحجبت بعد أن رزقت بهدير ذات الثمانى شهور وكانت جميلة بشدة كأمها وأبيها وما أن رأت ميس داليا مدرسة علم النفس مدام ندى فجرت عليها وقالت بدهشة وسعادة:
ندى أيه القمر دا إتحجبتى أمتى؟ ودى هدير بنتك صح ما شاء الله بقت قمر
فضحكت ندى التى كانت تحمل هدير فى يدها وقالت:
والله انتى اللى قمر يا داليا انا يا ستى إتحجبت بعد شهر من ولادة ديراا  حبيبت قلبى علشان تكبر تلاقى ماما حبيبتها محجبة فتقلدها
فأمسكت ميس داليا هدير وحملتها بحذر وقبلتها فى خدها وقالت:
ما شاء الله عليكى وعليها أحلى قرار أخدتيه هو الحجاب والقرار اللى أحلى منه انك قررتى تجبلنا هدير الكتوتة دى
ندى:
حبيبتى يا  داليا ربنا يخليكى ويخليلك اولادك
داليا:
اومال فين حازم؟
فنظرت ندى حولها فى جميع الموجودين حتى وجدت حازم يقف مع مستر سمير ويسلم على زوجته وإبنته ريهام فقالت لداليا:
اهو واقف هناك بيسلم على مستر سمير تعالى نسلم عليهم
داليا:
لا روحى انتى وانا هبقى أجى اسلم عليهم بس بعد ما نادر يلقى الخطبة اللى هيقولها
ندى:
إشمعنة؟
داليا:
أصله متوتر وعايزنى جنبه
فضحكت ندى وقالت:
طب اوكى روحى انتى وابقى تعالى بعد ما يخلص الخطبة
فأخذت منها هدير وذهبت لحازم الذى بدء يعرفها على مستر سمير وزوجته وإبنته فرحبت بهم أشد ترحيب وقامت ريهام بحمل هدير وأخذت تلاعبها وأخذت ندى تتعرف على أميرة الى ان صمت الجميع ليلقى الاوائل خطبتهم وعندما جاء الدور على نادر ألقى خطبته ببراعة وبإلقاء جيد وبعد أن أنهى خطبته بدء الجميع فى التصفيق بحرارة وبدئت أمه تزغرط ودموع الفرحة تنهمر من عيناها وبعد الخطبة أخذ الجميع يسلم على نادر وعلى باقى الاوائل وما ان إجتمع مستر سمير ومدام ندى ونادر معا مجددا فنظروا الى بعضهم بإبتسامة ورفعوا رؤسهم الى السماء وبدئوا يقرئون القاتحة بصوت خافض على روح سما                                                                                                          



                               تمت بحمد الله

                            

                            ****************

🎉 لقد انتهيت من قراءة ما وراء القتل 🎉
ما وراء القتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن