*12*
______
كانت ورد جالسة فى هدوء تقرأ احدى الكتب واذا قاطع هدوئها وصول سيدة اليها وهى سعيدة قائلة:
- انا عندى خبر ليكى حلو ياست ورد
- وايه هو؟
مدت يديها بورقة،،قائلة بصوت شبة عالى:
- عنوان الاستاذ باسم
أشارت لها ورد بأن تخفض صوتها قائلة:
- وطى صوتك لحسن بابا يسمعنا
- طيب ياستى كده جبنا العنوان،هنروح امتى؟
- بس كده ياسيدة فى مشكلة
- وايه هى؟
- انا هقول لبابا ايه وانا رايحة؟
فكرت سيدة ثم قالت:
- لقيتها ياست ورد
- هاااه قولى ايه هى؟
- انتى هتقوليلوا انك هتقضى يومين بره البيت علشان تعوضى الايام اللى قعدتيها فى الجزيرة
- تقصدى الفكرة حلوة انا هروح اقوله
- ماشى
***
دخلت ورد الى مكتب ابيها قائلة:
- بابا انت فاضى؟
- ايوه ياورد ادخلى
قالت بعد ان جلست:
- بابا انا هسافر اقعد يومين عند واحدة صحبتى
قال بتعجب:
- صحبتك؟ من امتى ياورد انتى عندك صحاب
شعرت بتوتر فقالت:
- ايوه انا عندى واحدة اعرفها عندها ساحل فى شرم هروح اقعد معاها يومين وهاجى ومتنساش .. انى كنتُ هقضى الاجازة فى فندقك،،فعلشان كده انا هروح اعوض الايام اللى كنت فى شرم فاأنت بقى موافق..
- ماشى بس خدى حد معاكٍ
- ماشى بس انا هاخد سيدة معايا
- اشمعنا سيدة
- اصل مينفعش اجيب معايا راجل لان انا وصحبتى بس وسيدة الست الوحيدة اللى موجودة هنا فأنا هخدها ماشى
- طيب اللى عايزاه اعمليه
ابتسمت ورد فرحاً ثم ذهبت الى سيدة قائلة:
- بابا وافق ان احنا نروح وهخدك معايا
ظهرت ابتسامة لسيدة فقالت:
- طيب هروح اجز الشنط علشان نروح
- هى كفاية شنطة واحدة ياسية
- اه صح،، معلش اصلى تحمست اوى
ابتسمت ورد فهى ستذهب غداً لتهتذر من باسم وتعترف بحبها له..
****
جلس باسم يتأمل اجواء الريف اليلية فالجو بارد ليلاً ةلا احد يكون فى الشوراع الا الاطفال،، قاطعه حسين جالساً بجانبه قائلاً:
- مالط ياباسم فى حاجة شغلاك
- لا
- لا؟! اومال ايه؟
- زهقان شوية وبفكر فى حاجة
- وايه هى اوعى لتكون لسه بتفكر بـ ورد
نظر باسم الى حسين نظرة الم قائلاً:
- بفكر فيها شوية وبس فى موضوع تانى
- وايه هو؟
- انا عايز اروح الجزيرة اقعد فيها
- وانت برائيك امك ممكن ترضى
قالت نهلة ماسكة بصينية الشاى:
- ومش هرضى ليه يعنى؟
ابتسم باسم لها، فأكملت قائلة:
- ابنى كبر بس الدور والباقى عليك انت
قال حسين بتعجب:
- انا مالى ماانا كويس اهو
- انا عايزاك تبدأ تشتغل ولا هتقعد فى البيت زى البنات
قال حسين بأعتراض:
- لا،طبعاً انا دورت على شغل ولقيت هنا يعنى كم يوم وهبدأ الشغل
- ماشى اما نشوف
****
استيقظت ورد فى الساعة السابعة صباحاً قررت ان ترتدى فستاناً ولكنه طويل لونه ابيض وجعلت شعرها على شكل كعكة ،،ابتسمت لشكلها هى لم تضع اياً من مساحيق التجميل ثم نزلت الى الاسفل وجدت سيدة قد جهزت نفسها، قالت سيدة لـ ورد:
- شكلك حلو ياانسة ورد
قالت ورد:
- قوليلى ياسيدة بأسمى بدون ألقاب، ورد ورد وبس، ممكن تقوليلى ورد بس
اتسعت ابتسامة سيدة قائلة:
- طبعاً
- طيب يالا نمشى
- يالا
****
اخذ ينظر الى الساعة فأصبحت الان الواحدة ظهراً،،قال لولدته:
- انا داخل الاوضة اغير هدومى
- ماشى
دخل الى غرفته واخذ يبدل ملابسه وعندما انتهى سمع صوت انوثى ولكنه ليس غريب هو يعرف من صاحبة الصوت هو يعرف هذا الصوت من صميم قلبه،وعندما تذكر صاحبة الصوت،قال بصدمة:
- ورد؟!
خرد اليهم وجد ورد معها سيدة، اخذ ينظر الى ورد بحقد ولكنها ابتسمت له ،،ولكنه يريد الان ان يصرخ فى وجهها ذهب اليها قائلاً بغضب:
- انتى جاية تعملى ايه هنا؟
ابتلعت ريقها قائلة:
- جاية اعتذرالك و...
قاطعها صارخاً:
- وانا مش قابل اعتذارك
امسك بذراعها،،فقالت والدموع بعيناها:
- انا عارفة انى غلطانة انا عارفة ان مكنش ينفه اقول الكلام ده انا عارفة ياباسم بس ياريتك تدينى فرصة اصلح كل حاجة
- فرصة؟فرصة لأيه انا معدش عايز اسمع منك كذب تانى
قالت نهلة لـ باسم:
- ميصحش كد ه ياباسم
امسكت بيديه قائلة:
- لو سمحت انا عايزة اقولك انى اسفى وعارفة ان كان تصرفى حقير بس انا كنت عايز اقولك تانى
قاطعها بغضب:
- انا قولت انى مش عايز اسمعك مش عايز اشمع كذب تانى
ثم اشدد امساك ذراعها واخذها الى باب يتهم قائلاً:
- وانا مش عايز اشوفك بعد لما افتح الباب فاهمة
- لا مش فاهمة انا ياباسم..
لم تستطيع ان تكمل جملتها لانه اغلق الباب،، اغلقت اعيناها قائلة ببكاء:
- انا اسفة
قالت سيدة بحزن وهى تنظر الى ورد الباكية:
- يالا ياورد نمشى
- انا مش عايزة امشى انا عايزاه يسمعنى انا بجد اسفة على اللى عملته فيه،عارفة ان كلامى مكنش لازم يتقال بس انا اسفة على اللى قولته ياسيدة انا مقدرش امشى من غير لما اقول كلامى كله..
(داخل المنزل)
قالت نهلة مؤنبة باسم:
- عيب اللى بتعمله ياباسم البنت جاية تعتذر تروح ترميها برا البيت
- هى تستاهل
- لا ياباسم مفيش حد يستاهل كل اللى حصل اخرج دلوقتى واقبل اعتذرها وبعدها اسمع باقى كلامها..
- وانا مش عايز اسمع كلام خليها كده اصلاً هتزهق وبعدها هتمشى
- بس انا اللى شايفاه انها مش هتزهق ياباسم
اخذ ينظر اليها عبر النافذة كانت تبكى ولو مرة يراها تبكى بصدق وايضا مستعدة ان تظل الى ان يخرج اليها ولكن لن يخرج لا يريد ان يهان مرة ثانية منها
****
اخذوا المارين ينظرون اليها بشفقة وحزن الى حالتها لم تستطيع ان توقف دموعها التى اصبجت كالشلالات المياة الساخنة،، قالت سيدة:
- يالا ياورد هو لو كان هيقبل اعتذارك كان قبله من بدرى يالا نمشى بطلى تعذبى نفسك على الفاضى
- لا ياسيدة انا استحق كده انا االلى غلطت ولازم اتحمل غلطى..
- انتى ماتستحقيش كده ياريتك تقبلى نروح بدل ما يبعتر كرامتك دى
امسكت سيدة بيدها قائلة:
- يالا نمشى انتى انتى عملتى اللى عليكٍ
أومأت ورد بالموفقة وعندما كانا ذاهبتان نظرت ورد الى البيت بحزن وقالت محركة شفتاها:
- انا اسفة
ثم ذاهبا ظلت ورد حزينة لقد خاب املها انها كانت تتمنى ان قبل اعتذارها
تألمت من حب لم تكن تسطيع ان تحدده الا بالوقت المتاخر
ولكنها ستفعل المستحيل حتى يقبل اعتذارها ..
___________________
انتهى الفصل
.
.
.
.
.
*13*
___
"بعد مرور اسبوعين"
اصبحت ورد لا تخرج من البيت وبقت فى غرفتها التى امتلات بالمناديل الوراقية
اثر بكائها وعندما كانت تبكى سكعت صوت الباب يدق فلم تعيره الانتباه
فدخل الطارق وكان والدها عندما رأها تبكى جلس بجانبها وفجأة احتضنته وبأت بالبكاء حتى ابتل قميصه،،فقال ليكسر الصمت:
- مش هتقوليلى انتى بتعيطى ليه؟
نظرت له نظرة طفوليه بعد ان تنفست بعمق:
- بابا ان حبيت حد وكسرته ولما جيت اعتذرله مقبلش الاعتذار
امسك ابراهيم بوجهه ورد قائلاُ:
- باسم مش كده
نظرت له بصدمة قائلة:
- ازاى عرفت؟
- يعنى كان باين انك بتحبيه بس عرفت لما سيدة حكتلى عن الموضوع
- طيب انصحنى اعمل ايه؟
- بصىٍ يابنتى انتى هنتى كرامته بكلامك ورحتيله تعتذريله مش كافى مرة خليها مرتين تلاتة لغاية لما يسامحك وبعدها اعترفيله ان بتحبيه
- يعنى برائيك اروح اعتذرله علشا يبعتر بكرامتى الارض تانى مرة
- بس انتى كمان اهانتيه ياورد وانا لو مكانه مكنتش هسامحك بسهولة ،بس دلوقتى امسحى دموعك وبعدين اعرفى مكانه فين ورحيله واعتذريله يالا
ابتسمت ثم اعطت والدها قبلة ثد دخلت الى الحمام حتى تغسل وجهها
***
نزلت ورد الى الاسفل فوجدن سيدة فقالت لها:
- سيدة انتى عارفة مكان باسم يعنى عرفتى؟
ابتلعت ريقها قائلة بتوتر:
- يعنى انا عارفة بس
- بس ايه يعنى هو دلوقتى فين؟
- هو راح الجزيرة اللى كنتُ فيها وشكله هيقعد هناك
شعرت ورد بالضيق ليس من الخبر ولكن من نفسها.
ذهبت الى ابيها قالت بدون مقدمات:
- بابا احجزلى على اول طيارة راحة المكان اللى فى الجزيرة
قال بتعجب:
- ليه؟
- باسم هناك
***
اخذت بعضاَ من ملابسها حتى تذهب ولكن لا تعلم اذا حبيبها سيقبل اعتذراها ام لا،،انتهت من توضيبها لحقيبتها ثم انطلقت الى المطار وعندما وصلت الى المطار ثم ذهبت الى الطائرة وجلست الى مقعدها وطوال الرحلة كان عقلها ملئ بالاشياء التى يمكن ان يكون باسم بفعلها او مايمكن ان يفعلها بعد ان يرها
****
- اه صحيح انت مجبتش معاك ورد ليه؟
- انا وهى مبقناش نشوف بعد ولا حتى بنكلم بعض
- ليه ايه اللى حصل
- حصل انها قالت كلام مينفعش تقوله ليا لدرجة انها خالتنى اكره نفسى انى حبتها وبعد كل اللى قالته جات علشان تطلب منى اسامحها بعد اللى قالته وانا بصراحة طردتها برا بيتى وبغد كم ساعة مشيت كان من المتوقع
- مش ممكن تيجى تطلب السماح مرة تانية
- معتقدش
- متبقاش كده هى ممكن تعملها
- وليه الثقة دى كلها
- بص وراك الاول
نظر الى خلفة رأها واقفة ورئه ولكن فى ذالك الوقت بالغضب والاشتياق لها ولكنه ذهب ناحيتها قائلاً بغضب:
- انتى جايه تعملى ايه هنا؟
- انا عايزة اقولك كل اللى كنت عايزة اقولهولك ياباسم ولازم تسمعنى
نظر اليها وكان سيذهب الا انها امسكت ذراعه قائلة:
- لو سمحت استنى لما اقولك كل كلامى ويخلص وبعدها احكم عليا
ثم اكملت قائلة:
- انا عارفى انى غلطت وكان غلطى وحش وعارفة ان انا اهانت كبريائك وعارفة ان كنت ولازلت حقيرة فى نظرك بس انا بجد اسفة على اللى عملته وبجد انا لو رجع بيا الزمن مكنتش هقول الكلمتين دول تانى
- خلضتى؟ انتى جيتى علشان اقبل اعتذارك ماشى انا مسامحك ينفع بقى تمشى وياريت مشفش وشك تانى
اشتددت فى امساك يديه قائلة:
- لسه مخلصتش ياباسم انا فى الوقت ده لما قولت الكلام ده كنت اتغيرت معاملتى مع كل الناس الا انت علشان انا كنت ساعتها..
قاطعها قائلا:
- كنتٍ ايه ياورد؟
- كنت ساعتها معرفش مشاعرى اتجاهك وانا بجد بجد
- ايه ياورد انتى ايه ؟
- انا بحبك ياباسم بجد انا بحبك مش هقدر اتغير غير وانا معاك انت ، انت وبس
وكان الرد:
- اسف ياورد انتى جيتى متأخر انا مبقتش احبك انا بجد مبقاش فى قلبى ذرة حب ليكٍ انا اسف
تركت ذراعه فى صدمه لقد اضاعته اضاعته من غبائها وغرورها،ثم قال:
- وبتمنى انى مشفكيش تانى ياورد باتمنى كده
احست انها ارتكبت خطأ فى حياتها تجعله يكرهها ويشتمئز منها
(بعد مرور سنتين)
كانت تتنزه فى احدى الحدائق وعندما كانت تنظر الى الاخرين لمحت شخص ما وكان"باسم" كان جالساً ينظر الى الاطفال ومبتسم لهم، كم اشتاقت لؤيته يبتسم وكان هو الباسم فى قلبها
ذهبت ناحيته ثم جلست بجانبه وعندما كانت تنظر اليه لمحت خاتم فى يديه فى الاصبح الذى اذا احاطتنا خاتم فيه نقول "تزوج" انكسرت من لرؤية الخاتم ولكن باسم لاحظ ورد فقال:
- ازيك ياورد، عاملة ايه؟
نظرت اليه والدموع فى عيناها قائلة:
- انا بخير
ثم اكملت ناظرة الى الخاتم:
- يعنى اتجوزت
ابتسم قائلاً:
- اه
- مبسوط معها؟
- طبعاً مش هى مراتى
عندما نطق بجملته الاخيرة شعرت بالاختناق فقالت وهى ذاهبه:
- طيب اعذرنى انا لازم امشى
أومأ لها ثم ذهبت ،ذهبت منكسرة وهى ضائعة فى حب لم يكن لها من البداية بسبب غرورها وكبريائها لقد أضاعت حبها
__________________
استيقظت مفزعة من الحلم الذى رأته ،اخذت تدعى فى سرها الايكون حقيقى ولكن اشتعل الضوء بجانبها وكان المشعل زوجها"باسم" قال لها بقلق:
- مالك ياورد، كابوس تانى؟
أومأت بنعم ،فسكب لها كوبا من الماء ثم اعطاها لها وبعد ان شربته قال لها:
- طيب تعالى نامى فى حضنى
ابتسمت ثم نامت فى حضنه ولكنها تشبت فيه بعمق ،أدرك انها حلمت بشئ اخافها ان يحدث فبادلها العناق،فقالت ورد فى سرها:
- لو مكنتش حاربت علشانك كنت دلوقتى مش معايا
ثم نامت ..وهى تتذكر ماحدث فى الماضى
***
وكان الرد:
- طيب انا هقولك حاجة
- طيب قول
- انا برضوا بحبك بس لازم اعتذرلك علشان اهانتك لما جيتى تعتذريلى انا مقدرتش انساكٍ لانه صعب اوى انى انساكٍ فى يوم وليلة بس االلى كنت نفسى اسمه سمعته فـانا كمان بحبك ياورد بحبك اووى..
ابتسمت له واخذت تنظر فى تمعن،،فسألها قائلاً:
- فى ايه ياورد بتبصيلى كده ليه؟
- عايزة منك طلب بس مترفضهوش
- قولى
- ممكن تحضنى
ابتسم لها ثم اشار لها بالموافقة ،فذهبت ناحيته قائلة:
- كنت خايفة لتسبنى وانا مش متخيله نفسى من غيرك هكون عاملة ازاى
- هحضنك ياورد كل لما تعوزى هحضنك يوم خوفك ويوم تعبك ويوم فحنا وحضنك طول ماانا عايش فى الدنيا وانا عمر ى ما هبعد عند يااحلى حاجة حصلتلى فى الدنيا ..
ابتسمت وهى فى حضنه وكنت ولو اول مرة مطمئنة فى وجوده فى حياتها..
- - -
- وردتى ان اوراقك اشواق ولاكن سأتحمل لانكٍ مهما جعلتينى أتألم ستكونى لى الضماد دائماً
- - - - -
~ تمت ~
تمت بحمدلله
بقلم \امانى طارق
________________
مش هقبل بأى كلمة خالص زى(تحفة او جمييلة)
#أمانى_طارق