(الفصل الرابع) (الفتاة المنتحرة)

83 7 0
                                    

(الفصل الرابع)
(الفتاة المنتحرة)

صباح الخميس 7 نوفمبر 2019 الساعة الثالثة وخمس دقائق بعد منتصف الليل
كان كلا من نادر وسمير وندى ينظرون لصورة ملقاة على الارض ومقلوبة على وجهاها وكان على ظهرها مكتوب شئ بالقلم الجاف فإلتقطتها ندى وقرأت الشئ المكتوب على ظهرها وكان الشئ يقول:
الفتاة المنتحرة
ثم قامت ندى بقلب الصورة على وجهاها حيث بدت فتاة فى سن السادسة عشر تلبس قميص ابيض وتضعه داخل بنطلون اسود وكانت غير محجبة وشعرها لونه بنى قصير و وجهاها أبيض وكانت تضع القليل من الميك أب وكانت وسيمة نوعا ما و تقف فى حديقة مليئة بالاشجار والزهور ملتفه بالالوان فأخذ نادر وسمير وندى ينظرون إلى بعضهم البعض بإستغراب حتى قال نادر بتوتر بعد لحظات من الصمت:
مش دى البنت اللى لقوها مقطعة شراينها فى حمام المدرسة من ست شهور
فقال سمير بسخرية:
ايوه هى مش محتاجة يعنى مهو مكتوب على ضهر الصورة الفتاة المنتحرة يبقى هى أكيد
فقالت ندى وهى تنظر الى الصورة ووجهاها يملئه الغضب والاشمئزاز ونبرة صوتها حادة غاضبة:
دا معناه ايه ان صورتها تبقى هنا يعنى؟
فلم يجيبها احد فقط أخذ نادر يصرح بنظره بعيد وعلى وجهه علامات الدهشة والتوتر بينما سمير أمال جسمه على الحائط قليلا وكان حائر وغاضب فى نفس الوقت ظلوا هكذا للدقائق حتى نظر سمير لندى ونادر وسألهم:
حد كان يعرف البت دى قبل ما تنتحر؟
فنظر نادر الى الارض وهو فى حيرة بينما كانت ندى تنظر الى الصورة بكره وغل وقالت بغضب:
أه أعرفها
فقال سمير بحيرة وإستياء:
وأنا كمان أعرفها
فنظر سمير وندى لنادر وكأنهم يسألوه بنظراتهم حتى قال بتوتر:
أنا كمان عارفها
فقال سمير وهو يتمشى فى الغرفة ويضع يده على ذقنه مفكرآ:
لازم نوصل لتفسير يوضحلنا الصورة دى موجودة هنا ليه
فلم يتفوه أحد بكلمه سوى نظراتهم لبعضهم البعض فقام سمير بسؤال نادر وندى قائلا:
أنتوا تعرفوها منين؟
فلم يجيبه أحد حتى قال هو بعد بضع دقائق:
فى بداية الترم الاول لتانية ثانوى كانت البت دى فى فصل من فصولى وكانت دايما بتحاول تتذاكى عليا وهى اصلا فاشلة وكانت واهمه نفسها بإنها دكتورة زمنها لغاية ما فى يوم قولت لطلابى يعملوا تجربة فى المعمل كل واحد على حدا وكنت مدربهم عليها كتير جدا حتى أفشل وأغبى حد عندى كان يعرف يعملها اما بسلامتها كانت هتفجر المعمل بغبائها لولا ستر ربنا ولما زعقتلها بجحت فيا بكل قلة أدب وكانت مقتنعة انها صح وانا اللى غلط فقولتلها بعصبية أنتى فاشلة ومتنفعيش فى علمى حولى أدبى وريحينى من غبائك وقلة أدبك وواضح إنها كان عندها دم وبتحس فعلا تانى يوم حولت أدبى ومن ساعتها معرفش حاجة عنها ولا شوفت خلقتها غير لما انتحرت
فأخذت ندى تنظر لسمير لبضع دقائق حتى عاودت النظر فى صورة الفتاة فقال سمير متسالا:
هى البت دى كان إسمها ايه؟
فقالت ندى بإشمئزاز:
سما
وبعد لحظات من الصمت قال سمير بعصبية:
ماتردوا عليا
فنظروا له فأكمل:
تعرفوها منين؟
لم يجيبه احد للحظات حتى قال نادر بتوتر:
لما حولت ادبى إتنقلت ل 2/9 الفصل اللى انا فيه وكنا بناخد مع بعض دروس لغاية ما..........
ثم صمت للحظات وأخذ يطقطق صوابعه فلاحظت ذلك ندى فقالت بسخرية:
متوتر ليه يا حلو؟
فنظر لها نادر بعينين زرقاتين لامعتين فقال سمير وهو يقترب من نادر:
ما تكمل يا بنى لغاية ما ايه؟
فقال نادر بنفس التوتر:
لغاية ما إتعرفنا على بعض وإتكلمنا على الفيس لمدة فترة كدة و............
ثم صمت للحظات فقال سمير بتعصب:
يا بنى متخنوقش أهلى كمل
فقال نادر بعصبية:
وخلاص مبقناش نتكلم تانى فترة وعدت
فقال سمير وهو يضرب كف على كف:
يعنى ايه فترة وعدت ايه السبب اللى خلاكوا............
ثم صمت قليلا وهو يحملق فى نادر بإستغراب وأكمل:
خد هنا وهو أنت ليه كلمتها من الاساس دة أنت قليل الادب بقى وبتاع بنات
نادر:
والله العظيم هى اللى بعتتلى أول مرة
فنظر له سمير بسخرية وقال:
لا والله هو فيه بت هى اللى هتبعت الاول لواد
نادر:
هو دة اللى حصل و وو وبعدين هى اصلا بت قليلة الادب
فأخذ سمير ينظر الى نادر بشك حتى نظر مرة اخرى الى ندى الى لا زالت تمسك الصورة وتنظر لها بنفس النظرة فسألها سمير قائلا:
وأنتى يا مدام ندى؟
فاقت ندى من سرحانها ونظرت له ثم قالت بغضب:
كانت فى الفصل اللى بيدرس فيه حازم وفى رحلة المدرسة السنة اللى فاتت أنا وحازم طلعنا الرحلة والزفتة كانت طالعة معانا وبسببها إتخانقنا انا وحازم ومشينا فى نص الرحلة
نادر:
أيوه صح أنا فاكر ان مستر حازم فضل يزعقلك وانتى كنتى عماله تتخانقى مع سما والمدرسين إتلموا عليكوا علشان يهدوكوا وبعد ما هديتم مشيتوا قبل الرحلة ما تخلص ويوميها بعد ما مشيتوا فضلت سما قاعدة بعيد تعيط ومكنش حد فاهم ايه اللى حصل هى عملتلك ايه؟
فنظرت له ندى وقالت بغضب شديد:
زى ما انت قولت قليلة الادب وكانت بتتكلم مع حازم بطريقة مش كويسة
فقال سمير متسالا بعدم فهم:
بطريقة مش كويسة ازاى يعنى؟
فتعصبت ندى كلما تذكرت الموقف فقالت:
انا اسفة فى اللى هقوله....
ثم صمتت للحظات وقالت:
كانت بتتكلم معاه بمياصة ودلع وقلة الادب كأنه خطيبها او جوزها
فقال سمير بدهشة:
وكانت بتتكلم معاه بالطريقة دى ليه؟
فقالت بغضب:
علشان حازم انت عارف ان سنه صغير وقريب من سنها وغير كدة بيعامل كل طلابه كأنهم أخواته الصغيرين وكان بيصاحبهم ويساعدهم دايما وفوق دة كله ان شكله حلو والزفتة دى كانت فى سن المراهقه فأكيد كانت معجبة بيه عرفتوابقى ايه سبب الخناقة وحازم زى ما انتوا عارفين طيب وعلى نياته مكنش عارف البت دى على حقيقتها فكان بيدافع عنها وانا طبعا فار دمى وإتخانقت معاه بسبب بنت ال...................
ثم صمتت وكانت يدها ترتعش ووجهاها يملئه الغضب حتى قال نادر محاولا تهدأتها:
إهدى يا مدام ندى متعصبيش نفسك بسببها دى بت قليلة الادب ومش محترمة
فقال سمير بسخرية:
وكافرة كمان
فصمتوا بضع دقائق حتى قال نادر بإستغراب:
برضوا معرفناش صورة البت دى هنا ليه
قال سمير بخيبة آمل:
ولا شكلنا هنعرف
فقالت ندى بيأس:
احنا هنفضل هنا مش فاهمين حاجة ومحبوسين من غير سبب
فقام سمير ووضع فيشة المشترك ليفتح التلفاز فقال نادر متسالا:
حضرتك بتعمل ايه؟
سمير:
هشوف الساعة كام
وعندما فتح التلفاز كان مفتوح على قناة الاخبار فكانت الساعة اسفل الشاشة هى الثالثة وخمسة وثلاثون دقيقة فجأة سمعوا صوت احد قادم ناحية باب الغرفة من الخارج وكانت خطوات قدمه كأنه ينزل درج والباب فى نهاية الدرج وسمعوا صوت مفتاح يدخل فى باب الغرفة من الخارج فرجعوا الى الحائط بظهورهم وأخذوا ينظرون الى باب الغرفة الذى على وشك الفتح بخوف شديد

                               *************

ما وراء القتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن